لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حرب الشائعات .... وحرب النسور )الجزء الثاني)

لواء دكتور محسن الفحام

حرب الشائعات .... وحرب النسور )الجزء الثاني)

11:38 ص السبت 21 فبراير 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

 

بقلم – لواء دكتور محسن الفحام:

بطبيعة الحال فإنه لا يمكنني أن أغرد خارج السرب، والوطن يمر بمرحلة جديدة من مراحل التعامل مع التطرف والإرهاب وهو الإرهاب الوارد إلينا أو الذي نتعرض له من الخارج والذي بدأت قواتنا المسلحة في التعامل معه وهو الأكثر صعوبة لأنه يصطدم بمعوقات كثيرة منها أنه يتعامل مع هؤلاء الإرهابيين المتمركزين في دول أخرى مثل ليبيا و قطاع غزة ومنها أيضاً أن أماكن إختبائهم في هذه الدول تستلزم تعاون الأجهزة الأمنية العاملة بها معنا.. ومع ذلك فإن ما قام به نسورنا الجويين من ضربات ناجحة لتنظيم داعش المتمركز في منطقة درنة بلبيا كان له الاثر الإيجابي في تهدئة الرأي العام نتيجة ما تعرض له شهدائنا الأبرياء من عناصر هذا التنظيم بالاضافة إلى كسر شوكتهم وإرسال رسالة لهم بأن مصر لديها من القدرات والإمكانيات ما يؤهلها للتعامل مع هؤلاء الأوباش في عقر دارهم.. وقد تكون شهادتي مجروحة في بعض هؤلاء الأبطال من نسور الجو لارتباطي بالبعض منهم بحكم عملي السابق ويكفي ان اسمع منهم ''اننا مهما فعلنا لن نوفي لهذا البلد حقه علينا.. فنحن نضع دائماً أرواحنا فداءً لهذا الشعب العظيم الذي وضع ثقته فينا.. وهذا الوطن الذي نشأنا وتربينا على حبه والوفاء له و التضحية من أجله''.

و اعود سريعاً للجزء الثاني من حرب الشائعات حيث نتكلم عن طرق مكافحتها والتعامل معها.. وهنا لابد من الإشارة أن الشائعة لا تستهدف جهة معينة أو شخص ما.. بل أنها تمثل خطراً على المجتمع ككل وبالتالي فإن مسؤولية التصدي لها هي مسئولية جماعية يجب أن تتم بخطى علمية مدروسة تتكاتف فيها كل مؤسسات الدولة المعنية بذلك باستخدام الوسائل المناسبة لتحصين المجتمع من خطورة هذة النوعية من الحروب القذرة التي تهدف إلى هدم الوطن وتدميره نفسياً واجتماعياً واحياناً اقتصادياً وسياسياً وأمنياً .

وتعتبر وسائل الإعلام من أهم وسائل مواجهة الشائعات وتقع عليها مسؤولية التصدي لها في المقام الأول من خلال عدة أساليب أهمها :-

1- عيادة الشائعات: وهي طريقة تعتمد على تخصيص عمود يومي في أحد الصحف اليومية التي تتمتع بمصداقية لدى المواطن تتناول الشائعات السارية في المجتمع و تقوم بتحليلها وتفنيدها أولاً بأول.

2 - التكذيب: وهو يعتبر من أكثر الطرق شيوعاً في مكافحة الشائعات بشرط ان تستند على الشفافية في اظهار الحقائق وأن تقوم بها شخصية لها مكانتها الاجتماعية او السياسة أو الأمنية أو العسكرية من خلال وسائل إعلام مسموعة أو مقرؤة أو مرئية.

3- اطلاق شائعة مضادة: وهي تعتمد على التواصل مع المراسلين المعنيين بموضوع الشائعة و تفنيدها و إرسال شائعة عكسية لها .

وبطبيعة الحال فنحن نؤيد اسلوب تكذيب الشائعات على ان يتم ذلك فور شيوعها و قبل تغلغلها من الاوساط المختلفة بالمجتمع.

من ناحية أخرى فهناك دور هام لأجهزة الأمن المعنية بتأمين المجتمع من الداخل يتمثل في التحرك الميداني لمواقع الأحداث محل الشائعات للتثبت من صحتها من عدمه واحتوائها و عدم عرض الموضوعات التي تغذيها ولا مانع من الاستعانة بأشخاص لهم اعتبار واحترام لدي الشارع سواء من المسئولين الرسميين في الدولة أو الفنانين أو رجال الدين لما لهم من مصداقية وقبول عند المواطن العادي .

كذلك الحال بالنسبة لرجال الدولة الذين تمس الشائعات المواقع التي يعملون بها فإنه لابد من ظهورهم لدى الرأي العام والتعامل بوضوح وشفافية ومصارحة حول تلك الشائعة إما بتكذيبها أو بتناول ما جاء فيها و مناقشته وإذا لزم الأمر تعديل بعض الأمور التي أطلقت من أجلها الشائعة مثل زيادة أسعار الكهرباء بنسبة كبيرة فانه لا مانع من تعديل تلك النسبة بما يتلاءم مع دخل الفرد الشهري.. المهم في ذلك ألا نتجاهل الشائعة أو نتجنب الحديث عنها مما يتيح لها الانتشار والتغلل في أوساط المواقع التي يعملون بها .

ويأتي في النهاية التصدي القانوني لمروجي الشائعات حيث جاءت المادة رقم 80 مكرر فقرة جــ و المادة رقم 102 مكرر من قانون العقوبات والتي تجرم الشائعات التي تؤثر على أمن البلاد أو التي تلحق أضراراً بالمصالح العامة بها سواء كان مصدر تلك الشائعات من الخارج أو من الداخل حيث تتراوح العقوبات من بين الحبس إلى السجن حسب مدى تأثيرها وتوقيتها.. وأخطرها بالطبع ما يصدر منها في زمن الحروب.. واعتقد أننا حالياً في حالة حرب معلنة ضد الإرهاب سواء داخلياً أم خارجياً وهو الأمر الذي يستلزم تفعيل تلك العقوبات ووضعها حيز التنفيذ لمن يريدون لهذا الوطن الهلاك والدمار والترويع .

إن وجود مراكز نوعية خاصة في فترات المحن والاضطرابات لدراسة الشائعات التي تنطلق في هذة الظروف وطرح أفضل السبل لمواجهتها والتعامل معها أصبح أمراً ضرورياً خاصة على ضوء الظروف التي تمر بها البلاد.

و كلمة أخيرة اقولها لبني وطني.. أرجوكم لا تهتموا باكاذيب السفهاء و الحاقدين وتأكدوا أن الله يقف بالمرصاد لهم.. ويكفينا فخراً ان لدينا رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه من رجال الشرطة والقوات المسلحة.. يتسابقون لنيل الشهادة في سبيل بقاء هذا الوطن و سلامته وأمنه.. وتأكدوا دائماً أن الله معنا.

الآراء الواردة في هذا المقال تعبر عن كاتبه ولا تعبر بالضرورة عن موقع مصراوي.

 

اقرأ أيضا:

الشائعات وما أدراك ماهي ..نار حامية

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

 

إعلان

إعلان

إعلان