إعلان

بالفيديو - كيف تفضح ممارسات المحتل الإسرائيلي مع الأسرى بالفن؟

09:16 م الإثنين 24 أغسطس 2015

فيلم ستائر العتمة

كتبت-إشراق أحمد:

في غرفة لا يرى بها سوى وجه المحققين يمكث الأسير، لساعات وربما أيام طوال، يتناوب ممثلي الاحتلال قمعه، في ظاهرهم يريدون الظفر باعتراف لارتكابه جريمة، بينما بباطنهم رغبة ملحة لتحقيق انتصار، برؤية الفلسطيني منهزما، ومن أجل ذلك يتكالبون عليه، سبّا، ضربا، تعذيبا نفسيا، وجسديا، المهم نيل تلك اللحظة التي تخور بها قواه، فيما يبقى الفلسطيني الأسير متماسكا، وإن اهتز كيانه جراء أفعالهم، المرتكبة من وراء جدار رغم تجرئهم العلني، لكنهم في النهاية لا يجدون مفر سوى محكمة زائفة وحكم باطل ممن لا يملك، لمن لا يستحق أن تُسلب حياته كما سُلبت أرضه. عن تلك المعركة المتكررة بغرف التحقيق مع نحو 800 ألف أسير فلسطيني منذ الاحتلال الإسرائيلي وحتى الآن، كتب وليد الهودلي روايته الأولى ستائر العتمة قبل 15 عاما، لتتحول مؤخرا لفيلم سينمائي يعرض داخل فلسطين، ليكون خطوة في مشوار مشروعه "دراما في خدمة الأسرى" كما يقول "الهودلي".

ثلاثة أشخاص أساسيين يدور حولهم الفيلم -المفترض عرضه بقصر رام الله الثقافي اليوم. زوج وزوجة ووالدها، عائلة مروت بالأسر في فترات مختلفة، وبينهم أخرين، فلسطينيين، وعرب، ليجسد نحو 70 ممثل تجربة الأسرى مع مراكز التحقيق، تلك الخطوة التي تسبق سجن تطول أو تقصر مدته وربما لا تُودع وافدها إلا جثة هامدة، عبر طاقم من المحققين المدربين والمالكين لأدوات القمع والتعذيب، يُحاصر الأسير داخل غرفة، بها يدور "صراع إرادات. إرادة السجين والسجان" كما يقول "الهودلي".

بكافة الوسائل يحاول المحققون كسر إرادة الأسير "بيحاولوا يفقدوه كل شيء"، فإن حدث بات الفلسطيني بتلك اللحظة في عداد الأموات، وإن ظل حيًا، لذلك يركز الفيلم على تلك المشاهد الدائرة في الظلام بين السجين والسجان، والأساليب الخبيئة التي يتبعها المحتل للوصول إلى اعتراف من الأسير، وهو ما ذاقه كاتب الفيلم ذاته، إذ تعرض للاعتقال الإداري ثلاث مرات ،أ اولها عام 1979، وأخرها عام 2007.

71 دقيقة هي مدة عرض الفيلم، تعبر عن تجربة جماعية كان "الهودلي" جزء منها، فرواية "ستائر العتمة" خرجت من خلف قضبان السجن المظلم "كتبت الجزء الأول والثاني في المعتقل"، قبل نحو 15 عاما سجل الكاتب الخمسيني تجربته بين رفاقه على الورق، وكانت السبب في اعتقاله على خلفية الانتفاضة لمدة 20 شهر عام 2007 "كان بدهم يمنعوني من الكتابة، قالوا لي ما راح نحاكمك على الكتابة وتنحبس 6 شهور بس، تبقى معتقل إداري أفضل"، لكن ذلك لم ينقص من همة "الهودلي"، بفترة السجن انهى الجزء الثاني من ستائر العتمة2 تحقيق في مرحلة وزمن مغاير، رصد بها التطور في وسائل استجواب المحققين الإسرائيليين.

من سجن "الفارعة" في رام الله، أحد سجون الاحتلال المعروفة والمصنفة ضمن الأسوأ سمعة، حتى أنه يطلق عليه "المسلخ"، خرجت مشاهد الفيلم، استغل فريق العمل ما تبقى من غرف بعد إغلاق السجن وتحويله لمركز شباب، وذلك لتجسيد ذكريات الأسرى في مكانها.

التعذيب النفسي بوضع الأسير تحت ضغط، بمنعه من النوم، محاصرته بأكثر من محقق، تهديده، إهانته، إشعاره أنه ذليل وضعيف، أسلوب "العصافير" وهم المخبرين الذين يدسهم المحتل بين الأسرى، محقق في هيئة خبير طبي، ذلك بعض ما يتعرض له الأسير، فضلا عن التعذيب البدني، بالضرب ووضعه لفترات طويلة على كرسي قصير، "كل الأساليب تمارس داخل غرفة التحقيق" يقولها "الهودلي".

لم يغفل "الهودلي" الجانب الإنساني في عرض قصص حقيقية لأسرى، مثل قصة عبير اسكافي الفتاة التي أصيبت بانهيار كامل بعد زيارتها لأبيها في السجن وذلك لكي يعلم الجميع أن "الأسير مش عبارة عن رقم لكن كائن حي عندما يسجن ويعذب إنما تعذب الإنسانية".

"بدي أوعي من يقع تحت الأسر بثغرات وأفعال الاحتلال" ذلك هدف "الهودلي"، فمنذ ذاق حياة الأسر، لم يبرح الكتابة عن أحوال الأسرى، متمنيا بوسيلته التي يجيدها أن يرفع ثقافة الفلسطينيين في التعامل مع المحتل "ما بيد الواقع تحت الاحتلال إلا الوعي بالقضية" كما يقول.

خلال عام تم تنفيذ فيلم "ستائر العتمة"، لكن الأمر لم يكن هين، إذ واجه فريق العمل العديد من العقبات، أولها التمويل كما يقول صاحب الرواية "ما في مؤسسة رسمية وافقت تمول الفيلم"، لكن الإصرار على تنفيذه، وفقهم للوصول إلى مَن يستطيع دعمهم ماديا بشكل مستقل، كما كانت هناك صعوبة في الحصول على تصاريح التصوير الخارجي "كان في مشهد تفجير سيارة لكن ما قدرنا ناخد تصاريح".

ستائر العتمة كرواية مكتوبة قريبة إلى نفس كاتبها أكثر منها فيلم "الرواية أكتر عمق وقوة وأكتر تفاصيل لكن في ناس ما بتحب القراءة فالأفضل لها رؤية الفيلم"، وهو ما يدركه "الهودلي"، لذا يحرص مدير مركز بيت المقدس للأدب على اتباع كافة الوسائل الفنية لتسليط الضوء على قضية الأسرى "عملنا مسرحية اسمها النفق وفيلم انيميشن للأطفال"، وما كان إقدامه على الترحيب بتحويل الرواية إلى فيلم، إلا رغبة عارمة لأن يكون بداية لتنفيذ مشروعه، بوجود دراما تخدم الأسرى، متمنيا بشدة بعد انتهاء الفيلم أن يستمر إنتاج الأعمال المدعمة لصوت الأسرى الفلسطينيين. 

 برومو الفيلم

 

11880965_908148329256680_708423940_n

 

تابع باقي موضوعات الملف:

إلى الأسرى الفلسطينيين: نناديكم ونشد على أياديكم (ملف خاص)

undefined

نائب رئيس "شؤون الأسرى" الفلسطينيين: الإضراب الخيار الأخير للأسير وإسرائيل تتوحش بإذن العالم – (حوار)

undefined

ضياء الفالوجي.. قصة أسير ضحى بحريته ''لتلقين الاحتلال الإسرائيلي درسا''

undefined

ما يجب أن تعرفه عن قضية الأسرى الفلسطينيين (ملف تفاعلي)

undefined

أبرزهم مانديلا و"سويف" وخضر الفلسطيني.. انفوجراف 70 يوم إضراب عن الطعام

undefined

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان