لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

رفقاً بنا ... يا شعب مصر العظيم

لواء دكتور محسن الفحام

رفقاً بنا ... يا شعب مصر العظيم

01:36 م السبت 31 يناير 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - لواء دكتور- محسن الفحام:

''رفقاً بنا يا شعب مصر العظيم ..فنحن نحارب خفافيش الظلام، نحارب أقوى أجهزة المخابرات في العالم، إنها يا سادة حرب وجود و ليست مواجهة إرهاب...نعم هناك تقصير و نقص في الخبرات لمواجهة تلك النوعية من الحروب الشاملة إعلامياً و اقتصادياً و سياسياً و إجرامياً و لكننا نحاول ونجتهد. ولا نتوانى عن التضحية بأروحنا ودمائنا من أجل الوطن، نستمد قوتنا وعزيمتنا من دعائكم لا تبخلوا عن الدعم والدعاء لأبنائكم''.

كانت هذه كلمات أحد القيادات الأمنية الشابة الواعدة والذي اعلم جيداً مدى مصداقيته وعزيمته المخلصة لتنفيذ ما قاله ومعه جميع أبناء الشرطة المخلصين، الذين وهبوا انفسهم دفاعاً عن وطنهم ..وقد سمعت منه هذا الكلام قبيل تلك الليلة الظلماء التي استشهد فيها العديد من رجال القوات المسلحة والشرطة والمدنيين في مذبحة العريش الأخيرة، في أخر عمليات الجماعات الإرهابية الخسيسة والتي استهدفت الكتيبة 101 التابعة للقوات المسلحة ومديرية أمن شمال سيناء و بعض الأكمنة الامنية المنتشرة في العريش.

بدأت استرجع ما حدث الاسبوع الماضي منذ الخامس والعشرون من يناير حتى اليوم، لأجد تزايداً في العمليات المسعورة التي يقوم بها قتلة مأجورين لزعزعة استقرار البلاد و ترهيب العباد، وأجد ايضاً تلك الوجوه الكئيبة التي حازت علي كراهيتنا لهم بامتياز على الفضائيات المختلفة وهم يتباكون على الشهيدة شيماء الصباغ، ويتجاهلون الشهيد النقيب أيمن الدسوقي الذي بثت جماعة أنصار بيت المقدس تصويراً لعملية اختطافه واغتياله، في مشهد ابكانا جميعاً إلا أصحاب تلك القلوب المتحجرة تجاه كل من هو يدافع عن الوطن الذي ينعمون بالعيش فيه .

ثم جاءت تلك العملية الارهابية الأخيرة التي وقعت في العريش ليتجاهل هؤلاء و معهم بالطبع بعض اعضاء ما يسمى بجماعات حقوق الإنسان، الذين يعملون معهم طبقاً لأجندات معينة نعرفها جميعا، حيث لم يصدر عنهم أي اشارة أو بيان أو حتى نعي لأرواح هؤلاء الشهداء، وبالطبع لابد أن يكون للخبراء الأمنيين دوراً في الإسقاط على الاداء الامني و اتهامه بالتقصير وبضرورة استبعاد وزير الداخلية لعل أحدهم يتولى منصبه بدلاً منه دون أن يشعروا انهم يزرعون بذلك الإحباط و التوتر لدى ابناءهم من رجال الشرطة في مواقعهم المختلفة .

تواصلت مع بعض الزملاء من القيادات الأمنية الحالية حيث تأكدت منهم أن معظم المواجهات الامنية التي تمت ضد العناصر الارهابية مؤخرا قد حققت نجاحات ملموسة في إطار السعي لتحقيق السيطرة الأمنية على مناطق و احياء لم تكن محل متابعة منذ فترات طويلة مثل حي المطرية الذي حاول المأجورين أن يجعلوا منه رابعة جديدة وحي حلوان الذي ظهر فيه العديد من العناصر الارهابية الموالية لجماعة الاخوان الارهابية، ناهيك عما يحدث في بعض المحافظات والتي كانت نتائج المواجهات لصالح الأجهزة الأمنية، لقد أصبح الفشل هو عنوان كافة محاولات تلك العناصر في مشاهد متكررة من أعمال جبانة وخسيسة، بدأت منذ عهد زعيمهم حسن البنا ومازالت حتى اليوم تمارس بنفس الأسلوب والنهج.

ولكن..وهنا يجب ان تكون لنا وقفة صريحة لابد منها، وهي ضرورة الاعتراف أن هناك بعض أوجه القصور سواء في المواجهة، أو في مجال جمع المعلومات أو رصد العناصر الإرهابية التي أصبحت خليطاً من المتأسلمين والجنائيين وأطفال الشوارع والمأجورين، لقد اتسع نطاق المواجهة فلم يعد قاصراً على العناصر الارهابية المتطرفة فقط بل اصبحت تشمل تلك الفئات التي أشرنا إليها ومن هنا تأتي صعوبة المواجهة، بالإضافة إلي تخوف العديد من الضباط خاصة الشباب منهم من تعرضهم لما تعرض له زملائهم من قبل في اعقاب ثورة يناير 2011 من محاكمات ومطاردات واستبعاد، بالإضافة إلي تلك العناصر التي تمكنت من دخول البلاد من المنافذ المختلفة ابان عهد جماعة الاخوان الارهابية واستقرارها في جبال ووديان محافظة شمال سيناء لتنطلق منه عملياتهم الارهابية الموجهة ضد الشرفاء من رجال الشرطة و القوات المسلحة.

لن أدعى أن لدى حلولاً لهذا القصور أو التقصير لأنني على قناعة أن القيادات الموجودة حالياً لديها الرؤية الأكثر وضوحاً مني، ومن هؤلاء الخبراء والاعلاميين، فالمعطيات والحقائق عندهم وبالتالي فإعادة النظر في الخطط الامنية و التدريبية و التسليحية، بل وتهيئة رجال الشرطة نفسياً لمواجهة تلك الاعباء الثقيلة عليهم و العمليات الارهابية التي يتعرضون لها يومياً قد تكون أكثر موضوعية و قرباً من الواقع بدلاً من الكلام النظري الذي يتحدث به الجميع دون أن يكون لديهم أي رؤية حقيقة لما يحدث على أرض الواقع، مع ضرورة تطبيق القانون بصرامة ودقة لمواجهة التظاهرات الارهابية و التخريبية.

أعود اخيراً لهذا الرجل الذي هزتني كلماته...كما قهرني ما حدث في العريش وابكانا جميعاً حزناً وكمداً على هؤلاء الرجال الذين يضحون بأنفسهم لاستقرار وطنهم، اقول له لا تحزن أيها القائد القادم..فها هو الشعب المصري جميعه معكم ..إلا قليل نعرفهم و نلفظهم ..والله من قبلنا معكم.. نعلم أنكم في معركة وجود و نعلم ايضاً عن يقين ان النصر قادمً لا محالة....حتى لو تأخر قليلاً.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

إعلان

إعلان

إعلان