من المنيا مرورًا بأسوان إلى القاهرة.. رحلة أم لعلاج ابنها المريض
كتب - محمد زكريا:
بعد 9 أشهر من خروج "عمرو" للحياة، توفى والده، سيطر الحزن على الأسرة الصغيرة، جابت التساؤلات عقل الأم المفجوعة بوفاة الزوج؛ من تحملها مشقة تتزايد بصعيد مصر، مرورًا بتدبير مصاريف أولادها الأربعة، إلى علاج الابن المولود بعيب خلقي بالوجه.
قبل ثلاث سنوات، دب النبض بقلب "عمرو"، حمل السعادة لوالديه، غير أن اقتران وجهه بتشوهات منذ اللحظة الأولى لولادته، أدخلت الحزن في قلب الأم على ابنها المُصاب.
منذ ولادته عزمت الأسرة على علاج الابن المريض "روحنا مستشفيات وعملنا إشاعات كتير"، غير أن سوء أحوال الأسرة المادية أعاقت محاولاتها المستمرة لذلك.
قبل وفاة الوالد، عمل سائقًا لسيارات الأجرة. كانت أمواله المُحصلة تكفي تدبير متطلبات أسرته بالكاد. غير أن إصابة الأب بشيء من العجز، بعد تعرضه لحادثة في طريق العمل، قلبت حياة أسرته الصعيدية بالكامل.
بعد أن ألتزم الأب فراش البيت، خُصص له معاش حكومي قُدر وقتها بمبلغ 350 جنيهًا شهريًا، لذلك عانت أسرة محافظة المنيا ضيق العيش فترات طويلة؛ نظرًا لضعف قدرات الأسرة المادية على توفير أبسط احتياجاتها المعيشية.
بعد وفاة الزوج، داومت الأم البحث عن علاج لحالة ابنها المريض، بداية من التنقل بين الوحدات الصحية في مسكنهم بمنطقة "أبو هلال"، مرورًا بمستشفيات محافظتهم المنيا.
قبل أن يهديها السبيل لإحدى مستشفيات محافظة أسيوط، فيها أجرت الأم 5 عمليات جراحية لصغيرها "عملية مياه على المخ، وتجميل سقف الحلق والشفة"، غير أنها لم تكتف بذلك نظرًا لسوء حالة الابن "المشوه".
قبل أيام توجهت الأم إلى محافظة أسوان؛ بناءً على نصيحة أحد الأطباء بمحافظة المنيا "كان في لجنة فيها دكاترة أجانب في أسوان، قولت أروح أعرض ابني عليها"، طالبها أحد الأطباء المصريين من ضمن الوفد التوجه صوب مستشفى الحسين بالقاهرة؛ لعرض ابنها على طبيب مختص.
الأحد الماضي، كان موعد "أم عمرو" مع المستشفى الجامعي، غير أن غياب الطبيب في يوم ذهابها، دفعها المُعاودة في اليوم التالي "قعدت عند أخويا في الجيزة عشان أوفر مصاريف السفر"، قبل أن يُطالبها الأطباء بتكرار المحاولة في يوم الأحد القادم.
في المنيا تعيش الأم رفقة أولادها الأربعة، في غرفة واحدة يتكلف إيجارها 250 جنيهًا شهريًا، بداخل مساكن "إيواء" بمنطقة أبو هلال. تتحمل وحدها مصاريف إعمار البيت الصغير "ابني الكبير في الجيش وبيحتاج فلوس عشان مصاريفه كتير، والتاني خريج دبلوم ومش لاقي شغل زي كل شباب المنيا".
تحمل مشقة التنقل بابنها المريض وسط شوارع القاهرة، لم تكن معاناة الأم الوحيدة، إذ تتكلف مزيد من الأموال إزاء ذلك "في اليومين دول صرفت 200 جنيه مواصلات، ده غير 450 جنيه إشاعات عملتهم في المنيا قبل ما أجي". في حين تُحصل 500 جنيهًا شهريًا هو نصيبها فقط من المعاش.
الأحد المقبل، تنتظر الأم الأربعينية الموعد المحدد لعرض ابنها على الطبيب المُختص بمستشفى الحسين الجامعي، تتمنى "أم عمرو" أن تتحسن حالته في القريب العاجل، ترضى بما قُسِم لها، ترفع يدها للخالق بالدعاء "ربنا يشفي عمرو ويرزق العيال".
فيديو قد يعجبك: