لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

3 موجات "وقفت" في طريق الإمبراطور أحمد زكي

04:28 م السبت 28 مارس 2015

أحمد زكي

كتب - إشراق أحمد:

في السبعينات وتحديدًا 1975، اتفقت مجموعة العمل بقيادة ممدوح الليثي والمخرج علي بدرخان على صناعة فيلم، يحاكي قصة الأديب العالمي نجيب محفوظ، التي كتبها اعتراضا منه على سياسة القمع المتبع فترة الستينيات، وقت حكم الرئيس الراحل جمل عبد الناصر؛ فكان "الكرنك"، الفيلم الذي ظل وقعه سيء بحياة "أحمد زكي"، بل يصنف كالأكثر المواقف تأثيرًا عليه، طوال مسيرته الفنية التي لمع نجمه فيها سريعا.

اختير أبطال الفيلم، ومن بينهم اسم الشاب "أحمد زكي" ليجسد شخصية "اسماعيل الشيخ" ، لم يتردد الفنان الأسمر في القبول، فطالما كان التمثيل أمام السندريلا حلم، غير أن الفرحة لم تكتمل، بعد استبعاده من المشاركة بالفيلم.

صدمة، غضب، حزن، مشاعر كلها سيء، هزت كيان فتى الشاشة الأسمر بمجرد أن أخبره "ممدوح الليثي" بالأمر، كان السؤال عن سبب الاستبعاد شيء منطقي، لكن السبب حطم "زكي" نفسيًا "مش معقول السندريلا سعاد حسني يحبها ويبوسها واحد أسود.. ده أخره يبقى جرسون"، تلك الكلمات التي اندفع بها الموزع اللبناني "حسين صباح" لفريق صناعة الفيلم، الذي لم يستطع إلا أن يرضخ لجهة الأكثر تحكما "الانتاج المصري كان له 20% و80% من الخارج ممثلة في الموزعين اللبنانيين" حسب قول الكاتب الفني سمير فريد.

سنوات طوال جمعت بين "زكي" و"فريد"، تبادلا بها الكثير من الحديث، كان ذلك الموقف الأكثر تأثيرًا على الفنان الكبير راحل "كنت هموت نفسي.. همثل إزاي بعد كده" قالها الصديق لـلناقد الفني، حاول "زكي" الانتحار كما أخبر "فريد"، لكنه لا يعلم كيفية حدوث ذلك، أحقيقٌ الأمر أم كان مجرد تعبير الفنان عن هول الموقف "العنصري" حسب وصف الناقد، لكن الأكيد أنه اهتز له بشدة.

"رب ضارة نافعة" هكذا كان تعامل "أحمد زكي" مع الموجة العاتية التي اصطدم بها في مقتبل مسيرته الفنية، فحمل على عاتقة اثبات ذاته، والعمل أكثر، أخذ يطور نفسه، "يُجود" على أسلوبه، أعانه على ذلك تلك الشخصية، التي شكلته مع إدراك عشقه للفن، ويصفها الناقد الفني "كان بيمثل بالحواس الستة.. زي سلك كهربا عريان"، لذلك نجح سريعًا، لم تكن معاركه كثيرة في حياته، بل المعاناة الأكبر كانت مع الأدوار التي يؤديها.

ما كان يخرج صاحب فيلم "البريء" بسهولة من الشخصية التي يجسدها، يتذكر "فريد" تقمصه لشخصية "أنور السادات" التي كانت الأكثر والأطول التصاقا به حسب قوله، إذ أخذ قرابة 6 سنوات يعمل عليها، وكذلك هناك مواقف لم يستطع "زكي" تنحيتها جانبا عن كيانه وإحساسه طيلة حياته، فبعد وفاة زوجته الفنانة هالة فؤاد، قاطع "النمر الأسود" المنزل الذي جمعه مع شريكة حياته، منذ التسعينيات، حتى أنه ظل غير قادر على سكن المنازل "حوالي 3 أسابيع قعدت معاه هو ومدير أعماله محمد وطني عشان ندور له على شقة لكن مفيش فايدة مكنش بيرتاح" قالها "فريد" مشيرًا إلى إحساس "زكي" بعدم الرغبة كذلك في تحمل مسؤولية "الشقة"، ففي الفندق الذي قطنه وجد كل سبل الراحة، التي لا يركز بها سوى في تنفيذ أدوار جديدة.

طبيعة "الإمبراطور" المخالفة للنجومية بمعناها الشائع "كان بيقعد على القهاوي"، والقابلة فقط للنجاح، الرغبة في اكتساب حب الناس، واتقان ما يفعل، جعلت أي موقف يعبر عن غير ذلك، ويدخل الشك إلى نفسه ولو ظاهريًا، يكون مصدر ضيق وتأثير عليه؛ في الثمانينات كان نجم الفنان عادل إمام، ونادية الجندي، يتصدران قائمة شاشات السينما، والأجر يزيد بالمقابل، بهذه الفترة تأثر "زكي" بعض الوقت "كان بيزعجه شوية أن الجمهور يقبل على نجم بعينه.. كان نفسه يبقى محبوب ومصدر فرحة للناس" على حد قول "فريد"، الذي كان يخبره "متعملش مقارنات زي ما عادل إمام لون ميتكررش أنت كمان كده".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان