لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هل تُساهم الوساطة المصرية في سد الفراغ الرئاسي بلبنان؟ - (تقرير)

04:08 م السبت 20 أغسطس 2016

وزير الخارجية سامح شكري

تقرير - مصطفى ياقوت:

عكف وزير الخارجية، سامح شكري، في زيارته الأخيرة التي استغرقت 3 أيام للبنان، على تكثيف اللقاءات بمسئولين حكوميين، وطرح رؤية القيادة المصرية، للخروج من حالة "الفراغ الرئاسي" التي تعاني منها بيروت، منذ انتهاء فترة حكم الرئيس السابق ميشال سليمان في مايو 2014، وكذا لم شمل الفرقاء اللبنانيين من كتلتي 14 و8 آذار.

مبادرة مصرية

شكري أعرب خلال المؤتمر الصحفي المشترك، الذي عقده مع نظيره اللبناني، جبران باسيل، ولقاءه برئيس الوزراء سلام تمام، عن استعداد الدولة المصرية، لتقديم كافة المساعي الداعمة لاستعادة الاستقرار الداخلي اللبناني، وخلق مساحة للتوافق السياسي؛ لأن "الإجماع والاتفاق سيكون في مصلحة الشعب اللبناني؛ وسيساهم في الحفاظ على الأمن القومي العربي".

لم يطرح شكري، اسمًا محددًا للرئاسة، فـ"ليس للقاهرة تفضيلًا أو توجيهًا أو تدخلًا باختيار شخص الرئيس"، وإنما تهدف لدراية وموائمة الرئيس القادم، بالحفاظ على مؤسسات الدولة، واحتواء الفرقاء، واقترانه أزماته الداخلية بأزمات سوريا على وجه الخصوص.

خلاف سياسي

مجلس النواب اللبناني، أرجأ جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، للمرة الثالثة والأربعون، لعدم اكتمال النصاب القانوني، نتيجة الانقسام السياسي الحاد في البلاد، حيث يتطلب انتخاب رئيس للجمهورية حضور ثلثي أعضاء مجلس النواب البالغ 86 نائبًا من أصل 128، ولم يتمكن البرلمان منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان، من توفير النصاب القانوني لانتخاب رئيس.

الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، أحد أبرز القوى الممثلة لكتلة 8 آذار، أعلن موقف حزبه من الملف الرئاسي، قائلًا "ملتزمون تأييد العماد ميشال عون، ولا تراجع عن هذا الالتزام إلا في حالة واحدة، ان يُعلن عون انسحابه من السباق الرئاسي"، جازمًا بأن الرئيس المقبل للجمهورية لن يكون إلا من فريق 8 آذار.

بينما قوى 14 آذار، والتي يعد أبرز أركانها رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، أعلنت دعمها ترشيح قائد القوات اللبنانية سمير جعجع، إلا أن الأشهر الأخيرة شهدت تغيرًا في المواقف، إذ برز اسم سليمان فرنجية الذي ينتمي إلى قوى 8 آذار كمرشح بعد لقاء جمعه بالحريري في باريس في نوفمبر الماضي.

دعم تاريخي

يمتد الدعم المصري للبنان، منذ تاريخ الملكية في مصر، واستقلال لبنان في أربعينيات القرن الماضي، وبلغ ذروته في اتفاق تنظيم الوجود الفلسطيني المسلح في لبنان، والذي احتضنته القاهرة في عام 1969، قبل أن ينكسر تدريجيًا في أواخر عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، وما تلاه من مرحلة انتقالية، وانشغال الدولة بالداخل المصري.

في وقت أصاب تلك العلاقات عوارًا،بدا واضحًا في السنوات الأخيرة، وتمثل ذلك في ندرة اللقاءات السياسية، وموقف مصر الرافض لحزب الله، حيث أبدت مصر تأييدها للمملكة العربية السعودية، باعتبار حزب الله منظمة إرهابية على مستويي اجتماع وزراء الداخلية العرب، واجتماع وزراء الخارجية في الجامعة العربية.

وترى جيلان جبر، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن التدخل المصري في الأزمة اللبنانية، جاء بعد استشعارها اتساع الفجوة اللبنانية بين الفصائل، ما استدعاها لضرورة لعب دورًا محوريًا لمحاولة إيجاد نقاط توافق بين الأطراف المتناحرة، والبناء عليها لانتخاب رئيس لبناني.

مرغوب لا مفروض

"اختلاف الدور المصري عن غيره يكمن في كونه مرغوبًا لا مفروضًا"، توضح جيلان، أن هناك رغبة لبنانية عامة للتدخل المصري، الذي يتسم بخلوه من الأطماع المادية أو العسكرية، فيما يرفض لبنان التدخلات المفروضة من إيران بوصفها تمتلك جناحًا عسكريًا وسياسيًا ممثلا في حزب الله، وكذا المملكة العربية السعودية، لما قدمته من لبنان من دعم مادي واستثماري خلال فترات الحروب.

وأعلنت الرياض، فبراير الماضي، إيقاف مساعداتها المقررة لتسليح الجيش اللبناني البالغة 3 مليارات دولار، إلى جانب إيقاف ما تبقى من مساعدة المملكة المقررة بمليار آخر، مخصصة لقوى الأمن الداخلي، في لبنان.، وفق وكالة الأنباء الرسمية (واس)، بعد أن بلغ إجمالي الاستثمارات السعودية في لبنان ما يقارب نحو 4،5 مليار دولار أمريكي.

تقول عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن توقيت اختيار الزيارة، يحمل أبعادًا تتعلق بالتركيبات الإقليمية والدولية، خاصة وأنها جاءت قبيل إجراء الانتخابات الأمريكية، وترك بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة لمنصبه، سبتمبر المقبل، وما لهما من إعادة لترتيب النفوذ في الداخل العربي والشرق أوسطي، كما أن مصر تسعى لتأمين حدودها الإقليمية من مخاطر الإرهاب، خاصة أن لبنان تعد "صندوق الرسائل الإقليمية والعربية"، والذي تسعى القوى الدولية إيصال رسائل للدول العربية من خلالها.

مصر لن تدعم مرشحًا

تنفي جيلان جبر، الحديث عن دعم مصر لقوى 14 آذار، وإغفال شكري للقاء ممثلي 8 آذار، واصفه ذلك بالـ"إجحاف"، فشكري سعى لـ"جس النبض اللبناني"، وأكد أن مصر لن تتبنى إلا ما يريده اللبنانيون أنفسهم.

وأجرى شكري لقاءات، بممثلين للكتلتين، حيث التقى من "كتلة المستقبل 14 آذار"، العماد ميشال سليمان، رئيس الجمهورية اللبنانية السابق، وتمام سلام، رئيس الحكومة اللبنانية، وأمين الجميل، رئيس الجمهورية اللبنانية الأسبق، وفؤاد السنيورة، رئيس الوزراء الأسبق، والدكتور سمير جعجع، رئيس حزب القوات اللبنانية، ومن الفريق الآخر التقى علي حسن خليل، وزير المال ممثلا لرئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، والعماد ميشال عون، رئيس تكتل التغيير والإصلاح، وجبران باسيل وزير الخارجية، وريمون عريجي وزير الثقافة، فيما لم يلتق أي مسئول من حزب الله.

مفاتيح القرار

يُخالفها الرأي الدكتور زياد عقل، أستاذ العلوم السياسية، والباحث بالشأن العربي بمركز الأهرام والدراسات الاستراتيجية، حيث يرى أن زيارة شكري للبنان لن يكون لها أي تأثير ملموس على حل أزمة الفراغ الرئاسي اللبناني، والتي لا يملك مفاتيحها سوى المتنازعون اللبنانيون أنفسهم، في ظل تدخلات إقليمية واضحة.

ويرى عقل، أن التوجه المصري القلق حيال عدم الاستقرار السياسي والأمني بالمنطقة، دفعها للتعبير للإسراع في إعادة صياغة دورها الإقليمي، من أجل كسب خطوط الدفاع العربية، أمام التهديدات الإرهابية.

وكانت مصر قد تبنت، في مبادرتها العربية التي طرحتها بالاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب يناير 2008، إنجاز انتخاب الرئيس التوافقي العماد ميشال سليمان.

ويستبعد عقل، دعم مصر لمرشح رئاسي بعينه، مؤكدًا أن ما يهم الجانب المصري، هو صلاحياته وتوجهاته التي سيعمل من خلالها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان