إعلان

أمام القنصلية الإيطالية: اللي فاته الانفجار يتفرج على آثاره

06:09 م السبت 11 يوليه 2015

تفجير القنصلية الايطالية

كتابة وتصوير - يسرا سلامة:

كانت الساعة تقترب من الثانية عشر ظهرا بعد أن ترك ''أحمد علي'' سيارته بالقرب من ميدان الإسعاف، وسار أمتار قليلة ليصل إلى مقر انفجار القنصلية الإيطالية، يعتبر تلك الطريق ممر يومي لعمل ''أحمد'' مارا إلى كوبري 15 مايو إلى عمله.

لم يشهد الرجل الثلاثيني لحظة وقوع الانفجار، الذي أكد شهود عيان لمصراوي أنه تم ما بين السادسة والنصف والسابعة إلا ربع صباح اليوم، لكن أصر أن يكون بين صف مزدحم من الناس، منهم رجال الشرطة والأمن وعامل النظافة، ومنهم مارا إلى عمله في وسط البلد، ومنهم من جاء خصيصا لرؤية آثار الانفجار عن قرب.

طريق هادئ يمر به ''أحمد'' يوميا، يؤكد أنه يرى أفراد للحراسة الخاصة بالقنصلية كل يوم، تقف لحراسة العاملين بها بداخل المقر، بجانب أقماع برتقالية تمنع وجود السيارات في محيط المنطقة، ليقول ''أحمد'' أن يوم السبت الذي يعد عطلة رسمية يترك فيه الأمن العربات تتواجد بالمنطقة الممنوع وجود سيارات بها، بحسب قوله.

ساكن بجوار المنطقة

DSC_1041

الوجود القليل للأمن وقلة التنبيه على عدم ركن العربات أمر أكده ''فتحي''، موظف على درجة المعاش بإدارة الكهرباء القريبة من مكان الانفجار، والذي يسكن بالقرب من القنصلية، لكنه بعيد بدرجة لم يسمع معها الرجل السبعيني دوي الانفجار الضخم، وتسمعه زوجته وتطلب منه معرفة مصدر الانفجار، والذي أكدت فيه مصادر أمنية استخدام مواد متفجرة ''تي إن تي''.

خطوات ترجلها ''فتحي'' وسط الزحام لمشاهدة الانفجار المدوي، بعد أن قرأ الخبر على التلفزيون، لكن تأخر نقل الصورة جعله ينزل ''يشوف الوضع'' بحسب تعبيره، ليجد سيارة التفجير مهشمة، وسط قفازات بيضاء منتشرة منها، أشار شهود عيان وجودها لهروب المنفذين من البصمات على السيارة.

همة من سائق جرار كبير تحاول إزالة ركام التراب إثر الانفجار، إشارات له من مدير عمله وسط تحذيرات للماريين أمام القنصلية الإيطالية، شخص يلوح للسيارات بالمرور بعد أن اكتظت منطقة وسط البلد بالزحام، وسط آخرين وقفوا بهواتفهم ناقلين صورة ما بعد الانفجار، ورجل آخر هتف ضد الإخوان والإرهاب وحيدا أمام أفراد أمن بزي ما بين الأبيض والأسود لتأمين المكان.

عامل نظافة

DSC_1043

كان فيها ''عبد المنعم'' من خلف الزحام يزيل بمكنسته ركام قمامة على رصيف أسفل كوبري 15 مايو، منذ أربع سنوات يعمل ''عبد المنعم'' كعامل للنظافة في شارع عبد الخالق ثروت، يبدأ يومه في الثامنة صباحا، ليأتي اليوم يجد ''هوجة كبيرة'' إثر الانفجار، يبدأ عمله من كوبري 15 مايو، ثم للشارع محل الانفجار، لحظات يعمل فيها الرجل الأربعيني وأخرى يقطع فيها البصر عما يدور حوله، ليقول أن كل ما شاهده عربة متفجرة ومتفحمة، وزحام على مصابين لم يراهم.

مصدر أمني أكد في تصريح لـ''مصراوي'' أن هناك سيدة تدعى ''نهلة عبد المحسن'' بصحبة أولادها ''حمزة رجب أحمد'' و''أبي رجب أحمد'' و''إبان رجب أحمد'' تم إصابتهم بشظايا التفجير، كما أكد المصدر وفاة ''ربيع شعبان عبد العال'' 30 عاما.

شاهد عيان بالمصادفة

DSC_1044

ركام من سيارة اسبرانزا، وقف أمامه ''عادل أمين'' الذي يمر في مشوار له في منطقة وسط البلد، ليعرف نوع السيارة من رمزها الذي ظهر بالكاد رغم الدمار الشامل الذي أصابها، لم ير ''عادل'' هو الآخر التفجير، لكنه علم أن السيارة كان مسقرة أمام القنصلية مباشرة، وتطايرت أجزائها وانتشرت في كل مكان، قائلا أن رحمة الله انقذت من يسيرون فوق كوبري 15 مايو المار فوق القنصلية.

سيدة تهتف للجيش

DSC_1046

بين الصف المزدحم بعد الانفجار، كانت ''أم أميرة'' تجلس متأملة في مشهد التفجير، تقيم السيدة في منطقة مثلث ماسبيرو، تشجع على طريقتها وقفة صغيرة انطلقت بعد التفجير تطالب بإعدام الإخوان، وتدعو للجيش، وسط تواجد أمني مكثف، ورجال أمن يحيطون القنصلية الإيطالية بحواجز تمنع الدخول لها، بعلم صغير طلت ممسكة به لتنطق بـ''حسبي الله ونعم الوكيل في اللي دمروا البلد''.

''يعني اللي فجروا استفادوا إيه؟'' سؤال نطق به أحد الواقفين أمام التفجير، لتوافق عليه السيدة، بجانب نظرات تجمع ما حدث من الجالسين وسط عربات المواصلات، والتي تمر أمام الانفجار، سؤال من سائق للتاكسي لأحد الواقفين ''هو إيه اللي حصل''، ليدله عن انفجار دمر القنصلية وترك ضحايا.


اقرأ أيضا:

حكاية قتيل حادث القنصلية الإيطالية.. بائع أحزمة ''على باب الله''

بالصور- تحطم واجهات المحلات جراء انفجار "القنصلية الإيطالية"

فيديو قد يعجبك: