بالصور: في غزة فقط.. مواجهة المحتل بـ''سجادة حمراء''
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
كتبت- إشراق أحمد ويسرا سلامة:
تصوير - لارا أبو رمضان:
سجاد أحمر يفترش الأنقاض، في نهايته تلوح شاشة عرض سينمائية، تُستبدل الأضواء بشمس ساطعة، بين ركام المنازل وحطامها لمسافة نحو 80 متر بحي الشجاعية في غزة، مر البساط المهيأ للمهرجانات والمناسبات الرسمية، لكن عليه لم يسرِ نجوم السينما العالمية، إنما نجوم من نوع آخر؛ أهالي الشهداء والأسرى والجرحى والفقراء والمضطهدين من أهل القطاع المنكوب جراء الحصار والحرب الأخيرة عام 2014، هم مَن افتتحوا مهرجان ''السجادة الحمراء'' السينمائي الذي أقيم مؤخرا، ففي فلسطين مَن يقاوم المحتل بالفن السابع.
لم يغب حلم السينما عن مخيلة المخرج الغزاوي ''خليل المزين'' بعد دراسته بمدينة سان بطرس بورغ الروسية عام 2014، والذي بزغ في مهرجان ''السجادة الحمراء'' أو ''الكرامة'' بحي الشجاعية، بعد أن دُمر كليًا من قبل إسرائيل في الحرب الأخيرة، ويقول المخرج الفلسطيني صاحب فكرة الافتتاح ''إن كل مَن دُمرت بيوتهم وقُتل أولادهم وأصيبوا، هم أحق الناس للمرور على هذه السجادة''، ومن هنا جاءت فكرة افتتاح المهرجان.
فيلم داخل فيلم
تَدافُع على السجادة الحمراء، البعض يبكي بينما يُعرض فيلم عن الحرب الأخيرة، الشاشة الكبيرة ومن حولها الأنقاض، تُضفي لمسة على المشهد العظيم ''كأنك تشاهد فيلم داخل فيلم'' كما يصف ''المزين'' افتتاح المهرجان الذي أقيم في الفترة من 12-14 مايو الجاري، والذي قدم أفلاما وثائقية ومتنوعة، عن القضية الفلسطينية، منها ''العابرون على جلد غزة'' و''جيفارا غزة''، و''غزة ٣٦ مليمتر''، بجانب أعمال أخرى بعيدة عن الواقع الفلسطيني، ليُعرض نحو 28 فيلم من أصل 162 قُدم للمشاركة بالمهرجان.
لم يكن الأمر يسير لكن إرادة الجميع أخرج الأمر في صورة مبهرة، مغيرا التقليد المعروف للمشي على السجادة الحمراء، ذلك التقليد الذي يعود وفقا لـ'' فايق جرادة'' -رئيس الملتقي السينمائي الفلسطيني- إلى اليونانيين حيث كان يسير عليها المنتصرون من السياسيين والدبلوماسيين والرؤساء والملوك، ومن ثم المهرجات السينمائية العالمية اتخذته كتقليد لها، وأشهرها مهرجان ''كان'' الذي تعمد القائمون أن يوافق مهرجان ''الكرامة'' موعده، ليصبح الوقت السائر به النجوم في فرنسا، هو نفسه المار به أهل غزة كرامة للافتتاح مهرجانهم على السجاد ذاته، وهو الهدف الذي نجح به السينمائيون الفلسطينيون.
ملتقى السينمائيين
مهرجان ''السجادة الحمراء'' لم يكن الوحيد بقلب دولة المقاومة، والقطاع المحاصر، حيث اجتمع مجموعة من السينمائيين والإعلاميين تحت لواء هدف واحد ''الارتقاء بثقافة الشعب الفلسطيني، الحفاظ على الأرشيف السينمائي الفلسطيني'' وغير ذلك من الطموحات والأهداف التي يسعى إليها ''الملتقى السينمائي الفلسطيني''، الذي استطاع إقامة أول مهرجان لسينما الهواة في فلسطين عام 2011، وإنتاج 6 أفلام، فضلا عن الدروات التدريبية والمساهمة في إقامة المهرجانات وذلك ''لتفعيل المشهد البصري بشكل عام والتي تقول لكل العالم انه وبرغم الظروف القاسية غير أن غزة دار عرض تتسع لكل العالم''، وهي رسالة المهرجانين المتتابعين ''السجادة الحمراء''، وأسبوع أفلام ''أنا لاجئ'' الذي شهده الشهر الجاري.
السينما هي وسيلة كفاح ''جرادة''، منذ بدأ مضمار العمل كمخرج في التليفزيون الفلسطيني عام 1994، يقين داخله كان يدفعه حال رفاقه، يقولها بقوة لنفسه وللجميع ''نحن لا نختبئ وراء الامكانيات وسنبقي نعشق السينما ونحب الحياة رغم قسوة الوضع''، وكونه من أهل غزة كان لمهمته في كسر شوكة الاحتلال دلالة خاصة، تستميت في رفض الحصار بالعمل، وكان لرئاسته الملتقي السينمائي الفلسطيني –بال سينما- شأن في ذلك منذ تشكل في 2009 بغزة.
حب الحياة والسينما
طيلة مشواره بالإخراج السينمائي يحمل ''جراده'' في داخله رسالة، هي ذاتها ما يصرخ به كل مهرجان في غزة ''إننا هنا نحب الحياة وهنا شعب متل باقي الشعوب، نحب السينما ونطالب بالسلام العادل''، فالرواية الفلسطينية هي الحقيقة وزيف الرواية الإسرائيلية وفضح الاحتلال يجب أن يُقاوم من السينما والسينمائيين لأن لغة العالم اليوم هي الصورة حسب المخرج الأربعيني.
صدى كبير قدمه مهرجان ''السجادة الحمراء'' سواء داخل فلسطين أو خارجها، وعود بتقديم الدعم للمهرجان، لذلك يرى ''المزين'' أن السينما لعبت دورا كبيرا رغم قلة الامكانيات والصعوبات في ترجمة الواقع المعاش لأهل فلسطين، تلك الصعوبات مثل انقطاع الكهرباء، وعدم توفير الوقود، فضلا عن عدم وجود دعم مادي من قبل السلطة الفلسطينية، التي بالكاد تدفع رواتب موظفيها، بحسب ''المزين''.
الاحتلال يقع على أولويات الصعوبات التي يتجاوزها أصحاب الفن السابع ''بغزة نعمل في بقعة جغرافية لا تتعدى 360 كيلو متر، كما أننا لا نستطيع معالجة الفكرة بطريقة مهنية فنية 100%'' فيما بالمدن الأخرى يمكن الخروج والبحث وتحقيق الآمال والطموحات'' وفقا لـ''جراده'' الذي يتذكر أنه منذ بداية العام لم يستطع حضور مهرجانات شارك بها بأفلام من ناحية، وكعضو بلجنة التحكيم من ناحية أخرى بسبب الحصار.
غزة بلا سينما
خلال عام 2014 شاركت غزة في أكثر من 8 مهرجانات عربية ودولية بـقرابة 14 فيلم فاز منها نحو 5 أفلام، وبالعمل المضن المستمر من قبل رئيس الملقي السينمائي الفلسطيني، وغيره من المهتمين بالفن عامة ''أصبحنا مؤمنين بأنه لا فرق بين مخرج وآخر إلا بالانتاج''، وهناك العديد من المهرجانات التي أقيمت غير ''السجادة الحمراء'' و''أنا لاجئ''، وكان الملتقى السينمائي الفلسطيني مبادرا لها، غير أن ما ميز المهرجانين الأخيرين كما قال ''جراده'' هو وجود أكثر من 11 جمعية واتحاد وشركة وتجمعات فنية مختصة شاركوا لإخراجهما.
فرحة ممزوجة بالتفاؤل شهدها المخرجون في أعين الصغار والكبار من أهالي غزة المقبلين على مهرجان ''السجادة الحمراء''، فأهالي غزة لم يشاهدوا سينما من قبل، لأنه لا يوجد أي دار سينما سوى صالة المسحال، وهى معدة للمسرح، وإقامة دار عرض مفتوحة في ساحة مدمرة لم تعنِ كما يقول ''المزين'' سوى إخبار العالم ''أن هذا المكان يجب أن يعاد بنائه وألا يترك هكذا مدمر والنَّاس دون مأوى''.
تابع باقي موضوعات الملف:
67 عاما على الاحتلال.. فلسطين تكسب الرهان "ملف خاص"
في أول حوار عربي.. أبرز مؤرخ يهودي مدافع عن فلسطين يتحدث لـ "مصراوي"
الاحتلال يسكن مع "ناصر" في شقة 70 مترًا
بالفيديو والصور: الشهيد "فارس عودة".. راقص الدبكة يحيا
بالصور: مرابطات الأقصى.. نساء تزلزل المحتل بـ"تكبيرة"
أهداف سويف.. رحلة بنت فلسطين المصرية "حوار"
بالفيديو.. كيف تدافع عن فلسطين بلغة الغرب؟
بالصور: هنادي.. "ابنة الشتات" ستمر يوما من "فلسطين"
بالفيديو والصور: "أبناء عيلبون" صورة مصغرة لمواجهة الاحتلال
بالفيديو والصور: لينة النابلسي.. فراشة أحلامنا تطل من جديد
بالفيديو والصور: حناجر "ريم" و"رلي" تحاصر "بارود الصهاينة"
بالصور: فريق "المسارات المقدسي".. في حضرة فلسطين التي غيّبها الاحتلال
خالد يقاوم حصار غزة بـ"الفرن الشمسي".. الاحتلال أبو الاختراع
فيديو قد يعجبك: