لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

جوليو ريجيني.. مأساة لم تنته تبعاتها بعد

09:11 م الأربعاء 06 أبريل 2016

جوليو ريجيني.. مأساة لم تنته تبعاتها بعد

كتبت ـ هاجر حسني:

كانت الأحداث التي صاحبت إحياء الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير2011 تداعى أثارها في الأجواء، حينما عثرت أجهزة الأمن في 4 فبراير الماضي على جثة الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، طالب دراسات عليا بجامعة كامبردج البريطانية، ملقاة في أول طريق "مصر - إسكندرية" الصحراوي بمدينة 6 أكتوبر، ويبدو عليها أثارًا للتعذيب، فتم نقل الجثة إلى مصلحة الطب الشرعي بقرار من نيابة الجيزة؛ لبيان سبب الوفاة.

البداية

10 أيام فصلت بين اختفاء الطالب الإيطالي في يوم ذكرى الثورة والعثور عليه من قبل الأجهزة الأمنية، وبحسب روايات الشهود فإن ريجيني كان في طريقه لمقابلة أحد الأصدقاء بوسط القاهرة، وفي 31 من يناير الماضي أعلنت وزارة الخارجية الإيطالية اختفاء الشاب والذي عثر عليه عقب ذلك بأربعة أيام.

وفي 7 فبراير طالبت ايطاليا الجانب المصري بإجراء تحقيقات سريعة في القضية وسرعة العثور على الجناة، وقال وزير العدل الإيطالي، اندريه اورلاندو، في مطار روما عقب وصول جثمان الشاب "إنني هنا لأقدم عزائي والحكومة إلى أسرة ريجيني. لكنني هنا أيضا كي أوكد عزم الحكومة على إظهار الحقيقة الكاملة بأسرع ما يمكن وأن يتم تحقيق العدالة". فيما قال وزير الداخلية الإيطالي انجلينو الفونسو إنه أرسل رجال شرطة بالفعل للعمل مع نظائرهم المصريين للعثور على الأسباب الحقيقية وراء مقتل ريجيني والتوصل للجناة.

وخلص التقرير الأولى لمصلحة الطب الشرعي إلى وجود كدمات متفرقة في جسد ريجيني، وقطع في الأذن، فضلاً عن آثار تعذيب ونزيف حاد وكسر في الجمجمة، أحدثت نزيفاً داخلياً، ما أدّى إلى وفاته، وبعد تشريح الجثة في ايطاليا أثبت أن الوفاة ناجمة عن ضربة عنيفة أسفل الجمجمة فضلا عن وجود كسور متفرقة في أنحاء الجسم، وفي حوار له مع إحدى المحطات التليفزيونية، قال وزير الداخلية الإيطالي إنه لم يستعد أنفاسه منذ أن اطلع على تقرير التشريح الصادم، بحسب بي بي سي.

اتهامات

نشرت صحيفة "لا يبوبليكا" الإيطالية في 28 فبراير الماضي أن أعضاء للنيابة الإيطالية أعلنوا أن الطالب الإيطالي الذي قتل في مصر، قتل من أجل "وقف أبحاثه"، ونقلت الصحيفة عن مصادر داخلية من النيابة العامة، أن التحقيقات الإيطالية استبعدت كل الاقتراحات التي قدمتها مصر بشأن مقتل ريجيني، وأن النيابة الإيطالية باتت ترى أن مقتل ريجيني لم يكن "جريمة شارع"، ولم تكن من قبيل المصادفة، ولا حتى جريمة تتعلق بعالم المخدرات، لافتة إلى أنه قتل على يد متخصصين في التعذيب، بحسب الصحيفة.

التوقعات حول وفاة ريجيني ذهبت جميعا إلى مؤسسة الشرطة، خاصة بعد ضلوع بعض من أفرادها في استخدام العنف ضد مدنيين بعضهم لقى مصرعه والآخر لم يسلم من يدهم، بالإضافة إلى أن الشاب الإيطالي كان يعمل على دراسة عن دور النقابات العمالية المستقلة بعد ثورة 25 يناير، وخلال تواجده في مصر كان يجري مقابلات مع عمال وأشخاص لهم اتجاه معارض.

ولكن وزارة الداخلية خرجت في بيان على لسان وزيرها اللواء مجدي عبد الغفار، في 8 فبراير الماضي، تنفي فيه أي صلة لها بمقتل الطالب الإيطالي، بل وقالت إنها تكثف جهودها لكشف ظروف مقتل الشاب، وأنها تحيط الفريق الأمني الإيطالي الموجود في العاصمة المصرية علما بتطورات القضية.

وندد البرلمان الأوروبي بـ "تعذيب وقتل" الطالب الإيطالي ريجيني، مطالبا في بيان له في 10 مارس، السلطات المصرية بالتعاون في التحقيقات وتقديم الجناة للعدالة في أسرع وقت، فيما رفض مجلس النواب المصري القرار ووصفه بانه تدخل في السياسة الداخلية للدول.

روايات غير مقنعة:

وفي 25 من مارس الماضي أعلنت الشرطة قتل عصابة اجرامية، وعثورها لدى أحدهم على جواز سفر الطالب المقتول وباقي مقتنياته الشخصية، وقالت الداخلية في بيان أنه في أعقاب تبادل لإطلاق النار تمكنت القوات من قتل أفراد العصابة التي تخصصت في انتحال صفة ضباط شرطة واختطاف الأجانب وسرقتهم بالإكراه.

الجانب الإيطالي لم يقتنع كثيرا برواية وزارة الداخلية، فقال محققون إيطاليون إن "القضية لم تُغلق بعد ولا يوجد دليل دامغ يؤكد ضلوع أفراد العصابة التي قتلتهم الشرطة المصرية أمس في قتل ريجيني"، مؤكدين إن مصر لم تبعث بعد بنتائج التحقيقات لإيطاليا.

لم يكن الجانب الإيطالي وحده رافضا لروايات الداخلية عن مقتل ريجيني، فطالب رئيس تحرير جريدة الأهرام، محمد عبد الهادي علام التوقف عن سرد الروايات "الساذجة" لمقتل الشاب العشريني وعدم المخاطرة بالعلاقات المصرية مع روما، وناشد الدولة أن تتعامل بجدية تامة مع القضية وتقديم مرتكبي الجريمة إلى العدالة والإعلان بشفافية عمّا تم التوصل إليه من حقائق لا لبس فيها.

وفي 29 من مارس الماضي قالت باولا ريجيني، والدة الشاب الإيطالي، في مؤتمر صحفي بمجلس الشيوخ الإيطالي "أنا أم جوليو، وليس من السهل علي أن أكون هنا لأن ما حصل لولدي ليس حالة معزولة، كما يزعم المصريون، إذ أود أن أشير أنه توفي تحت التعذيب مثلما كان سيحدث لأي مصري".

وقالت: "ابني جوليو لم يكن صحفيًا ولاجاسوسًا بل كان شابًا يمثل المستقبل، ولدى توجهنا إلى المشرحة للتعرف على الجثة، لم نستطع تمييزه سوى من أنفه ولا أملك الآن البوح بما يمكن أن يكونوا قد فعلوا به قبل وفاته".

تهديد:

وقبل يوم واحد، حذرت السلطات الإيطالية، مصر من أنها ستتخذ إجراءات "فورية وملائمة" ضدها إذا لم تتعاون بشكل كامل في الكشف عن الحقيقة وراء مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، فقال وزير الخارجية الإيطالي، باولو جنتيلوني، أمام البرلمان إنه إذا لم يطرأ تغير في المسار (الذي تتخذه السلطات المصرية) فإن الحكومة مستعدة للتصرف واتخاذ إجراءات ستكون فورية وملائمة.

بينما رفضت مصر التعليق على التهديد الإيطالي وقالت إنها لن تعلق على تصريحات وزير الخارجية الإيطالي حرصًا على العلاقات الوطيدة بين الدولتين.

ووصل وفد مصري اليوم الى العاصمة روما لاطلاع الجانب الإيطالي على آخر تطورات القضية. ضم الوفد مسؤولين من النيابة العامة ووزارة الداخلية، بالإضافة إلى مسؤولين من الخارجية المصرية

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان