تفاصيل محاولة إنقاذ سمكة نادرة طفت على الشواطيء المصرية
كتب- محمد مهدي:
على أحد شواطيء قرية حبيبة بنوبيع، طفت سمكة "الشمس" العملاقة، في الصباح الباكر،حركتها ساكنة، تُقلبها المياه ذات اليمين وذات الشمال، لم يصدق أهالي المنطقة، كونها نادرة الظهور، هرولوا نحوها ليكتشفوا إصابة الزعنفة السفلى بها، لتبدأ محاولات إنقاذها بتركيب طرف صناعي لإعادتها لمسار الحياة.
أول ما بَدر إلى أذهانهم هو الاتصال بالمسؤولين بمحمية أبوجالم، وحمدي قاسم، صاحب مركز الغوص الوحيد بالمنطقة، خلال دقائق حضر "قاسم" واكتست ملامحه بالدهشة "بقالي 25 سنة بغطس مشفتهاش إلا مرة واحدة، اسمها (مولا مولا) وهي سمكة نادرة".
بقَلب المُحب للكائنات البحرية ألقى نظرة على إصابتها "الزعنفة كانت مبتورة، بس فيه حوالي 10 سم لسه فيه عصب وبيتحرك"، جلس على ركبتيه بجانبها، تُحرك السمكة نفسها بعشوائية مصطدمة بالرمال "لقتها متنرفزة عشان مش عارفة تعوم".
ربت الرجل على رأسها مرة تلو الأخرى "لحد ما اتجاوبت معايا وهديت" لكنه لم يفضل تركها على الشاطيء لوقت طويل، أعادها بمساعدة الأهالي إلى البحر، لكنهم لم يتركوها"فضلنا ماسكينها عشان متقعش على جنبها".
حضر "أحمد صادق" مسؤول البيئة بمحمية بأبوجالوم، انهمك معهم في محاولة إنقاذها "قولنا مفيش حل غير إننا نعملها طرف تعويضي وإلا هتموت" الاختيارات كانت قليلة، وكلما مر الوقت ساءت حالة الـ "مولا مولا".
وفق المتاح لهم، انهمكوا جميعًا في إعداد طرف صناعي من البلاستيك "عشان هيعيش مدة طويلة والميه المالحة مش هتأكله"، قبل أن يقوموا بتثبيت "الزعنفة البلاستيكية".
على مركبه الصغير، وضع "صادق" السمكة، توغل قليلًا داخل البحر، تركها في منطقة مناسبة لها "لأنها بتعوم في الأعماق" وفي الوقت ذاته تظل قريبة منهم "عشان نقدر نتابعها لحد ما نشوف بدايل تانية".
لم تتوقف جهود الجميع عند تلك الخطوة، بعد قليل قامت إدارة محمية أبوجالوم بالتواصل مع عدد من الخبراء والمنظمات الدولية التي لها خبرة سابقة في حوادث مشابهة-وفق تصريحات الدكتور خالد فهمي، وزير البيئة، لمصراوي.
"مهمتنا هي معالجة السمكة والحفاظ عليها"، يقولها الوزير، موضحًا أن الأجواء ليلة أمس كانت سيئة، مما دفعهم إلى إعادتها في منطقة قريبة من الشاطيء بواسطة الغواصين"داخل نوع معين من الأقفاص ووفرلناها الغذاء الكافي"، مع استدعاء متخصيين من معد علوم البحار وهيئة الثروة السمكية.
فُرص إنقاذ السمكة التي يُرجح أن "قَرش" سببًا في إصابتها قد تكون ضعيفة-على حد قول الوزير- غير أنهم يولوا اهتمامهم لمعرفة كافة البدايل التي يُمكن طرحها كبديل عن الزُعنفة المُبتورة "فيه اقتراحات بتثبيت زعنفة بلاستيكية أو استزراع زعنفة جديدة".
لحظة بلحظة، يُتابع الأهالي والمسؤولين بالمحمية و"صادق" حالة السمكة التي تزن نحو 300 كيلو جرام، ينتظرون وصول المختصين لوضع حلول سريعة لإنقاذها، قلقون من فقدانها
"الواحد روحه في السَمك، دي دنيتنا وأكل عيشنا" يذكرها صاحب مركز الغوص.
فيديو قد يعجبك: