3 حكايات على هامش عقار جاردن سيتي المنهار.. "إلين تبكي قطتها" ..و"العم ينقذ أسرة أحمد"
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
كتبت – نانيس البيلي:
ساعات من الرعب والهلع شهدها شارع أبو المحاسن بجاردن سيتي، قبيل منتصف ليل السبت، بعد انهيار الجزء الأيسر بالكامل من عقار رقم 15 بالشارع، بينما يباشر رجال الحماية المدنية إنقاذ الأهالي، وينتشر الإسعاف والهلال الأحمر المصري وقوات الأمن، احتشد الجيران والمارة يتابعون المشهد، وانزوى أقرباء سكان العقار يحبسون الأنفاس، ويغلب عليهم الوجوم والرعب.
رصد "مصراوي" 3 حكايات على هامش العقار المنهار..
5 أصدقاء بجامعة القاهرة انتقلوا للعقار المنهار قبل 10 أيام.. والقدر ينقذهم
شاب عشريني يرطم رأسه بعربة المطافيء متمتمًا "ده وحيد أمه وأبوه، هقول لأهله إيه في البلد" قبل أن يجذبه رجلان ويهدآن من روعه "إن شاء الله يكون عايش"، هكذا وقف "آدم" الذي يسكن بشقة في الجزء المنهار، بينما ذهب أصدقائه للبحث عن زميلهم "حازم" لعدم تأكدهم من بقاءه داخل الشقة أو مغادرته لوردية العمل بعدما أُغلق هاتفه، يلطم خده ويقول "يارب يكون خرج ومنامش".
بعد لحظات من الدموع والرعب عاشها الطالب بكلية التجارة خوفًا على صديقه وابن قريته بأسيوط التلميذ بكلية الهندسة، رن هاتفه الجوال فابتعد قليلاً، قبل أن يأتي مهرولاً ليزف البشرى للجميع "راح الشغل، الحمد لله طلع عايش والله"، يحتضن رجال الشرطة واغرورقت عينيه بالدموع، بينما يربت أحد لواءات الشرطة على كتفه ويمازحه "عايش أهو يا عم أومال بتعيط ليه".
الساعة تقترب من الثالثة فجر السبت، هدأ الوضع قليلاً بعدما انصرف الجميع عدا ذوي سكان العقار، وواصل رجال الحماية المدنية عمليات رفع الأنقاض، بينما ارتكن "آدم" إلى إحدى السيارات، يتذكر قدومه قبل 10 أيام برفقة أصدقائه لاستئجار شقة بالعقار المنكوب.
يقول "آدم" إنه كان يقيم بالمدينة الجامعية لجامعة القاهرة ومعه 4 من أصدقائه بينهم حازم، يضحك قائلاً "اللي كان الله يرحمه من شوية"، ويضيف أنهم قرروا استئجار شقة لتضررهم من أوضاع المدينة الجامعية، وأنهم استأجروها من صاحبها ويدعى "أشرف المصري" الذي تعرف عليه صديقهم "مصطفى".
"قلتله أنا حاسس إن العمارة دي مش متينة وهتقع"، يقول "آدم" عن الانطباع الأول الذي أخبر به صاحب الشقه، ووافقه الرأي أصدقائه، ويضيف أنهم شعروا بذلك الخوف بعدما شاهدوا حديد صديء يظهر من الأسمنت ببعض سلالم العمارة، بجانب شروخ منتشرة بالشقة " لقيت الحيطان متشرخة قلتله أنا حاسس إننا هنقوم الصبح هنلاقي عزرائيل فوقينا".
ويكمل أن صاحب الشقة نفى ذلك مؤكداً متانة البناء، قبل أن يخبط "حازم" على الحائط ليتساقط "جبس" أبيض من السقف، ويضيف أن صديقه "حازم" بحكم التحاقه بكلية الهندسة قسم "معماري" بحث في نفس اليوم عبر الانترنت عن معلومات حول ذلك العقار، ليجد أنه منشأ منذ أيام محمد نجيب "العمارة تشوفيها من أيام الهكسوس".
ويضيف أن صديقه طلب منهم أن يغادروها وينتقلوا لآخرى أكثر أمانًا، وهو ما اتفقوا عليه بعد انتهاء شهر لدفعهم أجرته، ويشير إلى أن "حازم" تناقش مع السكان على الوضع الذي شاهدوه، وأنهم أخبروه بعلمهم بذلك وإرسالهم عدة خطابات للحي لترميم العقار دون جدوى.
1500 جنيه يدفعها الأصدقاء الخمسة قيمة إيجار الشقة الكائنة بالطابق الثالث والمكونة من "3 غرف وصالة ومطبخ ودورة مياه"، يقول "آدم" إن صديقه "حازم" يمتهن أكثر من عمل بجانب دراسته بكلية الهندسة، ليكمل مصروفات تعليمه وإقامته بالقاهرة، وأنهم طلبوا منه مراراً ترك العمل والتفرغ لدراسته وأنهم سيتكفلون بما يحتاجه لأوضاعهم المتيسرة بخلاف "حازم".
وعن يوم الكارثة، يقول إن "حازم" أخبرهم في الصباح بقلقه من حدوث مكروه إما بالجامعة أو العمل، وأنهم أخذوا يطمئنوه، ويضيف أنه ألح عليه بعد عودتهم من الجامعة للخروج معهم وقضاء السهرة بأحد الكافيهات ولكنه رفض لارتباطه بوردية عمل "قالي ياعم أنا رايح الشغل بعد ساعة"، وأنه طلب منه تركك مفتاح الشقة أسفل "الدواسة".
مكالمة من أحد الجيران بانهيار العقار انخلع معها قلب "آدم" رعبًا من بقاء صديقه بالشقه وعدم ذهابه للعمل "فكرته نام من التعب"، ويشير إلى قدومه مهرولاً إلى العمارةً، بينما انطلق الآخرون يبحثون عنه إحداهما بمستشفى قصر العيني، وآخر إلى جراج يعمل به، حيث أرشدوه إلى مكانه "قالوله راح شغل تاني".
طمأن "مصطفى" باقي الأصدقاء على "حازم" ومنهم "آدم"، تدمع عيناه متمتمًا بـ"الحمد لله"، ويضيف ضاحكًا "لما حازم كلمني في التليفون قلتله لو شفتك هدفنك وقعت قلبي"، قالي "بتخاف عليا"، قبل أن يتوقفا عن الحديث للحظات "قعدنا نعيط ونضحك في نفس الوقت".
يسافرون المنيا صباحًا لدفن "العم".. أسرة تنجو من عقار جاردن سيتي المنهار
أمام إحدى السيارات الملاكي المهشمة، التي تغطيها كمية كبيرة من الحجارة البيضاء، وقف أصدقاء "أحمد"، أحد سكان الجزء الأيمن "غير المنهار" بالعقار، يتحدثون عن المفارقة التي أنقذته وأسرته من الكارثة "صاحبنا سافر يدفن عمه في المنيا لأنه اتوفى النهاردة"، ويضيفون أن عمه كان يقطن بشقة في الجزء المنهار وأنه توفي صباح اليوم بعد يومين من دخوله للمستشفى.
يهاتف الشباب صديقهم "أحمد" الذي يخبرهم بمغادرته المنيا عائداً إلى القاهرة، ليطمئن على جيرانه بالعمارة، فيمازحه أحدهم "قوله العربية زي الفل".
"إلين" تبكي قطتيها بعقار جاردن سيتي المنهار: "يا ريتني خدتهم معايا"
بجوار الكردون الأمني، انزوت "إلين" الفتاة الأجنبية التي تدرس بإحدى الجامعات الخاصة، تذرف الدموع الحارة على قطتيها التي تركتهما بالطابق الثاني المنهار، بينما وقف شاب وفتاة يتشاركان معها بالشقة، أخذان يهدأن من روعها، يقول الشاب إنها أخبرتهم بسماع أصوات عالية، صباح اليوم، لم تعلم مصدرها قبل أن يغادروا "قالت إنها سمعت دوشة عالية في العمارة".
فيديو قد يعجبك: