لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

العميد أركان حرب محفوظ عمران يكشف تفاصيل حرب تحرير سيناء – (حوار)

10:35 م الجمعة 24 أبريل 2015

حوار- هشام مصطفى:

أبطال منسيون لم يأخذوا نصيبهم من التكريم والتخليد.. العميد أركان حرب محفوظ عمران واحدا من أفراد قوات الصاعقة الأبطال المشاركين في حرب الاستنزاف و حرب أكتوبر، و نفذ المهام المسندة إليه على أكمل وجه، و على أتم استعداد للتضحية دون تردد..

"مصراوي" التقى العميد عمران وكشف لنا في هذا الحوار تفاصيل حرب تحرير سيناء..

بداية.. من هو العميد محفوظ عمران؟

أنا ابن صعيد مصر من مركز طما محافظة سوهاج، حصلت على الثانوية العامة من مدينة أسيوط والتحقت بالكلية الحربية عام 1963، وشاركت في حرب الاستنزاف وفي السادس من أكتوبر.

هل شاركت في نكسة 1967 ؟

لا للأسف لم أشارك فيها لأني كنت فى اليمن وقتها، كنت قائدا الحراسة على القصر الجمهورى للرئيس اليمنى، و لم أستمر كثيرا لأن وقت حدوث النكسة اضطررنا للعودة إلى الوطن حيث وصلنا مصر في 11-11-1967.

وما هي أول حرب خضتها في حياتك العسكرية ؟

حضرت حرب اليمن في نهايتها و نزلت بعدها أثناء حرب النكسة، و بعد شهرين انتقلت إلى منطقة بورسعيد من شهر 2 عام 1968 حتى شهر 4 عام 1974، ومرت منطقة بورسعيد بمراحل بدأت فى 1 يوليو1967هى معركة رأس العش، و تعتبر معركة قومية وليست معركة تكتيكية لأن العدو عندما استولى على سيناء لم يصل إلى شرق بورسعيد "منطقة بور فؤاد"، وكان هدف العدو بعدها أن يستولى على منطقة بورفؤاد، وذلك لسبب واحد هو أن يستولى على كل منطقة السويس حتى يصبح من حقة حصة القناة عندما تعمل، فتوقفت مجموعة من الصاعقة للعدو بقيادة اللواء رامى الزهيرى و فتحى عبدالله بكميات قليلة من الأسلحة و عدد جنود لا يتعدى 30 فردا ليصدوا العدو و منعهم من التقدم ناحية منطقة بورفؤاد، و هذه هى معركة رأس العش الأولى، واستمرت يومان حيث قال عبد الناصر "ما أخذ بالقوة لا يرد إلا بالقوة"، و من بعدها بدأت حرب الاستنزاف و خلافه.

أثناء وجودنا فى بورسعيد كنا نطلق عليها منطقة "رأس الوزة" لأن إسرائيل كانت تتمنى أخذها للسيطرة على المياه فى القناه، و لأن بينها و بين منطقة القنطرة حوالى 30 كيلو، و أيضا هى قريبة من منطقة البرداويل و المنزلة فإذا سيطر العدو على منطقة بورسعيد يسهل عليه السيطرة على كل ذلك.

و بعد معركة رأس العش بدأت القوات تهتم بمنطقة بور سعيد لمعرفتهم بأهميتها عسكريا من خلال إرسال مجموعة من الصاعقة و المشاه، و ذلك لخفة تلك المجموعتين واستطاعتهم فى الدفاع عن تلك المنطقة، وكنت من ضمن الناس التي بقيت في بور سعيد، وكان من ضمن الخطة ألا نجلس فى المدينة أثناء الحرب و بالفعل كنا متمركزين فى طريق دمياط بورسعيد لأن إذا تم ضرب المدينة مثل ما حدث عام 1956 بقوات العدو البحرية أو الجوية فتكون قواتنا خارج المدينة حتى نستطيع بعد ذلك الدخول و تطهيرها، لذلك كنا نعتبر احتياطي بورسعيد.

هل كان موقع بورسعيد مجهز بالفعل لخوض معركة رأس العش؟

نعم كان مجهزا بإحدى عشر دبابة، و قمنا وقتها بعمل خديعة وأوقفنا ثلاث دبابات فقط في منطقة بورسعيد و الباقي كان في العمق و ذلك على مستوى الجبهة كلها، فكان مهام الصاعقة على مستوى الجبهة و خصوصا بور سعيد منع قوات العدو من دخول المعركة لقوات الاحتياط من 6 ساعات إلى 8 ساعات، حيث بدأت المعركة من الساعة 2 حتى الساعة العاشرة مساء، و بالفعل لم يوجد قوات دخلت المعركة القوات فقط هى التى تحارب و ليس احتياطى القوات و كنا متوقعين أن تأتى القوات من وسط الملاحات لبحيرة المنزلة لأن هذا هو المكان الوحيد الذين يستطيعون من خلاله السيطرة على الجبهة لأن منطقة بور سعيد بها ثلاث نقط هما رأس العش عند الكيلو 9200 و الثانية عند الكيلو 19 و الثالثة الكاب عند الكيلو 33.

وماذا عن تجربتك في حرب 6 أكتوبر ؟

تم تقسيمنا إلى 3 مجموعات، مجموعة عبرت من كمين على طريق الفرما شرق بورفؤاد عند الكيلو 19 و الثانية عن طريق البحر بالصيادين نزلوا شرق بورسعيد لمسافة 30 كيلو، و تم عمل كمين صغير احتل عند الكيلو 14 ليحاصر موقع رأس العش لعدم السماح بقوات تدخل أو تخرج، ولكن القوات في موقع رأس العش هجمت عليهم لكنها تعثرت بسبب قوة الموقع لأن طوله كيلو و عرضه 600 مترا على حافة القناه، و هم عبروا عليه من الشمال للجنوب و من الغرب إلى الشرق، و أيضا لم يستطيعوا أن يدخلوا الموقع من كثافة المياه لأنهم لم يهاجموهم بالأسلحة النارية، لكنهم هاجموا بخراطيم المياه.

جاء أمر من قائد الجيش بعملية انتحارية لاسترداد الموقع فى يومها، لأن ذلك كان من ضمن طلبات رئيس الجمهورية، لأن رئيس الجمهورية كان يركز على ثلاث مواقع هما موقع رأس العش شمالا و موقع بورتوفيق فى السويس جنوبا، و موقع القنطرة في شرق القناه.

ففي موقع رأس العش جاء مجموعة من الصاعقة لاستكشاف الأرض فوجدوا الموقع تم احتلاله تماما فأرسلوا لقوات المشاه ولدعمهم و من ثم يعودون، فجاء القائد و قال أنه يريد عملية انتحارية لاسترداد الموقع فورا، فقال لى "جاهزين" فأجبته "نعم بحمد الله" فجمعت ما تبقى حوالى 9 ضباط و كل ضابط لديه حوالى من 4 إلى 6 جنود، وعبرنا القناة و كان هناك ضابط عبر بمفرده ككمين، فقابلناه فى الطريق، وقال لي إن الأرض محتلة فى 400*400 متر، وباقي الموقع الذى يحتوى على المواصلات و ملاعب الكرة فارغ، فيجب أن ندخل بداخله من خلال فتحة هناك في اتجاه الجنوب و كان يوجد تحتها دبابة تضرب فى معدل 6000 طلقة فى الدقيقة، فقلت له سوف ندخل و نقسم المجموعات و أنا سوف أعبر الفتحة و أعبر من ناحية الشرق و مجموعة ستعبر من ناحية الغرب و هناك ملازم قال لي كلمة لا أستطيع نسيانها "لا يا فندم لا تدخل أنت الأول حتى لا تموت.. فإذا أردت أن تموت موت في النهاية حتى لا نتعثر نحن".

و بحمد الله عبر كل ضابط بمجموعته، واحتل كل مكان كان مخصص له، و أنا عبرت فعلا واحتللنا الموقع  وقتها، وبدأ الشروق فى الظهور ووقتها لا نستطيع أن نتحرك في الموقع لأن قوات المدفعية كانت تضرب العدو، و لم تتوقع قواتنا أن ندخل بهذه السرعة مع وجود دبابة مدفونة لا نراها تضرب أعدادا مهولة من الرصاص علينا، و دخلنا الموقع واشتبكنا مع العدو، وكلمت القادة أخبرتهم بأنى داخل الموقع وأن يوقفوا الضرب فلم يصدقوني فضربت طلقة خضراء لتأكيد أننا استولينا على الجزء الخارجي للموقع و بعد ذلك هجمنا على الموقع و سيطرنا عليه تماما، و ذلك بمساعدة وسائل الاستطلاع الجيدة .

لمشاهدة الفيديو .. اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان