لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

لماذا يقتل "داعش" جنوده؟

10:42 م السبت 23 يوليو 2016

داعش

كتب – عبدالله قدري:

كثيرًا ما تذكر الأنباء الواردة من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق عن مقتل جنود من التنظيم على أيدي إخوانهم، ففي منطقة الأنبار بالعراق، قتل التنظيم أحد عناصره بعد إصابته على يد قوات الحشد الشعبي، وقبل أن يُسلم نفسه لعناصر الحشد، أطلق عدد من جنود التنظيم النار على عضو التنظيم فأردوه قتيلًا.

وفي سوريا، أقدم انتحاري داعشي في يوليو 2015 على تفجير نفسه في ملهى ليلي شرقي حمص، وتبنى التنظيم الحادث الذي وقع على يد أحد عناصره ويسمى أبو البراء الحمصي، الذي أراد نفسه قتيلًا، فيما بثت قناة روسيا اليوم مقطع فيديو من تفجير أحد عناصر تنظيم داعش نفسه، في منطقة صحراوية، لم تسمها.

يفسر أحمد بان الباحث في الشأن الإسلامي، سبب قتل عناصر داعش أنفسهم أثناء عمليات المداهمة، بقوله إن هذه التنظيمات لها فقه وفتاوى خاصة، تصنعها لكي تبرر أفعالها.

ويضيف بان لمصراوي، أن عناصر التنظيم يقومون بتصفية أنفسهم حتى لا تقع المعلومات بحوزة التنظيمات الأمنية، وهو ما يحدث في بقاع مختلفة من الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم.

وتابع أن السبب في ذلك أن بعض فتاوى بعض الفقهاء التي أجازت العمليات "الاستشهادية" في ردع الأعداء، وهو ما تسبب في تغافل عناصر دعش لحق مهم في الإسلام وهو حق الحياة.

من جانبه، قال زيدان خوليف أستاذ العلاقات الدولية بجامعة باريس، إن عناصر تنظيم داعش أصبحوا يتنببون استراتيجية جديدة خلال القتال وعمليات الدهم، وهي استراتيجية تصفية أنفسهم.

وأضاف خوليف في تصريحات نقلتها وكالة فرانس 24، أن عناصر التنظيم يؤمنون بقاعدة " يموتون ولا يُقتلون" أي لا يقتلهم أحد، فهم يقتلون أنفسهم أو يموتون موتتهم الطبيعية.

وفسر ذلك بأن عناصر التنظيم لا يريدون أن يقعوا فريسة للحبس أو الاعتقال أو إفشاء معلومات خاصة تتعلق بمعاقل التنظيم أو قياداته.

ويستند تنظيم داعش على مبدأ أُسس عليه تنظيم القاعدة وهو جواز إتلاف النفس لمصلحة الدين، ففي كتابه "أحكام الغارات الإسلامية والتترس" يستدل عبدالمجيد عبد الماجد أحد علماء التنظيم، بآيات قرانيه من سورة التوبة تحدثت عن وعد الله للمجاهدين بالجنة، واستدل أيضًا بحادثة غلام أصحاب الأخدود، بجواز قتل النفس.

كما أجاز جواز حمل الواحد على العدد الكثير من العدو في الجهاد وإن تيقن الهلكة، وأورد في هذا الباب مجموعة من الأحاديث سخّرها في مساق عرض فتواه ومنها "إن ظلال الجنة تحت أبواب السيوف".

وفرّق عبد الماجد بين المنتحر والمنغمس، وقال إن المنتحر من يقتل نفسه بسبب الدنيا ، أما المنغمس من يغمس يده في عدوه لإعلاء كلمة الدين. فهو عنده لا يصح أن يطلق على المنغمس منتحر، على حد فتواه.

وعلق قائلًا:" لذا هل يقال عمن قتل نفسه لإعلاء كلمة الله ونكاية في أعداء الله وإرهاباً لهم بنية خالصة فهل من العدل أن يقال عنه أنه منتحر ؟ سبحانك هذا بهتان عظيم ، وفقًأ لقوله.

وأضاف أن قتل النفس ليس كله محرم، وأن تحريم قتل النفس ليس معلقاً بالقتل ذاته ، بل إنه معلق بالأسباب الدافعة له ، فمن قتل نفسه بسبب ضعف إيمانه أو انتفائه فهو منتحر ، ومن قتل نفسه بسبب قوة إيمانه وفداءً للدين وحباً الله وللرسول، فهذا فاعل للمأمور به كغلام قصة أصحاب الأخدود، على حد تعبيره.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان