كلمات "إدانة" الإرهاب.. ساحة التقاء قادة العالم
كتبت - إشراق أحمد:
لا يلبث أن يقع حادث إرهابي إلا وتتوالي "الإدانة" وما يقابلها من كلمات الرفض، لما حدث، وأمس، مع تلقى أنباء الهجوم على مطار ومترو أنفاق بروكسل، ومقتل نحو 31 شخصًا، وإصابة العشرات الآخرين، لم يمر كثيرًا حتى إنهال قادة الدول، في إعلان موقفها الرسمي، وإبداء اعتراضها وحزنها لما وقع، في لحظات بدا العالم من شرقه لغربه موحدًا، فيما الجمع بالأساس منفض قبلاً وبما يلي الحدث.
دول عديدة، منها ما لا يفارقه انتهاك أرضه وسفك دماء الأبرياء، وما يشارك في ذلك، لكنهم في أحداث بعينها، يسارعون إلى ساحة "الإدانة"، ولو كانوا من المدانين، فعقب الهجمات على العاصمة البلجيكية، خرجت الوكالات الروسية تنقل كلمات الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" ووصفه للحادث بأنه "جريمة وحشية"، في الوقت الذي أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان في 20 مارس الجاري عن رصد 50460 غارة جوية روسية منذ 20 نوفمبر 2014 حيث بدء العمليات الروسية العسكرية تأييدًا لنظام بشار الأسد، مما أسفر عن مقتل 7902 مدنيًا، وإصابة نحو 41 ألف آخرين.
لم يتخلف عن الساحة كذلك، الكيان الإسرائيلي، إذ خرج المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي أفيخاي أدرعي ناشرًا صورة أيدي، مُدون عليها "صف واحد ضد الإرهاب"، وعلق عبر حسابه الرسمي على موقعي التواصل الاجتماعي "فيسبوك وتويتر"، بالقول: "اعتداءات إرهابية وحشية.. إرهابيون يقدسون القتل باسم قيم سوداء لا تربطها والإنسانية بأي صلة.. كلنا ضد الإرهاب".
تأتي كلمات "أفيخاي" في الوقت الذي لا يتوقف فيه الاحتلال القابع في فلسطين منذ عام 1948، عن القتل والتشريد والاعتقال، وإحلال شعب مكان شعب آخر، فترصد الإحصاءات المؤكدة أن خلال النكبة تم تدمير 531 قرية فلسطينية، فيما ارتكبت القوات الإسرائيلية نحو 70 مجزرة استشهد على إثرها نحو 15 ألف فلسطيني وفقًا للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، ولا تزال المخيمات الفلسطينية البالغ عددها 58 مخيمًا موزعة بين الأردن، سوريا، لبنان، والضفة الغربية وغزة شاهدة على تشريد الفلسطينيين طيلة هذه السنوات، بينما لازال سجل الشهداء والمصابين حتى الآن يسجل المزيد من الأشخاص، ففي الحرب الأخيرة على غزة يوليو 2014، استشهد نحو 2174 وفقا للمرصد الأورمتوسطي لحقوق الإنسان، بينما رصدت هيئة شؤون الأسرى في فبراير 2016 اعتقال 3847 فلسطينيا عقب انتفاضة القدس قي أكتوبر 2015، فيما يقبع بالسجون الإسرائيلية 6500 أسير حسب إحصاء هيئة شؤون الأسرى حتى مايو 2015.
بساحة الإدانة أيضا يجتمع الخضمان؛ فتدين العراق وأمريكا الحادث الإرهابي في بروكسل، بينما تعج أرض الأولى بحرب دائرة، وتفجيرات تنال من أراضها وأهلها، حد إغفال دول العالم لها، لتكرارها، فلا تجد مَن يدينها، وقد صنفت صحيفة الإكونومست العراق بأنها البلد الأكثر تضررا من الإرهاب عام 2014 –وفقا لسكاي نيوز- إذ بلغ عدد القتلى 9929 شخصًا، فيما احصى مشروع ضحايا العراق 242 ألف قتيل مدني منذ 2003 حتى سبتمبر 2015.
أما أمريكا، فيشدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع إدانته للهجمات أن أمريكا "ستلاحق المسؤولين على هذه الاعتداءات"، فيما تسجل الإحصاءات مقتل 10 آلاف مدني على يد قوات التحالف الدولي الذي قادته أمريكا منذ 19غزو العراق مارس 2003 وفقا لمشروع ضحايا العراق، هؤلاء مَن سقطوا خلال "المهمة النبيلة لتخليص العالم من الإرهابيين" الوصف الذي أطلقه الرئيس الأمريكي حينها جورج بوش على العملية العسكرية بالعراق.
مصر، ولبنان، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وتركيا، والسعودية، وحتى فلسطين.. وغيرها من الدول، التي أدان قادتها الحادث الأليم، في بيانات رسمية، وكلمات إعلامية، معلنين مواقف صريحة، لا تُرى مثلها في أوقات أخرى.
فيديو قد يعجبك: