العميد إبراهيم الرفاعي.. أمير شهداء رمضان
كتب ـ علاء المطيري:
حب الأوطان دين.. يعرفه الجند ومنهم من يؤمن به حق اليقين.. العميد إبراهيم الرفاعي واحدا من رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.. قضى نحبه في آخر جمعة من رمضان قبل أن تضع حرب أكتوبر أوزارها.. شهيد صائم يدافع عن وطنه على تبة مصوبا سلاحه إلى صدور الأعداء من جيش الإحتلال الإسرائيلي في ثغرة الدفرسوار منتظرا الوعد من الله بشهادة جائته لا شك فيها ولا بهتان.
في آخر جمعة من رمضان الموافق 19 أكتوبر 1973 كان العميد أركان حرب ايراهيم الرفاعى يقود المجموعة 39 قتال فى منطقة الثغرة للدفاع عن مدينة الاسماعيلية ومنع دخول العدو الصهيونى اليها، كما جاء في كتاب الغضنفر للمؤرخ العسكري أحمد عطية الله، الذي قال في "لم أجد لتخليد هذه لذكرى أفضل من نشر الفصل التاسع من كتابى الغضنفر الذى يسرد قصة استشهاد البطل على لسان أحد رجاله".
بعد اشتداد القتال في حرب أكتوبر قامت طائرة إستطلاع أمريكية طراز SR-71 بتصوير مايدور بمنطقة القناة و رصدت انتقال الفرقتان المدرعتان المصريتان الرابعة والحادية والعشرون من الضفة الغربية للقناة إلى الضفة الشرقية لتطوير الهجوم شرقاً لتخفيف العبء عن الجيش السورى، فتم نقل تلك المعلومات إلى إسرائيل التي قامت بعملية عبور إلى الضفة الغربية بقوات عسكرية وعرفت تلك العملية بـ "الثغرة".
فتم تكليف المجموعة 39 قتال باستطلاع الموقف وتحديد قوة العدو والتصدى لها، فتقدم الرفاعى بمجموعته إلى قرية السساتر أمام نفيشة ونادى الشط على حافة منطقة صحراوية بين منطقة الجناين ومنطقة زراعية، وأعطى أوامره بتثبيت قواته على الأرض وعدم السماح للعدو بالتوسع غرباً إلا على جثثه هو وجنوده.
وبدأت البيانات تتوالى على الرفاعى بموقعه الأمامى بمشاهدة أعداد من مدرعات العدو حتى بلغ مقدار ماتم حصره فى تلك الليلة ما يزيد عن مائتى دبابة، ومع أول ضوء في اليوم التالي بدأت طائرات العدو فى قصف المواقع المحيطة بالقوات الإسرائيلية فى منطقة الثغرة تمهيداً بتحرك قواته شمالا نحو بور سعيد , وجنوباً حتى السويس، وكان القصف الجوى عنيفا بالقنابل زنة الألف رطل ولكنها لم تزد ابطال الصاعقة إلا إصراراً وتصميماً.
وبعد القصفة الجوية بدأ العدوفى التحرك بواسطة دباباته وعرباته المجنزرة فكلف الرفاعى مجموعات إقتناص الدبابات من أبطال المجموعة39 بالأشتباك مع مدرعات العدو فى قطاعهم وقاد الرفاعى بنفسه إحدى هذه المجموعات وتم تدمير 5 دبابات إسرائيلية،
وفى فجر يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان خرج الرفاعي وبعض رجاله فى مهمة استطلاعية لقوات العدو وخرج معهما إثنان من مقاتلى المجموعة هما العريف محمد الصادق عويس , والجندى شريف
وأثناء تحرك أبطال جماعة الإستطلاع وقع نظر العقيد الرفاعى على موقع صواريخ مصرية مضادة للطائرات من طراز سام 6 المحمولة , وبالرغم من قربها من قوات العدو إلا أنها كانت مختفية جيداً بين الأشجار توجه الرفاعى مع رجاله نحو تلك القاعدة التى وضح إنها مهجورة , وتأكد من سلامة الصاروخين المحمولين وصلاحيتهما
للأستعمال فأتصل بجهاز اللاسلكى وطلب من معاونه العقيد على نصر سرعة إرسال سائقين من سائقى المجموعة على وجه السرعة وتم الاستيلاء على الصواريخ قبل أن يحدث الإشتباك مع مدرعات العدو ودباباته في موقعة كانت بداية طريق الجنة للبطل المغوار أمير شهداء حرب أكتوبر العميد إبراهيم الرفاعي.
واستطاع الرفاعى برباطة جأشه أن يدمر عددا من دبابات العدو مدرعاته قبل أن يستشهد في واقعة بطولية سطرها التاريخ.
فيديو قد يعجبك: