إعلان

حقيقة تورط داعية مصري في اغتيال الأمين العام لهيئة علماء ليبيا

10:23 م الأربعاء 23 نوفمبر 2016

الشيخ الليبي نادر العمراني

كتب - كريم حسن وعمر محمد:

"وضعوه في حفرة، فنطق الشهادتين، ثم أطلقوا عليه الرصاص، وتم ردمه بالتراب" كان هذا مصير الشيخ الليبي نادر العمراني، عضو دار الإفتاء الليبية، والأمين العام لهيئة علماء ليبيا، بعد اختطافه أثناء توجهه لصلاة الفجر في السادس من أكتوبر الماضي، بأحد أحياء العاصمة طرابلس واختفاءه.

يقول هيثم عمران الزنتاني - أحد المتورطين في الحادث، إن التخطيط لخطف الشيخ العمراني كان قبل 3 أشهر، وأن المسؤولين عن اختطافه وقتله مجموعة من قوة الردع الخاصة - بحسب قوله.

وكشف الزنتاني أن الشيخ أحمد الصافي - أحد المشاركين في قتل العمراني - درس علوم الشريعة على يد الشيخ محمد سعيد رسلان وأنه أتى بفتوى من الأخير تجيز قتل العمراني كونه يضلل الليبيين.

وأعلنت دار الإفتاء أول أمس، مقتل الشيخ الليبي في ظروف غامضة، وطالبت بالقصاص ممن خطط وشارك في جريمة القتل، مؤكدين أن منفذي العملية كانوا مستندين على فتاوى مضللة من خارج البلاد.

ويروي الزنتاني في اعترافاته تفاصيل قتل الشيخ قائلًا: "وجدت حفرة عميقة تم وضع الشيخ العمراني بها، وبعدها نطق الشيخ الشهادتين بصوت عال، ليقوم عبدالحكيم بتفريغ خزنة رصاص كامل في جسده ويتم ردم التراب عليه".

ونفت قوة الردع الخاصة، التابعة لوزارة الداخلية الليبية، في بيان لها، أن يكون الشخص الذي اعترف بمقتل العمراني أحد منتسبيها، موضحة أن الزج باسمها، جاء من جهات مشبوهة بهدف تصفية حسابات خاصة.

واستنكرت رابطة العلماء المسلمين قتل الشيخ العمراني، داعية للقصاص من القتلة المجرمين.

ووصف البيان منفذي الحادث بالعصابة المجرمة التي تدعي احتكارها لمنهج الحق والتزامها به، وهي أبعد ما تكون عنه؛ مدللة على قبح مسلكها وانحراف منهجها؛ بهذه الجريمة البشعة الغادرة، والتي استندت في تنفيذها لبعض الفتاوى المنحرفة الصادرة عن بعض رؤوس الضلالة.

وبعد الاتهامات التي طالته سارع الشيخ محمد سعيد رسلان -المدخلي المذهب وهو داعية مصري- إلى الرد بمقطع مصور على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ليؤكد أن من قاموا بهذا الفعل المشين هم خوارج وتكفيريين، ليعلن تبرئه بالإفتاء بجواز قتل الشيخ العمراني.

وأشار رسلان أنه لم ير أحمد الصافي الذي أدعى أنه تلقى الفتوى منه، مؤكدًا أنه لا يعرفه ولم يكن من تلامذته، مؤكدًا أنه يحارب تكفير المسلمين بغير حق.

ويفسر الدكتور أحمد بان - الباحث في شؤون الحركات الإسلامية المذهب المدخلي، قائلًا "المدخليون هم عبارة عن مجموعة من الأفراد يرجع أصلهم لشيخ يمني يدعى ربيع بن مقبل الوادعي المدخلي، وهم مجرد فرقة من فرق السلفية مع اختلاف بعض الأمور العقائدية".

ويؤكد بان في تصريح لـ "مصراوي" أن تلك الجماعة لها العديد من المبادئ على رأسها أنها لا تجيز الخروج على الحاكم أو الثورة عليه، وتحترم شرعيته في كل الأحوال، مشيرًا إلى أنه على الرغم من تحالفها مع المملكة العربية السعودية خاصة والتيار السلفي عامة، إلا أنها أقل الفرق الصوفية شعبية، وأنها أقرب في أفكارها إلى الفكر الوهابي.

وتعليقًا على ربط اسم الشيخ محمد رسلان بمقتل العمراني، يرى طارق أبو السعد، المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية، أنه لايمكن اتهامه بالتحريض على قتل الشيخ الليبي، مشيرًا إلى المدرسة السلفية المدخلية لا تتبنى مثل تلك الأفعال الإرهابية.

ويوضح أبو السعد لـ" مصراوي" أن مقتل العمراني ليس بالحدث الغريب، وكان من المنتظر القيام بتلك الاغتيالات في ليبيا كنوع من أنواع التعبير عن التواجد، بعد خسارة الجماعات الإرهابية للعديد من الأراضي والمناطق التي كانت تحت سيطرتها، مؤكدًا أن تلك الجماعات تلفظ أنفاسها الأخيرة.

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان