الحاجة فوزية تحتمي من البرد بكارتونة و"راضية": "كلمة للسيسي خلتني أبكي"

كتبت- ياسمين محفوظ:

"نزلت أشتغل علشان أوفر احتياجاتي وأساعد ولادي".. بهذه الكلمات بدأت الحاجة فوزية، سيدة ثمانينية تبيع الخضار في شارع بين السرايات بالجيزة، رواية قصتها وسبب نزولها للعمل بعد وفاة زوجها منذ 3 سنوات، قبل أن تضيف: أولادي متزوجون وذاقوا الأمرين لإيجاد عمل لدرجة أنهم لا يمانعون من مسح "الحمامات".

علي "فرشة" صغيرة، تجلس الحاجة فوزية يوميا لبيع "الخضار"، تحاول أن تحمي نفسها من البرد بوضع كارتونة إلى جوارها لتصد الرياح عنها، وارتداء ملابس ثقيلة.

ورغم قلة ما تطرحه للبيع والذي لا يتجاوز عدة أربطة من "البصل والخس والجرجير والبقدونس"، إلا أنها تشعر بالرضا ولا تمتعض من ارتفاع الاسعار مؤكدة انه طالما الرزق من الله فهي لا تيأس.

"فوزية"، التي لم تزر بيت الله الحرام من قبل إلا أنها تتمنى تأدية فريضة الحج لذلك تحب أن يلقبها الجميع بـ"الحاجة"، قالت لـ"مصراوي": لا أعلم عمري، ولكني من مواليد 36، واخترت نزول الشارع لبيع بعض الخضراوات بعد وفاة زوجي قبل 3 سنوات".

الحاجة فوزية أكدت أنها لا تعلم اسم الشارع التي تفترش به ولكنها اختارته لأنه بعيد عن المنطقة التي تقطن بها، والتي فضلت العمل بعيد عنها خوفا من "معايرة" الجيران أو أن ينظر لها أحدهم علي أنها "تتسول"، ولهذا السبب تنتقل السيدة المسنة يوميا ماعدا الجمعة من مقر سكنها الي منطقة "بين السرايات" مستخدمة وسيلتي مواصلات تدفع فيهما 5 جنيهات يوميا.

تعيش الحاجة فوزية بمفردها تخدم نفسها بنفسها ولا تشعر بالخوف لأنها في رعاية الله الذي يرزقها، تقول: في أوقات كتيرة بقوم علي "طبطبة" زوجي علي، هو كان "بيحبني أوي" وأشعر أن روحه تحيطني وتمنحني الأمان، وأي تعب يهون طالما أساعد اولادي في تلبية احتياجاتهم اليومية.

ورغم كل متاعب الحياة التي تواجهها الا انها متابعة للأحداث اليومية، وباغتتنا عندما سألناها عما تريد: مش عاوزة حاجة غير الستر، وبدعي ربنا يحمي مصر ورئيسنا عبد الفتاح السيسي، ربنا يديله الصحة ويبعد ولاد الحرام عنه، ويكفي انه ابن حلال وبيراضي الناس.

وحول رأيها في ارتفاع الأسعار، قالت: "السيسي هيعمل ايه يعني هو اللي بيغلي الاسعار"؟ التجار وجشعهم السبب، قبل أن تضيف: أنا فاكرة كلمة للرئيس خلتني أبكي، لما قال مرة "أعمل أيه لو ينفع ابيع نفسي كنت بيعت"، وتابعت: الرئيس السيسي ده "النور اللي بييجي علينا" ..

وعلي ذكر "النور"، سألتها عن فواتير الكهرباء، فقالت إنها تعاني من زيادة فواتير الكهرباء فقد كانت تدفع 5 جنيهات قبل رفع السعر، أما الآن تتجاوز الفاتورة الـ15 جنيه ولم تستطع أن تدفعها.