من هو رودي جولياني.. أبرز المرشحين لوزارة الخارجية الأمريكية؟
كتبت- هدى الشيمي:
ظهر اسم رودي جيولياني، عمدة نيويورك السابق، متقدما في بورصة المرشحين لتولي أعلى منصب دبلوماسي في إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب التي تبدأ رسميا في 20 يناير المقبل، وفق ما أوردته وكالة اسوشتيد برس الأمريكية الاثنين.
الميلاد والنشأة
ولد ردولف ويليام لويس جولياني عام 1944، في مدينة بروكلين بولاية نيويورك، لعائلة منحدرة من أصول إيطالية عريقة، عمل أغلبهم في الشرطة وشاركوا في الحروب. وكان جيولياني قد قال في أحد حواراته الصحفية، "اتذكر أني تربيت بين البذلات العسكرية الرسمية، فكنت اراهم في كل مكان".
ألقي القبض على والده هارولد جولياني في نيويورك عام 1934 بعد سرقته محل بيع ألبان، وقضى عام ونصف العام في السجن، ومع ذلك وصفه جيولياني بالأب الرائع، وأصر أنه صاحب فضل عليه.
خلال حياته الدراسية كان جولياني طالبا مميزا، حصل على شهادة في القانون وعمل في المحاماة، ثم انتقل للعمل في مكتب النائب العام الأمريكي، وعُين المدعى العام المسؤول قضايا فساد الشرطة وهو في سن صغيرة، إذ أن عمره وقتذاك لم يتجاوز 30.
جولياني السياسي
توالت الترقيات واستمر تقدم جولياني، وعمل مساعدا للنائب العام في إدارة الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريجان، وهي أهم ثالث وظيفة في وزارة العدل الأمريكية، وبعد عامين أصبح النائب العام للمنطقة الجنوبية في نيويورك. تقول صحيفة الأوبرزفر البريطانية إنه بدأ حربا ضد الجرائم المختلفة، مثل تجارة المخدرات والعنف، وجراء تلك الحرب قلت نسبة الجريمة كثيرا خلال هذه الفترة.
حاول المدعي العام استغلال شعبيته في الوصول لمنصب عمدة نيويورك، عام 1989، ولكنه خسر أمام منافسه الديموقراطي الأسود دفيد دينكينز بفارق بسيط جدا، وأصبح الأخير أول عمدة أسود لنيويورك، وبعد أربعة أعوام ترشح مرة أخرى وفاز بالمنصب لفترتين متتالتين.
هجمات سبتمبر
وقعت أحداث 11 سبتمبر 2001 أثناء ولاية جولياني الثانية كعمدة لنيويورك، واستطاع اكتساب شعبية كبيرة بعد أن نزل موقع الهجمات وظهر أمام عدسات التلفزيون بعد دقائق من تحطم الطائرة داخل برج التجارة العالمي، وقال في تصريحات "غدا سنكون جميعا هنا، نبني نيويورك من جديد، وسنكون أقوى من قبل".
عُرف في هذه الفترة بلقب "أعظم حاكم لنيويورك"، و زاد قربه من الأمريكان بعد رفضه تبرع أرسله له الأمير الوليد بن طلال بعشرة ملايين دولار أمريكي، مرفق برسالة يطالبه فيها بتحسين سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط وخاصة فلسطين.
مزق جيولياني الرسالة وأكد في مقابلات صحفية أن الإدارة الأمريكي لن تخضع لأي جهة مقابل المال، وأنها لم ولن تسمح بأن يطلب منها أحد تعديل سياساتها.
في نفس الوقت زاد عدائه تجاه الشرق الأوسط والمسلمين.
أرجع محللون رفض جولياني تبرعات الوليد بن طلال لضغط اليهود عليه، خاصة وأنه أحد أكبر المواليين للجالية اليهودية في الولايات المتحدة.
ظهر ذلك جليا في طرده للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات من مؤتمر حضره ساسة وقادات العالم في قاعة مركز لينكولن بنيويورك، في 23 أكتوبر 1995، حسبما أوردت صحيفة الأوبزرفر وقتها.
بعد عدة سنوات من انقضاء فترتيه في منصبه عمدة نيويورك، حاول جيولياني استغلال شعبيته في الوصول إلى البيت الأبيض.
ترشح جيولياني في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري لكنه خسر السباق الحزبي أمام ميت رومني الذي حصل على ثقة الجمهوريين وخاض السباق أمام مرشح الحزب الديمقراطي وقتها باراك أوباما الذي ألحق به هزيمة كبيرة وبقى أوباما في منصبه لفترتين متاليتين.
ترامب
مع إعلان رجل الأعمال النيويوركي دونالد ترامب نيته خوض السباق إلى البيت الأبيض، سارع جيولياني – على عكس أغلب قيادات الحزب الجمهوري – إلى تأييده. دافع جيولياني بشدة عن تصريحات ترامب المثيرة ووصفته بعض وسائل الإعلام الأمريكية بأنه مثل المتحدث باسم المياردير الأمريكي.
لم يكتف جيولياني بالدفاع عن ترامب فقط بل شن هجوما عنيفا طول الحملة الانتخابية على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، التي كانت في السابق عضوة في الكونجوس عن ولاية نيويورك وقت هجمات سبتمبر 2001.
في تصريحات على شبكة سي إن إن، قال جيولياني إنه لا يذكر تواجد كيلنتون في موقع هجمات 11 سبتمبر، وكان ذلك ردا على تصريحاتها على نفس الشبكة بأنها "سافرت على متن أحد الرحلات بصعوبة شديدة لنيويورك لحرصها على مساندة أهالي القتلى والمصابين."
ويعتنق جيولياني نفس السياسات التي أعلنها ترامب في حملته الانتخابية. ويحمل، مثله، كيلنتون وأوباما مسؤولية ظهور تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ووصول التطرف الإسلامي إلى تلك الدرجة.
وقال في تصريحات لسي إن إن "إن العالم اليوم يعيش وضع أخطر مما كان عليه قبل أن تولى أوباما وكلينتون السلطة."
ولاء جيولياني الواضح لترامب دفع المراقبين إلى توقع توليه منصبا رفيعا في إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب؛ فوكالة أسوشيتد برس قالت في تقريرها عن احتمالية تولي عمدة نيويورك السابق منصب وزير الخارجية، إن ذلك يعد دليلا على أن ترامب يكافئ الموالين له.
ويعتقد الدكتور محمد حسين، الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن العمدة السابق لا يتمتع بالخلفية السياسية التي تؤهله لترأس أرفع منصب دبلوماسي في الولايات المتحدة.
وأشار حسين إلى أن جيولياني قد يتولى منصب المدعي العام في الولايات المتحدة، بالنظر إلى خلفيته القانونية وسابق توليه منصب المدعي العام للمنطقة الجنوبية.
لكنه عاد وقال إنه من المحتمل أن تسند إليه حقيبة الخارجية وينال تصديق الكونجرس المطلوب لمن يتولى وزارة الخارجية ووزارة الدفاع. وأضاف "في الأغلب لن يعارض الجمهوريون ترامب.. ولن يقفوا أمامه إذا اختار جيولياني وزيرا لخارجيته."
فيديو قد يعجبك: