بالفيديو والصور.. مصراوي يحاور صاحب التاكسي المحترق بالمطرية
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
كتب- دعاء الفولي ومحمد مهدي:
بات سائق التاكسي "محفوظ محمد" ليلة السبت الماضي مهموما، القنوات التلفزيونية بثت أخبار عن إمكانية اشتعال الميادين والشوارع في الذكرى الرابعة للثورة، نام متوكلا على الله مقررا أنه سينأى بنفسه من المشاكل ويمكث في بيته إن وقعت تظاهرات في منطقة "المطرية" التي يقطن بها "أصل دي لقمة عيش لو راحت مش هنلاقي ناكل"، وقد كان، لكنه اضطر إلى النزول نحو شارع الحرية حيث سيارته، لنقلها إلى مكان آمن خوفا عليها من آذى ما يحدث في الاشتباكات "جريت بسرعة أول ما قالولي في مسيرة جمب عربيتك".
لحظة وصوله إلى سيارته، كانت الاشتباكات على أشدها بين قوات الأمن وأنصار الإخوان، دخان القنابل المسيلة للدموع ملأ السماء والأرض، اختنق "محفوظ" سقط على الأرض يعاني من أثر الغاز، فَقد القدرة على الرؤية بشكل مؤقت فترك "التاكسي" واتجه إلى شارع جانبي عله يجد من يُسعفه، دقائق وسمع من يصرخ فيه "الحق يا محفوظ التاكسي بتاعك بيتحرق"، لم يشعر بنفسه، جن جنونه، هرع إلى السيارة فوجدها تحترق، بكى، نظر إليها شاعرا بالعجز "إحساس ربنا ما يوريكم زيه"، نظر حوله ينتظر المساعدة فلم يجد أحد، الجميع فروا هربا من الغاز.
الوقت يمر والنيران تأكل دون رحمة أجزاء السيارة، انضم إلى "محفوظ" أحد الجيران بدلو ممتلئ بالمياه، يُلقيها على "التاكسي" فتستعر النيران أكثر، قبل أن يهرول إليهم صاحب أحد المحال المجاورة بـ"طفاية حريق"، حتى قضوا على النيران "بعد إيه بقى كان التاكسي في خبر كان"، جلس الرجل الثلاثيني بجوار ثروته الضائعة مكلوما خائفا تعصف به السيناريوهات التي يتقد بها ذهنه "كنت بفكر في عيالي الاتنين.. عندي طفل سنتين ورضيع.. أصرف عليهم منين دلوقتى؟".
عندما احترقت السيارة لم يبرحها محفوظ، أصبح البيات جانبها في الشارع غير الآمن أيسر عليه من العودة إلى المنزل ومواجهة زوجته "هي بتزعل على زعلي.. مكنتش هعرف أقعد بسبب حالتي"، طلب منه المقربون الذهاب إلى قسم المطرية لعمل محضر، لم يقو على الذهاب، غير أنه أرغم نفسه، هناك في القسم وعقب عمل اللازم؛ أخبروه أن رئيس الوزراء سأل عنه، هرع إلى مقر مجلس الوزراء "قالولي طيب روح وهنشوف"، فعاد ليبقى مرة أخرى بجانب سيارة "أكل العيش".
في الشارع كان الناس يمرون عليه معرضون "كنت حاسس إني لوحدي"، إلا من بعض الذين قالوا له إن رئيس الوزراء، المهندس إبراهيم محلب، قد أصدر قرارا بإعطائه سيارة بديلة، لم يصدق ما قيل، حتى اتصلت به الزوجة لتؤكد الخبر "قالتلي إنها شافت على النت وسمعت الخبر".
يمتلك محفوظ السيارة المنكوبة منذ أربعة أعوام، كان قد استلمها أثناء فترة الإحلال والتبديل بين سائقي التاكسي القديم والحكومة، إلا أنه لم ينتهِ من دفع جميع أقساطها، إذ تبقى له 20 ألف جنيه كان سيسددهم على عامين، صارت الدنيا كـ"خرم إبرة" على حد تعبيره.
بعد ما تأكد من قرار رئيس الوزراء، شعر بانفراجة قليلة، من المفترض أن يذهب اليوم لمقر المجلس في الساعة الخامسة مساءً، كما هو محدد، لاستلام التاكسي البديل، وحتى ذلك الحين يحاول ألا يمني نفسه بالأمل الزائد وألا يفقده؛ فالحذر هو شعوره حتى يحصل على ما يريد.
لمشاهدة الفيديو ... اضغط هنا
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: