اتحاد إعلاميات مصر.. "عمل المرأة بالإعلام مش وصمة"
كتبت-رنا الجميعي:
يُحتمل أن تكون الصدفة وحدها وراء الأفعال، يُمكن ألا تترجم الأفكار لأفعال على أرض الواقع، ولكن ما يسمى ضربة حظ أو قدر حوّل تلك الخواطر والاستفهامات إلى كيان يحاول جاهدًا الاعتراف به من القانون، هو اتحاد إعلاميات مصر.
فكرة طرأت ببال آية نبيل، أحد مؤسسي الاتحاد، بالدورة التدريبية للصحفيات "أصوات النساء" التابعة لمنظمة "دويتش فيلة"، حين سؤالها عن أهم ما تحتاج في الوسط الإعلامي، فكان ردها وجود دعم يربط بين الإعلاميات في مصر، تلك الإجابة التي تحولت بعد فترة قصيرة إلى الاتحاد، وعرض الفكرة الخاصة به في المؤتمر الختامي للدورة التدريبية مع رفيقتها صفاء عبدالحميد التي أيدت الفكرة وبدأوا في تنفيذها سويا.
طوال أسبوع التدريب تم طرح الفكرة على الصحفيات "ازاي نقدر نعمل شبكة لينا ونوصل الكلام دا للإعلاميات برة"، هذا ما حدث بالفعل مع الإعلان عن الاتحاد بالمؤتمر الختامي، يعتمد على التدريب للعاملات في مجال الإعلام، والوصول إلى الإعلاميات بالأقاليم، وهي ما تُعتبر مشكلة بمصر لعدم وجود بيانات كافية عنهن، وطرح المشكلات المتعلقة بهن مثل السفر "المجتمع في مصر لسة عنده مشكله مع السفر بالنسبة للمرأة وبالتالي كتير من البنات بترفض لو جالها تدريب برة بسبب النظرة دي"، تلك النظرة التي ترغب "آية" في تغييرها لأن "الإعلام زيه زي أي مهنة تانية ومن حق الست تشتغل فيه ومش وصمة".
أزمات مثل الترقيات والحصول على المناصب القيادية تواجه الإعلاميات أيضًا كما تضيف "آية"، نظرة إلى رؤساء التحرير كما توضح تؤكد أن الرجال هم من يتبوؤوا تلك المناصب "هل دا معناه إن المرأة متقدرش تمسك المنصب دا"، حتى الرواتب كما تقول غير متساوية، وذلك حسب إحصائيات منظمة "آكت" التي عرضت بالمؤتمر الختامي. تقول إن رواتب الإعلاميات ذات المنصب المتساوي بالرجل أقل منه "يعني الست بتاخد نفس المنصب ونفس التكليف ليه تاخد مرتب أقل"، هذا بالإضافة إلى مشكلة أخرى وهي الحمل "زميلة كانت حامل اتاخد المصدر اللي بتشتغل عليه"، ترى "آية" أن الحمل ليس نقطة ضعف بالنسبة للمشتغلات، ووفق قانون العمل فلا يوجد بند أن "الحمل يقلل من الصحفيات".
تلك المشكلات وغيرها تضع عاتق حلها على الاتحاد، الوعي القانوني بالواجبات والحقوق والدعم لهن أيضًا، كذلك الوعي بالمسألة الاقتصادية، الرواتب وغيرها، وعمل دراسات ببيانات الإعلاميات "تهتم بأوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية والقانونية".
منذ شهر نوفمبر بدأ العمل على تمكين الاتحاد، تم البدء بصفحة على الفيسبوك، 12 عضوة هم الأساس للاتحاد بالوقت الحالي، مكونين مجموعات عمل لوضع خطط للجان التثقيف والتدريب والتواصل بالمؤسسات الأخرى، وبالأسبوع الماضي تم العمل في الإجراءات القانونية للاعتراف بهم ككيان رسمي.
يهتم الاتحاد أيضًا بإعادة طرح متوازن لقضايا المرأة، حيث أصبحت كما ترى "آية" كلمة "فمنيست" لفظ سئ السمعة، فتناول الإعلام الخاطئ لقضايا المرأة يجعل المشاهد يعتقد بمطالبة المرأة لأكثر من حقوقها، ذلك التأهيل يتم للإعلاميين والإعلاميات وغير مقصور على نوع بعينه.
التدريب الذي بدأ بفكرة تتحول بالتدريج لواقع، حيث تلقى الأعضاء ردود أفعال على الفكرة في المؤتمر الختامي له، عدد من الإعلاميات رغبن في الانضمام للكيان ما إن يُصبح واقعًا، من بينهن دينا عبدالرحمن، نجلاء العمري، ونجوى كامل.
تم توجيه عدد من الملاحظات للاتحاد، منها التركيز على المشكلات النوعية لا التي تواجه الرجل والمرأة مثل التعيين "مش هدفنا إن الست تبقى مميزة عن الراجل، لكن يبقى بينهم فرص متساوية"، وما يفعله الاتحاد هو التركيز على زيادة وعي الإعلاميات.
ما تريده "آية" مع نهاية ذلك العام هو الخروج بإجابة عن سؤال هل تلك الأزمات بسبب ضعف بالمرأة "يبقى علينا نطور نفسنا ونرفع الكفاءات وندعمهم في الانتخابات ونقدم كوادر تليق بالمنصب، مش عاوزين كوتة، عاوزين منافسة شريفة".
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: