لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

قصة "حذاء زفاف" قَلب "فيسبوك".. العريس يروي لمصراوي التفاصيل

04:07 م الخميس 04 مايو 2017

كتب- محمد مهدي:
الدهشة وصف غير دقيق لما شَعر به "كريم الطيب" -اسم مستعار- عندما تحول في ساعات قليلة لحديث مواقع التواصل الاجتماعي، بَعد نَشره "بوست" على جروب مُغلق للشباب فقط، يطلب استعارة حذاء قبل أيام من ليلة زفافه لعدم تمكنه من شرائه.

في حديثه لمصراوي يروي "الطيب" تفاصيل قصته من لحظة كتابة طلبه ورد فعل الناس وآثر هذا الحدث على حياته.

بعد يوم شاق من العمل في إحدى الشركات الخاصة، عاد "الطيب" الثلاثاء الماضي إلى منزله، لم يرغب في النوم، ليلة زفافه بعد أيام قليلة، ومايزال لديه الكثير من الطلبات لابد من توفيرها سريعًا "مسكت ورقة وقلم وآلة حاسبة وفضلت أحسب الحاجات اللي فضلالي".

بينما يُحرز "كريستيانو رونالدو" هدفًا تلو الأخر في مرمى "اتليتكو مدريد" في مقهى أسفل منزله، كان الشاب يستقبل تسديدات قاتلة لميزانيته الصغيرة "زي أي شاب كنت خلصت فلوسي على الشقة وتفاصيل الفرح"، لم يبقَ معه سوى مبلغ ضئيل، فيما يحتاج لملابس واحتياجات تُكلف نحو 6 آلاف جنيه لابد من توفيرها في أيام.

فَكر في الأشياء التي يُمكنه الاستغناء عنها أو استعارتها تقليلًا للنفقات "قولت ممكن الجزمة أخدها من صحابي"، اتصل على الفور باثنين من أصدقائه غير أنه المقاسات وقفت حائلا بينه وأحذيتهم "قولت افتح الجروب الخاص بالشباب لأنه سري، وممكن حد يقدر يساعد".

الحذاء الذي يحتاجه لن يُكلفه الكثير، فقد يراه البعض مبلغا بسيطا لكن بحسابات المُقبل على الزواج يختلف الأمر "معايا فلوس بس فيه حاجات أهم وأولى"، كتب الشاب على الجروب المُغلق، عن حاجته للحذاء من أجل ليلة زفافه على أن يُعيدها لصحابها مرة أخرى.

فعلها "الطيب" بتلقائية دون حسابات "قولت فيه اتنين تلاتة هيحاولوا يساعدوا، وزيهم هيألشوا عليه"، ثم ترك الهاتف مُستكملًا "حِسبته" لعشرة دقايق، قبل أن يُلقي نظره على "فيسبوك"، ليتسمر مكانه للحظات "لقيت الموضوع خد حجم كبير، ناس بتكلمني من كل حتة، مبقتش عارف دا حلم ولا علم".

مئات التعليقات على طَلبه، تفيض بالمحبة والخير، مسه اهتمام الناس، وهو ما يحتاجه المرء من الدنيا "بقيت بعيط من فرحتي"، يُحدثه أعضاء الجروب من دول عربية وكافة محافظات مصر "بيبعتولي صور جِزم، واللي يعرض عليا بدلته، وناس تقولي هنبعتلك برفانات وحاجات كتير" كان الأمر أكثر من استيعابه.

لم ينم العريس ليلته، ظل حتى الفَجر يرد على المتحمسين لمساندته، الفَرحة تملأ قَلبه من تفاعل الآخريين معه وسعادتهم بكشَف طَلبه لكثرة المتعاونين في الخير "ناس قالتلي إنت رجعت روح 25 يناير" تلك جملة لن ينساها.

أخيرًا استقر الشاب على الحذاء المناسب له، بعد أن تواصل معه أحد المتحمسين للمساندة، يعمل ضابطًا "بعتلي صورة ولقتها أكتر حاجة عجبتني وعلى مقاسي" اتفقا على مقابلة في صباح اليوم التالي "شوفنا بعض 5 دقايق كأننا صحاب من عشرين سنة".

خلال ساعات العمل لم ينتبه "الطيب" لما يدور على الجروب المُغلق عن قصته قبل أن يُلقي نَظرة "لقيت الملحمة شغالة"، هناك من يطلب رقمه أو عنوانه لإرسال نقود كـ "نقطة فرحه"، وآخرين يعرضون عليه ملابس زفاف من أكبر المحلات "وأكتر ناس أثرت فيا حوالي 300 واحد لمعوا جزمهم البسيطة ونضفوها وبعتولي صورها".

بامتنان رفض "الطيب" محاولاتهم الطَيبة، أبلغهم بحاجته لحذاء فقط ونجاحه في الحصول عليه، فيما توالت عليه مزيدًا من العروض بتصوير فرحه مجانًا "وناس كتير قالوا هيزفوني بعربيتهم واللي يقولي عندي ببيون جميلة أو قميص من ألمانيا أو حزام جميل"، ليرد عليهم جميعًا بالشكر.

أخبر العريس عدد قليل من أصدقائه بالأمر خاصة بعد قيام أحد الأشخاص بنقل "البوست" إلى صفحات أخرى مع حذف اسمه للسرية "مبلغتش حد من أهلي ولا عروستي معرفش رد فعلهم إيه"، قد لا يفهمون ما جرى بشكل صحيح، أو يشعرون بالحَرج "والموضوع كان في بالي إنه جروب مغلق وشباب مع بعض معرفش إنه هينتشر".

بعد انتشار حكايته دون معرفة شخصه على "فيس بوك"، تابع "الطيب" المئات من الردود "الحمدلله كله كلام كويس، فيه بنات اتريقت وقالت يعني هو مش عارف يجيب لنفسه"، شعر بالضيق خاصة لعدم قدرته على الرد "بس فيه ناس كانت بترد وتقولها إن دي ظروف بتحصل للكل".

يمدح العريس المجهول للجميع في زوجته المستقبلية وأسرتها "وقفوا جنبي كتير، وقللوا في طلبات عشان الأمور تمشي"، تعرف عليها منذ نحو عام، دق قلبه، تقدم سريعًا لزواجها، كان مستعدًا للخطوة "كنت جزء كبير من شقتي وأقدر أتجوز وأنا مستريح"، لكن الغلاء ضَرب توقعاته في مقتل "كل حاجة بقيت الضِعف، عشان كدا الدنيا خستعت معايا".

لن يكتم "الطيب" سِره بما جرى الأيام الماضية كثيرًا، ينوي إخبار زوجته بعد فترة "رد الفعل ساعتها هيكون أهدى"، لا يُحب أن يخفي عن محبوبته شيئًا، لكن الوقت الآن غير مناسبًا.

يعتبر العريس أن ما حدث معه "أكبر حدث في حياتي"، رأى الخير مايزال حاضرًا، وكيف صارت قصته بداية لمساعدة آخريين "دخلت الجروب النهاردة لقيت كمية تبرعات لملابس وحاجات عرسان للناس اللي محتاجة" يذكرها بسعادة فيما يستكمل استعداداته لاستقبال حياة جديدة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان