إلى الأسرى الفلسطينيين: نناديكم ونشد على أياديكم (ملف خاص)
أعد الملف- دعاء الفولي وإشراق أحمد:
في ظلام ليل عام 1948 كانت إسرائيل تلملم آثار جرائمها، تعيث في الأرض قتلا، لا تبقى ولا تذر على شيء، أرادت طمس دماء الأسرى؛ ما بين الطرد والقتل كان المصير حتى الستينيات، ثم تغيرت سياستها، اطمأنت لامتلاك الأرض، واستحوذت على ''تركة'' المحتل البريطاني السابق، فأبقت على السجون، لتكون مقبرة جديدة للفلسطينيين، توأد بها أرواحهم بالهزيمة، لكن ذلك لم يحدث؛ أخذت كرة الثلج تكبر، نحو 800 ألف فلسطيني لاقوا الأسر منذ قيام الاحتلال، ذاقوا الموت ومرارة المكوث لسنوات طوال، لكن لم تسلب ظلمات السجن إرادتهم. أجيال متعاقبة، أطفال ونساء وشباب، شهود على جرم احتلال، وبسالة قوم يكسر شوكة المغتصب بأمعاء خاوية.
6500 أسير فلسطيني تسجل الإحصائيات حتى مايو 2015، أراد المحتل أسر النفوس، لكنها جعلت من قبح الأسر فلك يدور حوله أصحابه، يأسرهم بجميل الإرادة والفعل، فبات الأسرى عزة وشرف أهل الأرض-فلسطين-، تُقبل الأرض تحت نعالهم، لا يغادرهم مَن صار يوما منهم، ولو باعدت بينه ظروف الحياة، ووجع التجربة، حتى يُخيل من حديثهم أنها قضية كبرى تمخضت من رحم القضية الأم.
ما بين أسير محرر سخر حياته لفضح جرائم الاحتلال، حتى صار رئيس وحدة التوثيق بهيئة شؤون الأسرى، وأخر يناضل بالفن ليخبر رفاقه والعالم عن تجارب مَن سبقوهم، وثالث يقبع خلف قضبان الاحتلال، لكنه يسير بدرب التنغيص على المحتل، بالإضراب عن الطعام، تاركا خلفه أم صبور باسلة، تحتضن غيرها من أهالي الأسرى، فمنذ اضراب عام 1970 وحتى الأخير الذي بدأ مطلع أغسطس الجاري، يظهر هؤلاء، ومَن مثلهم، داخل فلسطين، وبكل بقاع الأرض، كٌل منهم يعمل في مكانه، يذكرون الأسرى، يتضامنون معهم، لعل قولهم وفعلهم يتجاوز الحصون، ويبلغ الرفاق، يلقي السلام على أرواحهم الصامدة، ويخبرهم بلسان حال كلمات الشاعر الفلسطيني توفيق زياد ''أناديكم وأشد على أياديكم''.
تابع باقي موضوعات الملف:
ضياء الفالوجي.. قصة أسير ضحى بحريته ''لتلقين الاحتلال الإسرائيلي درسا''
ما يجب أن تعرفه عن قضية الأسرى الفلسطينيين (ملف تفاعلي)
بالفيديو - كيف تفضح ممارسات المحتل الإسرائيلي مع الأسرى؟
أبرزهم مانديلا و"سويف" وخضر الفلسطيني.. انفوجراف 70 يوم إضراب عن الطعام
فيديو قد يعجبك: