محمد ريحان: أحمد زكي عبقري حلم بعبور بوابة التاريخ (حوار –ج2)
حوار- منى الموجي وهدى الشيمي:
تصوير- علياء عزت:
يستمر الفنان محمد ريحان في سرد حكايات ومواقف عرفها وعاشها مع "النمر الأسود" أحمد زكي، مؤكداً على عبقريته كفنان جمع بين صدق الآداء وحب الجمهور، بالدرجة التي جعلته ينتصر على كل العواقب الاجتماعية والمادية التي مر بها.
وفي الجزء الثاني من حواره مع "مصراوي"، يتحدث ريحان عن كواليس فيلم "أيام السادات"، ومسرحية "مدرسة المشاغبين"، ويبرهن على كرم أحمد زكي، ولماذا حلم بتجسيد سير ذاتية لفنانين ورؤساء حكموا مصر؟..
أيام السادات
التقى ريحان مع أحمد في فيلم "أيام السادات"، بعد فترة غياب طويلة لم ير كل منهما الآخر، وعندما اجتمعا للمرة الأولى في كواليس الفيلم، عبر أحمد عن سعادته برؤية أستاذه، وقدمه للفنانة ميرفت أمين شريكته في البطولة حيث كانت تجسد دور السيدة جيهان السادات، قائلا "أقدم لكِ اخر الرجال المحترمين في الفن".
مشهد لأحمد زكي في فيلم "أيام السادات"..
وأشار ريحان إلى تواضع أحمد، فلم يُصاب بمرض النجومية، ولم يكن يخجل من الاعتراف بخطئه وإعادة تصوير مشاهده إذا أخطأ، فأثناء تصوير مشهد يخطب فيه باللغة العربية، في فيلم السادات، نطق كلمة بطريقة غير صحيحة، فلفت ريحان انتباهه، فعبر أحمد عن امتنانه له، وطلب منه أن يركز معه في الخطبة حتى يطمئن أنه سيقولها كما يجب أن تُقال.
التقييم
وعندما يلتقي أحمد بشخص يثق فيه ويحبه، يسأله دائما عن تقييمه لادائه، وهذا ما حدث مع ريحان أثناء العمل على فيلم "أيام السادات"، فعندما انتهى أحمد من الخطبة سأله "ها إيه رأيك يا ريحان، اعيد تاني ولا تمام؟"، فكان حريص جدا على سماع آراء الجميع، ومعرفة تقييمهم له، رغم ما وصل إليه من نجومية.
كرمه
وكشف ريحان في حواره مع "مصراوي" عن جانب أخر في حياة النجم الأسمر، فرغم حياته القاسية ومعاناته المادية، توقع كثيرون أن يكون حريصا في الماديات، لكن على العكس كان أحمد كريماً وسخي لأبعد الحدود، وقف إلى جوار كثيرون من داخل وخارج الوسط الفني، متابعا "كان بار بأهله جداً في الزقازيق، ويهتم كل شهر بإرسال مدير أعماله محمد وطني لبيوت الفقراء ليمنحهم راتبهم الشهري".
يضيف ريحان "كرم أحمد كان لدرجة أن الفنان سامي العدل -كان دفعته في المعهد- وصفه بالسفه، بعدما حاسب على عزومة أكل بـ11 ألف جنيه".
مدرسة المشاغبين
سألنا ريحان عن علاقة أحمد بـ"الزعيم" عادل إمام، خاصة وأن إلى اليوم يطول هذه العلاقة بعض الأخبار التي يراها البعض غير صحيحة في حين يؤكدها البعض الآخر، والتي تشير إلى وجود خلافات سببها أن الغيرة نشأت بين النجمين، فكان رد ريحان "عندما عُرضت مدرسة المشاغبين في المرة الأولى كانت في الاسكندرية، وكان يلعب دور الناظر الفنان عبد المنعم مدبولي، وحرص أحمد على الالتزام بالنص، ولم يقل نكتة واحدة، وكان يشعر أن عادل يتعمد مضايقته لأنه رغب أن يرتجل مثلهم ويهرج على المسرح، والعديد من الأمور التي كانت تحدث في الكواليس ومن بينها ذهاب دور أو أكثر كان سيقوم بهم أحمد زكي لعادل إمام، ومع ذلك لم يحقد عليه أبدا، فقد كان قنوع وراضي".
رشدي أباظة
بالطبع كان لأحمد زكي العديد من الصداقات والعلاقات داخل الوسط الفني، يحكي ريحان عن واحدة منها، قائلا "وجد أحمد زكي في رشدي أباظة فنان متميز، فأحبه كثيرا، خاصة وأنه علم عنه امتلاكه شخصية رائعة جدا على المستويين الإنساني والفني، ولم يكن هناك أي شخص يتحدث عنه بطريقة سيئة، سواء المقربين منه أو الأشخاص الذين التقوا به في مواقف عابرة".
بوابة التاريخ
لم يُقبل على أي دور إلا إذا كان ثري ومقتنع به، "لازم كل حاجة في العمل تكون حقيقية جدا"، ويقول ريحان "في فيلم أيام السادات، جاب الطيارة الحقيقية إللى سافر بيها السادات"، وحرص على أن تكون الدبابات الموجودة أمام منزله حقيقية، وهناك مشاهد صورها بالفعل في غرفة نوم أنور وجيهان السادات الحقيقية، لذلك استمر العمل على الفيلم أربع سنوات، وعلى الرغم من التكلفة الباهظة جدا، لم يبال، وشعر أنه لا يقوم بتمثيل دور أحبه واقتنع به فقط، ولكنه يلعب دورا هاما في نقل تاريخ مصر.
ويؤكد ريحان أن حلم أحمد بتجسيد شخصيات من التاريخ، كان هدفا يعبر من خلاله لبوابة التاريخ فقدم السادات وجمال عبدالناصر، كما تمنى تقديم أحمد عرابي، وفيلم "الضربة الجوية" ليجسد من خلاله شخصية الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.
وفي ختام حديثه مع "مصراوي" شدد ريحان على أن فتى الشاشة الأسمر بذل مجهودا مضنيا حتى يأخذ من روح الشخصية، لذلك خدم الشرائح التي قدمها في أعماله السينمائية، مثل البواب في "البيه البواب"، وبائع السمك في "شادر السمك"، والطبال في "الراقصة والطبال"، ويجد ريحان أن رفيقه كان عبقري، وبالنظر لأدواره المختلفة في أفلام كثيرة سيتأكد الجميع من ذلك.
فيديو قد يعجبك: