لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالفيديو والصور: حناجر "ريم" و"رلي" تحاصر "بارود الصهاينة"

07:00 م الأربعاء 27 مايو 2015

ريم تلحمي و رلي ميلاد

كتب- محمد مهدي ودعاء الفولي:

يجثم المحتل على الأنفاس، يحاول تجفيف منابع الإبداع، يسعى لتغيير الهوية، ويستميت لقتل الجمال، لكنه لا يمنع المغردين من الغناء، بين أحضان الوطن نشأتا، تفصلهما سنوات العُمر، ويجمعهما الفن، لم تتقابلا، لكنهما اتفقتا على أن الغناء يعاند المحتل، يخلع عنه شرعيته ولو لفترة. عايشت "ريم تلحمي" الانتفاضة الأولى عام 1987 عندما كانت طالبة، فيما ولدت "رلي ميلاد" في بيت مُشبع بروح المقاومة، هما مغنيتان من جيلين متباينين بفلسطين المحتلة، تدفعان ثقل إسرائيل بالغناء في المحافل المختلفة، تحكيان عن الأرض والهجرة والتغريب واللجوء بأصواتهما، فيعرف السامعون أن فلسطين مازالت حية تُغني.

ريم تلحمي

طفلة ذات صوت عذب، فُطرت على حب الأرض المسلوبة، تقف بمدرستها بمدينة الجليل أثناء إحياء ذكرى النكبة، يُطلب منها رفع علم إسرائيل، فذلك هو يومهم المشهود، فترفض هي بلا تفكير "يوم استقلالهم هو يوم نكبتنا"، كانت نتيجة رفضها عقاب مدير المدرسة، وطبقة أخرى من الكراهية داخل قلبها تجاه المحتل، هكذا تيقنت ريم تلحمي، انها ستكبر لتكون شوكة في حلق إسرائيل، من خلال الفن.

+¦+ê+¦+¬-1

ست سنوات كانت عمر "تلحمي" حين غنت للمرة الأولى على المسرح، تشدو داخل حدود مدينتها "شفا عمرو" وفي الحفلات المدرسية، كان الغناء في الأماكن القريبة منهجها، حتى اتسعت الرقعة لتشمل مدن فلسطينية أخرى، عايشت "تلحمي" أحداث جمة كان لها تأثير أكبر في ما تُقدم.

العام 1987، الانتفاضة تضوي في القلوب، تظاهرات تملأ فلسطين ضد الاحتلال، الطالبة ريم أتت لتدرس بأكاديمية الموسيقى في القدس "اتجاهي الغنائي لم يكن واضحا حتى تلك الفترة"، غير أن معايشتها أحداث الانتفاضة فعلت الكثير "شاركت في التظاهرات والأمسيات الغنائية بنفس الوقت"، غنت لمارسيل خليفة وماجدة الرومي، ثم قابلت أغنيتها الأولى التي كُتبت من أجلها "اسمها يا مهاجر وينك وكانت دعوة لعودة المهاجرين لأوطانهم"، تعلمت "تلحمي" عام 87 أن الغناء للوطن أبقى، فكوّنت فريق "غربة" مع أكثر من ملحن "كانت الأغاني تعبر عن إحساسنا الشخصي بالغربة داخل بلادنا".

+¦+ê+¦+¬-2

مع بداية التسعينات كانت الأحداث بفلسطين متسارعة، الاحتجاجات ظلت حية على فترات، والمنشورات المناهضة للاحتلال تُوزع على استحياء، ويسقط ضحايا، أما هي فقد استمرت في الغناء "يا قدس وين الروح.. وين المدى المفتوح"، بدأت ريم مشروعا غنائيا جديدا مع فرقة وشم التي تمخضت نتيجة ما سبق، وأطلقوا ألبوما واحدا فقط اسمه "عاشقة".

بالضفة الغربية استقرت صاحبة الصوت العذب، صارت حياتها بين القدس والضفة، تعين عليها عبور حاجز قلنديا الواقع بين المدينتين، تكابد مضايقات جنود الاحتلال "تعرضت مرارا لتهديدات من الجيش بسبب وجودي في الجانب الفلسطيني كما يدّعون، بسحب هويتي أو تهديدي بالاعتقال أو دفع غرامة. وهناك لحظات التي تعرضنا فيها، عائلات وأفراد، للموت"، يعتبر الفلسطينيون أن ذلك الحاجز من أبرز صور قهر الاحتلال، العبور بسلام مرتبط بـ"أمزجة" الجنود، لا يمكن بناء مخطط زمني لميعاد معين طالما يمر أحدهم بالحاجز "غرض إسرائيل هو إعاقة حياتنا اليومية لا أكثر".

+¦+ê+¦+¬-3

مع الانتظار المرهق عند الحاجز تمر ريم بمواقف أغلبها سيء وجزء منها هزلي "احيانا كنت أسأل الجندي ماذا يشعر وهو يقف هنا، هل هو راض عن قمع الشعب؟ وتكون الإجابات في الأغلب مضحكة، وفي مرة أخبرني جندي أنه فقط ينفذ الأوامر"، وبإحدى المرات فاض الكيل بالجمع الفلسطيني الواقف، فاستفزوا جنديا يمنعهم من المرور "كان يجري هنا وهناك موجها الشتائم للجميع" عندما تعثر في سلك شائك وضعوه بأنفسهم ووقع، فانفجر الواقفون بالضحك، وفزع الجندي رافعا سلاحه بوجههم، كان على وشك إطلاق النيران لولا أن منعه آخر.

"إحساس أن الفن يخيف هو إحساس دائم في عملي" بجانب الغناء كان المسرح رفيقا لها في الدرب، أول ما قدمته تمثيلا كان "جدراية درويش"، وفي ذلك العمل سنحت لها الفرصة لمقابلة الشاعر محمود درويش "جاء لافتتاح المسرحية أول مرة في رام الله.. وقابلته أثناء عرضها في تونس بمهرجان قرطاج عام 2007"، توالت الأعمال فيما بعد، حتى مسرحية "خيل تايهة" التي فازت بأفضل عمل عام 2014 بمهرجان المسرح العربي.

تعمل "تلحمي" بين شقي الرحى "تجديد في الشأن الموسيقي الغنائي والفني، والصعوبات اليومية التي يعيشها الفلسطيني فنانا أو مواطنا في ظل احتلال وحشي"، لكن الأمر يستحق العناء في نظر الفنانة الفلسطينية، فحتى على مستوى الغناء فقط "العمل الفني عندنا يخرج بطلوع الروح"، فليست هناك شركات إنتاج محلية تدعم الفن الفلسطيني، لذا يتعين على "تلحمي" الاهتمام بترويج وتنسيق المنتج "كل هذا يجعل العمل منهك".

مادام في القلب نبض، فلا يدب اليأس في روح ريم، من الضفة الغربية إلى غزة ذهبت لتطلق ألبومها "يحملني الليل"، يأكل الخوف عقلها ألا تحصل على إذن دخول من الإسرائيليين "كان أملي في دخول غزة ضعيفا"، لكنها وبشكل ما نجحت في اقتناص التصريح لتطلق الألبوم هناك لأول مرة "كان إحساسا قويا.. الأمر يستحق العناء.. شعرت أنه لا شيء يمكنه الوقوف في حياة المُصرين على الحياة حقًا".

رلي ميلاد

الغناء للوطن مقاومة، محاولة لكسر جمود حالة الاغتراب التي يعيشها عدد من الفلسطينين داخل الأراضي المحتلة، رسالة إلى العدو أن التاريخ قد يُحذف من المناهج المدرسية أو يُزيف في تصريحات المسؤولين، لكن يبقى في وجدان الشعوب بالغناء، هذا ما كان يراه "ميلاد عازر" حقيقة لا تقبل التشكيك، فصار يغني في كل مكان عن حياة ما قَبل النكبة والنكسة، استغل صوته الرائق الحلو في حكي ما كان وما يكون، ليصبح أحد أهم الأسماء الغنائية المؤثرة في مدينة "الناصرة"، وقبلها في آل بيته، حيث امتد آثره إلى ابنته "رلي" الطفلة التي ولدت في كنف الثورة الناعمة وأجواء تُبقي فلسطين حية نابضة دائما في القلب" أنا ربيت بالجو هادا، وألف مرة فات مشاكل من تحت رأس مقاومة والدي للعدو" قالتها "رلي" بفخر.

+¦+ê+¦+¬-4

لم ترَ الفتاة العشرينية بعينيها تفاصيل الجرائم الإسرائيلية، لكنها تلقت منذ طفولتها حكايات فلسطين المقاومة من الأغاني الوطنية "كل أغنية فيها قصة وأبوي كان يعلمني الأغاني من خلال قصصنا"، فيما بعد عندما كَبرت "رلي" وشعرت أن لديها صوتها مميز قررت أن تتعلم الموسيقى في فرقة حق للفن الملتزم، ثم أكاديمية القدس للموسيقى والرقص، لتطويع فنها لصالح البلاد "يمكنني غناء كل شيء بس اللون اللي ميزني هو الوطني".

منذ أن احترفت "رلي" الغناء، سافرت إلى أغلب المدن الفلسطينية مع فرقتها الغنائية "الناصرة وحيفا ورام الله والقدس ودير الأسد وبير السبع"، في كل مرة تصعد إلى المسرح، تنتابها رجفة في جسدها، تشعر أن الله رزقها موهبة قادرة على منح الحضور قبس من نور فلسطين الحرة، تقف أمام الجميع مرفوعة الرأس تغني "بكتب اسمك يا بلادي، على الشمس ألي ما بتغييب.. لا مالي ولا ولادي ع حبك مالي حبيب" فتُشعل في القلوب رماد الحنين لحياة ما قبل الاحتلال.

بعد أن ذاع صيت "رلي" في القدس، عُرض عليها الغناء في مهرجانات واحتفالات تابعة للعدو، لكنها ترفض بقوة "أغني في كل مكان ما عدا اللي الها خص بإسرائيل"، يحاولون معها مرارا وتكرارا للظهور في برامجهم التلفزيونية فتصدهم عنها "لانو هالبرامج بتبيض صورة العدو وبتروج صورة غلط انو في سلام بيناتنا"، لا تعيش المطربة الشابة حياة طبيعية فكيف تشترك في تضليلهم للعالم بأن كل شيء على ما يرام "في القدس بس يعرفو إني عربية بتتغير معاملتهن".

في الشهور الأخيرة حصلت "رلي" على عمل جديد، معلمة موسيقى في مدرسة "العيسوية" بمدرسة القدس، بجوار احترافها الغناء، لا تكتفي الفتاة المناضلة بصوتها، بتدريس التفاصيل الاعتيادية في عالم الموسيقى "عم أعلم الأطفال الأغاني اللي أنا ربيت عليها وعم أدخل على رأسهن كلمة الحق"، تُدرك جيدًا أنه طالما بقيت القضية في قلوب الفلسطينين من الكبير إلى الصغير وصارت المقاومة نمط أساسي في حياتهم فأن الحق باقٍ إلى أبد الأبدين، لن يقتلعه من داخلهم العدو مهما فعل"احنا هون منقاوم بكل نفس منتنفسو".

تابع باقي موضوعات الملف:

67 عاما على الاحتلال.. فلسطين تكسب الرهان "ملف خاص"

2015_5_28_16_20_14_855

في أول حوار عربي.. أبرز مؤرخ يهودي مدافع عن فلسطين يتحدث لـ "مصراوي"

2015_5_24_16_38_47_866

الاحتلال يسكن مع "ناصر" في شقة 70 مترًا

2015_5_27_20_2_34_206

بالفيديو والصور: الشهيد "فارس عودة".. راقص الدبكة يحيا

2015_5_26_20_8_48_208

بالصور: مرابطات الأقصى.. نساء تزلزل المحتل بـ"تكبيرة"

2015_5_27_18_42_36_933

أهداف سويف.. رحلة بنت فلسطين المصرية "حوار"

2015_5_28_13_40_59_28

بالفيديو.. كيف تدافع عن فلسطين بلغة الغرب؟

2015_5_25_11_38_55_729

بالصور: هنادي.. "ابنة الشتات" ستمر يوما من "فلسطين"

2015_5_27_18_50_59_221

بالفيديو والصور: "أبناء عيلبون" صورة مصغرة لمواجهة الاحتلال

2015_5_27_18_46_21_7

بالفيديو والصور: لينة النابلسي.. فراشة أحلامنا تطل من جديد

2015_5_28_15_46_30_17

بالصور: فريق "المسارات المقدسي".. في حضرة فلسطين التي غيّبها الاحتلال

2015_5_26_15_49_0_55

بالصور: في غزة فقط.. مواجهة المحتل بـ''سجادة حمراء''

2015_5_28_15_37_1_200

خالد يقاوم حصار غزة بـ"الفرن الشمسي".. الاحتلال أبو الاختراع

2015_5_27_18_36_35_534

بالصور: "نضال" حارس "فلسطين أيام زمان"

2015_5_27_18_28_2_43

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان