مقابلة- مساعد زويل: كان مؤهلًا لـ"نوبل جديدة".. وتركت تايوان من أجله
حوار - سارة عرفة وأحمد جمعة:
"خسارة فادحة للعلم والإنسانية".. هكذا وصف الدكتور "جاو تانج" نبأ وفاة الدكتور أحمد زويل، الأسبوع الماضي. وقع الخبر كان صادمًا عليه بحكم قربه من العالم الراحل، فهو أحد مساعديه في مجموعته البحثية التي كوّنها بجامعة كاليفورنيا للعلوم والتكنولوجيا (كالتك) طيلة 40 عامًا مضت منذ أن وطأتها قدماه هناك عام 1976.
لا زال تانج يتذكر وقع سماع خبر وفاة زويل عليه الأسبوع الماضي، يقول إنه انتابته حالة من الصدمة في حينها، بما أفاده خلال سنوات التعاون معه: "وفاة دكتور زويل خسارة كبيرة للمجتمع العلمي ولجامعة كالتك ولمصر ولكل من عملوا معه".
ست سنوات شكلت حياة جديدة لمساعد زويل، بدأت في 2010، حينما أرسل له دعوة كي يزور تايوان، وقام بترتيب كافة أمور الزيارة والمحادثات مع عدد من المؤسسات هناك للتحاور معه والاستفادة من تجاربه وأبحاثه العلمية، قبل أن يفاجئ بعدها بـ 3 سنوات يرد التحية بأحسن منها، حيث بعث له برسالة يطلب منه المساعدة في عدد من تقاريره العلمية ومراجعة التسلسل العلمي، وإضافة الجانب النظري لتسهيل عملية فهم ميكانيكية الفيزياء لتجاربهم وملاحظاتهم.
في هذه الفترة علم "جاو تانج" للمرة الأولى بمرض زويل الذي داهمه قبل سنوات، يقول في حواره مع مصراوي: "سمعت عن مرض دكتور زويل في يونيو 2013، كنت حينها في سنغافورة لحضور ندوة للاحتفال بعيد ميلاد رودي ماركوس الـ 90، وكان زويل حينها مدعوا لحضور الاحتفالية، لكنه لم يتمكن من الحضور نتيجة إصابته بالسرطان. كنت مصدوما للغاية بمجرد معرفتي بحقيقة حالته الصحية".
شهور قليلة مضت بعد هذا الاحتفال حتى طلب منه زويل مساعدته في مجموعته ومتابعة طلابه الذين يُحضرون للدكتوراه: "بعد هذا الاحتفال كنت ما زلت في تايوان، حينها كتب لي زويل يطلب مني مساعدته في متابعة طلابه الذين يحضرون للدكتوراه. شعرت وقتها بضرورة مساعدته لظروف مرضه، لذا بدأت فورا تعاوني معهم، حتى أنني سافرت متوجها لجامعة كالتك لمناقشته وطلابه في موضوعات رسالاتهم".
انضمّ "جاو تانج" رسميًا إلى "عائلة زويل" مطلع 2014، وكانت المقابلة الأولى مع عالم نوبل بعد أن تقاعد من جامعته، ولينتقل من فريق زميلته رودي ماركوس التي تعمل هيّ الأخرى في نفس البناية بجامعة (كالتك)، بصفته عالم ذو خبرة (خبير علمي) لمدة عام واحد.
يؤكد "جاو تانج" أن زويل كان يثق به كثيرًا في متابعة أبحاث المجموعة ويصغي السمع له: "زويل يثق بشكل كبير في حدسي وقدرتي على التحليلي النظري والتطبيق. فهو رأى أن انضمامي للفريق سيساعده بشكل كبير في أبحاثه، وبالفعل تمكنا من نشر ورقة علمية في يناير 2015 عن أشباه الموصلات وورقة أخرى عن طبيعة الاتصالات الطبيعية على النمو النانوي".
يفتخر العالم التايواني بتواجده مع زويل، يؤكد أنه استفاد كثيرًا من عمله معه، وأضاف له أبعادًا متنوعة في مجال البحث العلمي، وفوق هذا بشّره بفوزه بجائزة نوبل للمرة الثانية في تاريخه من خلال عمله على إعداد المجهر رباعي الأبعاد، الذي سيؤهله مرة أخرى للحصول على الجائزة خلال أعوام قليلة، قبل أن يُداهمه الموت دون استكمال حلمه.
استشعر زويل في قرارة نفسه أنه قد يصبح مؤهلا بالفعل لاصطياد نوبل، والوقوف مرة من جديد على منصة الأكاديمية السويدية، لذا وعده بأنه إذا ترشح للجائزة فإنه سيحجز له كي يسافر معه إلى العاصمة السويدية، ستوكهولم، لحضور مراسم تسليمه الجائزة. يحزن "تانج" لعدم استكمال زويل لأحلامه: "مع الأسف موته المفاجئ سرق منه فرصته بنوبل ثانية".
رغم اهتمام الثنائي (زويل وتانج) بالبحث العلمي، إلا أنهما تحدثا كثيرًا عن حياتهما الاجتماعية، وأفكارهما لمستقبل بلادهما، يقول: "كنت أعرف عنه طموحه واصراره على مساعدة وطنه الأم لبناء مدينة زويل، فهو رجل وطني لأبعد الحدود وعالم عظيم صاحب رؤية"، ويأمل أن تُستكمل بناء المدينة وتهدى إلى روحه.
يتمنى "تانج" أن تستكمل مجموعة زويل في كالتيك ما بدأه من أبحاث حول المجهر رباعي الأبعاد: "لا أعرف خطط جامعة كالتك بعد وفاة دكتور زويل، لكن في اعتقادي أنه يجب استكمال أبحاثه عن الميكروسكوب رباعي الأبعاد، وأن يقوم طلابه باستكمال ما بدأه وتحقيق أحلامه فهذه الأمور هي أهم أمنيات زويل".
رفيق كفاح زويل في ''كالتك'' يحكي لمصراوي رحلة 32 عامًا مع ''عالم نوبل''
فيديو قد يعجبك: