ثورة الأمناء.. عدوى تنتقل بين المحافظات لإعلان العصيان
تقرير - محمد الصاوي:
محافظة تلو الأخرى، وقسم يلي الآخر، يُعلن فيه الأمناء انضمامهم إلى زملائهم في معارضتهم لوزير الداخلية، ضاربين بتعليمات الوزارة وتصريحاتها حول "الأفراد" المتظاهرين عرض الحائط، ومع مرور الوقت، تشتعل الأزمة بعدد من محافظات الجمهورية وليس الشرقية وحدها.
خرج اللواء مجدي عبد الغفار، وزير الداخلية، بتصريحات صحفية، وصف خلالها المتظاهرين والمُحرضين بـ"الإخوان"، لكنها لم تكن رادعة بشكل كافٍ؛ لوقف شرارة "الثورة" بين صفوف أمناء الشرطة، لتمتد آثار الأزمة لعدد من مديريات الأمن بالجمهورية.
وتصاعدت وتيرة المشكلة، مشادات تطورت لاشتباكات بين "أولاد الجهاز الواحد" بمحيط مديرية أمن الشرقية، لتطلق قوات الأمن المركزي قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، الواقعة التي شجعت أمناء الشرطة بمحافظات الإسكندرية والقاهرة والجيزة والإسماعيلية على إعلان تضامنهم مع زملائهم بالشرقية.
وانضم عدد من أفراد وأمناء الشرطة العاملين بعدة محافظات، منها بني سويف والقاهرة والجيزة إلى اعتصام الأمناء أمام مديرية أمن الشرقية، وأعلن عدد من أمناء الشرطة بالقليوبية، مساندتهم وتضامنهم مع زملائهم في حقوقهم التي وصفوها بـ"المشروعة"، فالتزامن مع تشكيل وفد من أمناء شرطة الإسكندرية للسفر إلى محافظة الشرقية، والتنسيق مع أمناء الشرطة بمديريات أمن المحافظات المختلفة؛ للتأكيد على تنفيذ مطالب زملائهم.
من جانبه، أعلن المتحدث باسم النادي الفرعي للأفراد العاملين المدنيين بالشرطة بالإسماعيلية، نقل الوقفة الاحتجاجية التضامنية لأفراد أمن المحافظة من الإسماعيلية إلى الشرقية؛ للمطالبة بالمساواة، وتحسين أوضاعهم المالية والوظيفية، لتتعقد الأمور أكثر فأكثر أمام قيادات الداخلية.
بمرور الساعات، حاولت قيادات الداخلية بقيادة اللواء مجدي عبد الغفار، ومساعده كمال الدالي، احتواء أزمة أمناء الشرطة، ووصل الأخير لديوان المديرية برفقة اللواء مدحت الشناوي، مساعد الوزير لقوات الأمن، للتفاوض مع متظاهري أمناء الشرطة؛ لإقناعهم بإنهاء اعتصامهم، والعودة للعمل، مع عرض مطالبهم على الوزير.
وبرغم من تلك المحاولات، مازالت تتصاعد حدة الأزمة، خاصة بعد اقتحام مبنى مديرية أمن الشرقية، وتكسير زجاج المكاتب، في الوقت الذي أطلقت فيه قوات الأمن قنابل الغاز؛ للسيطرة على الموقف.
إضافة إلى ذلك؛ أعلن محمد مصطفى اﻷسيوطي، المتحدث باسم نادي أفراد وأمناء الشرطة في أسيوط، اليوم الأحد، استنكار النادي للحملة الشرسة ضد أمناء الشرطة والتي تصفهم بالبلطجة وأنهم دولة داخل الدولة.
كما استنكر النادي الفرعي لأفراد وأمناء الشرطة في كفر الشيخ، التعدي على زملائهم بمديرية أمن الشرقية، وأصدروا بيان إدانة أعلنوا فيه تضامنهم معهم.
وقال بيان النادي، اليوم الأحد، إن ما حدث من اعتداء على أفراد أمن الشرقية في تظاهراتهم يثير الغضب بين جموع الأفراد بأمن كفر الشيخ ونتمنى من الله عز وجل أن يوفق النادي العام في احتواء الأزمة.
كان المئات من أفراد الشرطة بالشرقية، قد نظموا أمس، وقفة احتجاجية، داخل مبنى مديرية الأمن دون الحصول على إذن مسبق كما ينص القانون؛ للمطالبة بحقوقهم المتمثلة في العلاج بمستشفيات الشرطة، وزيادة بدل مخاطر العمل، وصرف الحوافز والعلاوات المتأخرة، وحافز قناة السويس أسوة بالقوات المسلحة، وسرعة الموافقة على التدرج الوظيفي للخفراء، ومساواة الأفراد والخفراء والمدنيين في حالات تحويلهم إلى مجالس تأديبية.
وشكلت وزارة الداخلية لجنة لفحص مطالب أفراد وأمناء الشرطة، في الوقت الذي أكد مصدر رفيع المستوى بوزارة الداخلية، في تصريح لـ"مصراوي"، أن تلك المطالب لا يمكن تحقيقها، وهناك مؤامرة يتم استخدام الأفراد فيها.
فيديو قد يعجبك: