ماذا فعلت سنوات "البيت الأبيض" بـ "أوباما"؟ (صور)
كتبت- هدى الشيمي:
منذ حوالي عام، ظهرت صورتان للرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما، أحدهما خلال خطابه الأول عام 2009، والأخرى بعد سبعة أعوام أي عام 2015، وكان الفرق بينهما على مستوى الشكل واضح.
في الصورة الأولى يقف أوباما أمام الجميع عيناه تشعان حيوية، لا توجد بوجهه تجاعيد ملحوظة، شعره أسود، وفي الصورة الأخيرة كسا الشيب رأسه، وترهلت بشرته، وامتلأ وجهه بالتجاعيد.
خلال ثمانية أعوام قضاها أوباما في البيت الأبيض، اتبع نظام يومي ثابت، وأخبر الصحفي مايكل لويس، في حوار أجراه معه الأخير نُشر في مجلة فانيتي فير، أنه لا يحظى بقسط كافي من النوم، ولكنه يذهب إلى غرفة نومه في تمام الساعة 1 صباحا، ويستيقظ في تمام السابعة صباحا، وأحيانا ينام فترة أقل من 6 ساعات.
وأكد مساعدون له في البيت الأبيض، أنهم يفكرون مليا، ويبحثون دائما عن بدائل، قبل إيقاظه من النوم، ويجب أن يكون هناك أمر كارثي ليقوموا بذلك، لعلمهم أنه لا يحصل على الراحة إلا في تلك السويعات.
يأتي المنصب متأبطا بالمتاعب والمشاكل، ولمنصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية -أقوى دول العالم- أعباء خاصة به، تُثقل كاهل الرئيس، ويعيش في حالة من القلق والتوتر الدائم، وفي حالة أوباما، فأكد أن أفضل طريقة للتعامل مع التوتر، كانت ممارسة الرياضة، وتناول الخضروات، خاصة "البروكلي".
ويرى الدكتور أحمد مجدي حجازي، أستاذ علم الاجتماع السياسي، إنه من الطبيعي أن يتغير المظهر الخارجي لأي شخص يتولى هذا المنصب المليء بالسياسات والمسؤوليات، ولا يعني هذا أنه أصبح أكثر عبوسا، أو أكثر اكتئابا.
ويتابع حجازي في تصريح هاتفي لمصراوي : "هذه الصور ناتجة عن تصورات معينة، لأننا ننظر لأوباما من زوايا مختلفة، ومن منطلق ما نسميه في العلم "الأنا الآخر"، ونضع في الاعتبار ما مر به من اخفاقات ونجاحات خلال ثمانية أعوام تبوأ فيها رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية".
وفي لقاء تلفزيوني للرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة، عُرض على عدة قنوات تليفزيونية، ونُشرت منه تصريحات في الصحف العالمية، قال مازحا إن أكثر ما يزعجه عند التقائه بالشباب والأطفال الصغار، هو قولهم له إنه كبير في السن، أو تعاملهم معه وكأنه "عجوز".
وقال في نوفمبر، قبل الماضي، لطالب كمبودي طلب منه نصيحة، إنه لن يقوم أبدا بصبغ شعره الرمادي، وأنه يجب عليه أن يتقبل مظهره وهيئته الخارجية، وأن يتعامل مع التغييرات التي تطرأ عليه بهدوء، ومرونة.
وتابع قوله، بحسب ما ورد في صحيفة ديلي ميل البريطانية، : "عندما وصلت للمكتب البيضاوي، لم يكن في رأسي شعرة واحدة بيضاء، والآن لدي الكثير، ولكني لن أصبغه، كما فعل العديد من الرؤساء السابقين".
على عكس أوباما، لم يظهر هذا التغيير على ملامح أسلافه أو هيئتهم الخارجية، طوال ثمانية أعوام، تولى فيها بيل كلينتون، وجورج بوش الابن، لم يثر مظهرهما بعد انقضاء مدة حكمهما نفس التساؤلات.
ويقول الطبيب النفسي أحمد عبدالله، إن مشكلة أوباما تتمثل في آماله وطموحاته العريضة، ورغبته في إحداث تغيير كبير في العالم، ويظهر هذا في كل أفعاله، حتى في شعار حملته الانتخابية "Yes We Can" (نعم نستطيع).
ووأضاف عبدالله لمصراوي "بعد توليه السلطة، وبسبب السياسات الأمريكية، والمصالح والاستراتيجيات، اكتشف أنه لن يستطيع تحقيق مخططاته، ومن الطبيعي أن يؤثر ذلك عليه نفسيا، ويدفعه للشعور بالإحباط، خاصة بعد تعويل المواطنين عليه بصفته أول رئيس أسود في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية".
فيديو قد يعجبك: