تفاصيل آخر زيارة لرئيس مصري إلى البيت الأبيض
كتبت- هدى الشيمي:
يلتقي الرئيس عبد الفتاح السيسي، غدا الإثنين، بنظيره الأمريكي دونالد ترامب، في أول زيارة له للبيت الأبيض منذ توليه الرئاسة عام 2014، كما تعد الزيارة الرسمية الأولى لمسؤول مصري منذ زيارة الرئيس السابق حسني مبارك عام 2010.
زار مبارك واشنطن لحضور قمة مع نظيره الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في سبتمبر 2010، من أجل بحث سبل تعزيز السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والضغط على الحكومة الإسرائيلية للوصول إلى حلول نهائية في بعض القضايا منها اللاجئين والحدود.
وعلى مدار 30 عاما تولى فيها مبارك حكم مصر، قام بأكثر من زيارة رسمية لواشنطن، آخرها زيارتي 2009، و2010.
وأتت زيارة 2010 بعد انقطاع دام 5 أعوام، كما أنها اختلفت عن غيرها لأنها جاءت في إطار القمة الخماسية لمفاوضات السلام، ولم يسعَ مبارك إلى التحدث مع نظيره الأمريكي عن القضايا المتعلقة بالعلاقات المصرية الأمريكية.
"الجلسة"
وفي الجلسة التي جمعت القادة الخمسة، أعرب مبارك عن امتنانه للمشاركة في إعادة إطلاق مفاوضات السلام التي توقفت لعامين، وقال بحسب محضر الجلسة المنشور على موقع البيت الأبيض، إن الملايين من العرب والفلسطينيين والإسرائيليين، وغيرهم في العالم، يسعى لأن تكون تلك المفاوضات الحل النهائي للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي.
كما تطرق إلى المشاكل التي واجهتها المفاوضات منذ مؤتمر مدريد في أكتوبر 1999، مؤكدا أن استقلال فلسطين ما يزال حلما يداعب مخيلة كل فلسطيني وعربي.
"التقارب"
وقبل الزيارة بأيام قليلة، كتب مبارك مقالا في صحيفة نيويورك تايمز، قال فيه إن السلطات الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية لم يصلا إلى هذه الدرجة من التقارب اتجاه محادثات السلام منذ 10 سنوات، حيث اجتمعوا في طابا عام 2001.
وأشار إلى أنه خلال عمله في سلاح الجو المصري، خسرت المنطقة الكثير بسبب الصراع العربي الإسرائيلي، وبصفته حاكم مصر، فقد رأى على مدار سنوات عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية تشهد صعودا وهبوطا.
وأكد مبارك، في مقاله، انه منذ اغتيال سلفه محمد أنور السادات على أيدي المتطرفين، قرر أن يحوّل حلم السلام في الشرق الأوسط إلى واقع.
واعتبر الرئيس المصري آنذاك المفاوضات الأردنية الفلسطينية الأمريكية الإسرائيلية، التي شارك فيها محاولة لكتابة فصل جديد في تاريخ عملية السلام الطويل.
وقال إن مشاركة أوباما الحازمة في المفاوضات أحيت الآمال لتحقيق السلام، ودعا لضرورة اغتنام الفرصة.
وكانت المعايير الأساسية لتسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي متمثلة في إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، وأن تكون القدس عاصمة لكل من إسرائيل وفلسطين.
وختم مقاله بالتأكيد على أن مصر مستعدة لاستضافة المزيد من جولات المفاوضات، مشيرا إلى أن كل اتفاق فلسطيني- إسرائيلي تم توصل إليه كان بمشاركة مصرية، وبالتعاون الوثيق مع أمريكا.
"التوريث"
وتطرقت صحيفة المصري اليوم إلى الزيارة في ذلك الوقت، ونشرت تقريرا بعنوان "أحاديث التوريث تطغى على زيارة مبارك لواشنطن وتوقعات بلقاء يجمع جمال ونتنياهو.
وأشارت الصحيفة إلى تزايد التكهنات، في تلك الفترة، حول التوريث ومرافقة جمال مبارك نجل الرئيس الأسبق لوالده في الزيارة، لافتة لإعداد تحالف المنظمات المصرية- الأمريكية بيان لإصداره يطالب أوباما بدعم الاستقرار والديُمقراطية في مصر، ومناقشة هذه القضايا خلال لقائه بمبارك.
كما نقلت الصحيفة قول نائب مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش، إليوت إبرامز، بأن مبارك يرتكب خطأ كبيرا باصطحاب نجله إلى واشنطن خلال المحادثات.
"صورة الأهرام"
وفي تلك الأثناء، نشرت صحيفة الأهرام الحكومية صورة مُعدّلة ظهر فيها مبارك وكأنه في مقدمة عدد من الزعماء الذين التقوا في الولايات المتحدة.
كانت الصورة الأصلية التي التقطت في البيت الأبيض عندما أعلن عن عودة المفاوضات المباشرة تظهر أوباما في المقدمة وخلفه كل من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ثم ملك الأردن عبد الله الثاني والرئيس مبارك.
ولا تزال تلك الزيارة، الأخيرة لمبارك إلى واشنطن قبل الإطاحة به في ثورة 25 يناير 2011، حاضرة في الأذهان بسبب تلك الصورة، التي بررها رئيس تحرير الأهرام وقتها أسامة سرايا بأنها "صورة تعبيرية."
فيديو قد يعجبك: