الحكواتي: "ليالي قريش" من بطن التاريخ وأتمنى الكتابة عن مؤسس داعش - حوار

حوار - نسمة فرج:

تصوير - علياء عزت:

مؤمن المحمدي، شاعر وكاتب صحفي وناقد، له صوت مٌتفرد وطابع مميز في كتاباته، حيث يتناول بوعي وثِقَل موضوعات شائكة في التاريخ، كما الحال في سلسلة مقالاته "ليالي قريش".

يقول المحمدي في وصف أعماله "لابد بالنسبة لي من الاجتهاد، احنا هنا هنسجل أحداث التاريخ الإسلامي من ساعة نشأة مكة إلى ما شاء الله، والتسجيل ده مش كتابة وإنما تقدر تقول قراءة، وهي قراءة شخصية، هحاول أكون فيها روائي بيحكي الحكاية زي ما فهمها، من غير ما يفرض حكايته على الحكايات التانية، كل واحد من حقه يصدق اللي هو عايزه".

تحدث مؤمن المحمدي لـ"مصراوي"، عن سلسلة مقالاته "ليالي قريش"، وعن أسباب اختياره لهذه الحقبة وعن كتابه الأخير "كل العواطف". وإلى نص الحوار..

تفضل تلقيب نفسك بالـ"حكواتي" ولست الكاتب.. لماذا؟

"الحكواتي".. أنا شخص عنده القدرة على صياغة المعلومات المعروفة واستغلال مهاراتي في البحث؛ لأعيد تقديم الأرشيف في صورة حكاية ممكن يكون مجالها تاريخ السينما أو الغناء أو التاريخ الإسلامي، ولست ناقدًا فنيًا ولا أكتب تحليلات فنية.

تخرجت من كلية الآداب قسم اللغة العربية وتكتب بلغة عامية.. فهل العامية سلاح ذو حدين؟

أي شيء سلاح ذو حدين، فالعامية لغة والفصحى لغة أخرى، وأكتب باللغة التي أرى أنها مناسبة للموضوع، ففي ليالي قريش كوني حكواتي، كتبت بالعامية واستفدت من إمكانياتها، فهناك تعبيرات عامية مناسبة لطرح الموضوعات القديمة بشكل حديث دون حدود، ويساعدني هذا في الاسترسال، ويمنحني مجالًا أوسع في الحكاية وهذا يجعل لـ"ليالي قريش" شعبية أكثر لأنها تتحدث عن التاريخ وحكايات من "بطن التاريخ".

كتبت مجموعة مقالات بعنوان "ليالي قريش" لماذا اخترت الكتابة عن قريش تحديدًا؟

ليالي قريش ليست مقالات، هي مشروع كتابة كنت أحلم به منذ فترة طويلة، وكانت لدي رغبة أن أكتب عن التاريخ الإسلامي لأنه متحكم فينا ـ شئنا أم أبينا ـ وأتمنى أن أكتب عن الإسلام حتى أبو بكر البغدادي.

هل تنوي كتابة سلسلة مقالات أخرى بعد "ليالي قريش"؟

بالفعل بدأت في كتابة سلسلة مقالات جديدة ووصلنا للعام الثاني من الهجرة ولديّ الرغبة في كتابة هذا التاريخ بلغة معاصرة، وأشرع بكتابة سلسلة مقالات "مقرأة" و"ألف مشهد ومشهد".

ما مصادر معلوماتك التي استندت إليها أثناء كتابتك لـ"ليالي قريش"؟

بحثت في كتب سيرة ابن هشام، وتاريخ الطبري، والبداية والنهاية لابن كثير، والاستيعاب في معرفة الأصحاب، والمغازي والدرر، والبخاري ومسلم، والنسائي، وابن ماجة، وابن حنبل، ومالك، وكتب الأحاديث، لقد قرأت معظم تلك الكتب، ورجعت أيضًا لكتابات حديثة مثل كتابات طه حسين، ومحمود أبو رية، وسيد القمني، وعلى عبد الرازق، ونصر حامد أبو زيد، وفيكتور سحاب، وجمال علي الحلاق، وعباس الزيدي.

هل تنوي تحويل "ليالي قريش" لعمل تليفزيوني؟

بالفعل تم طرح الفكرة، ولكنها صعبة التنفيذ انتاجيًا؛ لأنها تتحدث عن فترة زمنية بعيدة، كما أن سلسلة المقالات أجزائها كبيرة وهذا يحتاج منتج شجاع مٌهتم ويقدر هذا العمل.

حدثنا عن تعاونك مع مؤسسة "بتّانة"؟

أنا متحمس لمشروع "بتانة" والمشروع أسسه شاب اسمه عاطف عبيد، بعد أن اشترى كميات كبيرة من الكتب، وقرر أن يوزعها على الناس مجانًا، بعد أن يجيبوا عن بعض الأسئلة الثقافية الذكية، وبعض استطلاعات الرأي في الثقافة والفنون والمعرفة والرياضة، وبعد أن يجمع المستخدم عددًا من النقاط، يمكنه استبدال تلك النقاط بالكتب التي يختارها، لتصله بعد ذلك حتى باب منزله.

متى بدأت في كتابك "كل العواطف"؟

بدأت البحث عن الأغاني في الثمانيات من خلال أرشفة الأغاني المصرية، وفي عام 2008 كان طموحي أن أصدر كتابًا بعنوان "حكاوي الغناوي"، وبالفعل بدأت البحث والكتابة واخترت 100 أغنية، ليس شرطًا أن تكون الأفضل أو الأشهر ولكنهم 100 أغنية بـ 100 حكاية، وتغطي فترة زمنية معينة شاهدة على تطور الحياة المصرية وتطور صناعة الأغاني أيضًا.

ما هي أخر مشروعاتك الأدبية؟

أعكف الآن على كتابة سلسلة "مكتبة المحمدي"، كما أكتب سلسلة مقالات "مقرأة" والتي ستحاول شرح القرآن بطريقة عامية.