قاسم المزاز.. ''دليفري'' المستشفى الميداني
كتب- محمد مهدي:
في قَلب ميدان التحرير، ليلة 25 يناير 2011، سقط ''قاسم المزاز'' (27 سنة) مغشيا عليه من أثر الغاز المسيل للدموع، شعر بضيق في التنفس، اغرورقت عيناه بسيل من الدموع، كاد أن يطفح روحه من الألم، قبل أن تنقذه مجموعة من الفتيات بالخل و''البيبسي'' وإسعافات أولية بحوزة إحداهن.. بعد إفاقته رحل ''المزاز'' مقررا أن يأتي في اليوم التالي مُحملا بأكبر قَدر من المواد الطبية بعد اكتشافه قيمتها في إنقاذ المتظاهرين من الموت بغاز وخرطوش الشرطة.
لم يكن ''المزاز'' ينتمي لحركة أو حزب سياسي، غير أنه قرر التواجد في الميدان من اليوم الأول للثورة بعد أن طفح الكيل ''العيشة مُر والشباب كانوا على أخرهم''، منعه عمله كـ''دليفري'' في إحدى الصيدليات بمدينة السادس من أكتوبر من المبيت في الميدان، فلجأ إلى فِكرة مكنته من الذهاب باستمرار إلى البقعة المباركة في سيرة الثوار ''اتفقنا مع الزبائن وصاحب الصيدلية على اختصار ساعات العمل.. نتلقى كافة الطلبات طوال اليوم ونُسلمها في 4 ساعات فقط مُحددة. بعدها نكون أحرار''.
طوال الـ 18 يوما التي قضاها الثوار في ميدان التحرير حتى تنحي ''مبارك'' اعتاد ''المزاز'' أن يُنهي عمله ثم يحمل كمية من المواد الطبية -يشتريها- بما اكتسبه من أموال ويتجه شطر ميدان التحرير ''أكتر شىء كانوا محتاجين في الميدان وقتها هو البيتادين، وأوكاربون.. دا بيمتص الغازات السامة من الجسم''.
الطريق من مدينة السادس من أكتوبر إلى ميدان التحرير طويل وشاق، لكن ''المزاز'' كان سرعان ما ينسى متاعبه لحظة وصوله إلى قِبلة الثوار، هناك تنتابه مشاعر لم تطرق قلبه من قَبل ''بعتبر إني أتولدت في الميدان ومع الثورة''، ثم يُكمل مسيرته إلى المستشفى الميداني، يُفرغ ما في جعبته ويتركهم دون حديث، مغلفا وجهه بابتسامة اعتاد عليها أطباء المستشفى.
يُدرك ''المزاز'' أن جهده لا يذهب هباءً، وأن ثمة دورا هام يلعبه في الثورة بما يُنقله من مواد طبية حتى لو قليلة ''يمكن حاجة بسيطة بس أكيد بتفرق.. لأني في أول يوم كنت هموت لولا الإسعافات''، شعوره الصادق وسعيه المتواصل وشغفه في المساعدة ضمن غمار الثورة، دفع طبيبة شابة تعمل في نفس الصيدلية إلى المشاركة بمالها في الحصول على أكبر قدر من الإسعافات الطبية ''في زمن الثورة كنا كلنا واحد'' يقولها بحسرة متذكرًا أيام رحلت ملامحها.
تابع باقي موضوعات الملف:
"فلان الفلاني".. الثورة بنت المجهولين "ملف خاص"
أحمد أمين.. واجه مبارك بـ''7 جنيه'' وصنع متحف الثورة بـ''مشمع''
مصطفى.. ''اللي كان يومها واحد من الحراس الشعبيين للمتحف''
سهام شوادة.. الثورة يعني ''عيش وملح''
عم فولي.. ابن المطرية يتعلم الثورة على الطريقة الإنجليزية- فيديو
''الششتاوي''.. الثورة تحت أقدام الأمهات
محمد عمران.. أن تختار بين الثورة و''بنتك''
نساء عائلة "سلام" بالإسكندرية.. الثورة تمد لسابع جد
مها عفت.. أول من حَمل "علم الثورة" في الميدان
يحكى أن ''عبدالله'' هتف.. وشبرا كلها ردت وراه
''فنانة'' و''بتاعة سندويتشات'' و''مسؤول شواحن''.. أبناء ''أسماء'' في الميدان
القصة وراء صورة "ماجد بولس".. ياما في موقعة الجمل حكايات
في بورسعيد.. من الأم إلى ابنتها ''الثورة أبقى وأهم''
''فاتن حافظ''.. الثورة ''من طأطأ لـسلامو عليكو''
حكاية جمال العطار مع الثورة.. باع "البيزنس" واشترى البلد
للتحرير تفاصيل يعرفها "محمود نصر"
محمود جمال يكتب.. من دفتر مذكرات فلان الفلاني "اللي كان يومها ثائر"
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: