لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

محمود مرسي.. طردته فرنسا واستقال من الإذاعة البريطانية بسبب عبدالناصر

12:35 م الأحد 26 أبريل 2015

كتبت- منى الموجي:
فارس من فرسان الزمن النبيل، فتي أحلام ذو مواصفات خاصة، وسامة وخلقا وفنا، فنان من طراز رفيع يُضفي جدية على أدواره تخدعك للوهلة الأولى فتظن معها أنه قاسي كما معظم أدواره، خاصة عندما تستدعي شخوص كثيرة جسدها، فهو كافر عنيف في معاملة عبيده في "فجر الإسلام"، وضابط بلا قلب في "ثمن الحرية"، ودكتور جامعي رجعي في "الباب المفتوح"، وحاكم مستبد قاتل في "شيء من الخوف"، وكلها أدوار نجح من خلالها محمود مرسي في تشكيل نموذج جديد للشر في السينما المصرية.
محمود مرسي، هو أحد أولئك الذين لا نعرف لعدم جماهيريتهم تفسير، فرغم أنه فنان يشيد النقاد بأدائه في كل ما قدم من أدوار، ويؤكدون تطور ادائه التمثيلي واختياراته، إلا أنه وكذلك أفلامه لم يحققا الجماهيرية التي تحققت لغيره من نجوم قد لا يمتلكون نفس موهبته، حتى عندما كون ثنائي فني مع الفنانة نادية لطفي ورغم الانسجام بينهما الواضح على شاشة السينما إلا أنه ثنائي لا يذكره الجمهور مقارنة بثنائيات فنية أخرى، لكن كل هذا لن ينفي أن لمرسي مكانة لا ينكرها أحد من الصناع والنقاد مع قلة أدواره السينمائية والتليفزيونية.
فرنسا
 ولد مرسي في شهر يونيو عام 1923، في محافظة الاسكندرية، درس الفلسفة بكلية الآداب في جامعة الإسكندرية، وسافر إلى فرنسا لدراسة الإخراج السينمائي، وعمل في القسم العربي بالإذاعة الفرنسية، وبعد شهور قليلة اضطر لمغادرة فرنسا مطرودا منها بسبب قرار الرئيس جمال عبدالناصر بطرد الخبراء الفرنسيين، من قناة السويس واتخاذ قرار بتأميمها، فاتجه بعدها إلى لندن، ليعمل في إذاعة بي بي سي، وبعد العدوان الثلاثي على مصر قدم استقالته وعاد إلى القاهرة، ليبدأ مرحلة جديدة في حياته.
وبحسب ما كتبه الكاتب أيمن الحكيم عن محمود مرسي في جريدة الشرق الأوسط، فأن مرسي عندما عاد للقاهرة، أصدر عبدالناصر قرار بتعيينه مخرجا ومذيعا في البرنامج الثقافي بالاذاعة المصرية، تقديرا لموقفه الوطني ورفضه البقاء في انجلترا بعد إعلانها الحرب على مصر، كما عمل أستاذا في المعهد العالي للفنون المسرحية.
أنا الهارب
ظل لسنوات طويلة يرفض كل عروض التمثيل التي قُدمت له، حتى استجاب لعرض المخرج نيازي مصطفى، ووافق على تمثيل فيلم "أنا الهارب" مع فريد شوقي، زهرة العلى، صلاح منصور، ويوسف شعبان، عام 1962، ليشيد بأول أدواره النقاد ويتنبأون بمستقبل باهر لممثل عملاق.
تقاضى مرسي عن أول أدواره مبلغ 300 جنيه، ورغم أنه أول وقوف له أمام كاميرا السينما، لا يمكن أن يكتشف المشاهد هذا الأمر، فقد ظهر مرسي ممثل مقتدر متمكن من أدواته قادر على أن "يخطف الكاميرا" حتى ممن سبقوه في هذا المجال.
انهالت الأدوار على مرسي وكانت في أغلبها أدوار تميل إلى الشر، ولكنه ظهر في كل منها بطريقة مختلفة، بعيدة كل البعد عن شكل الشرير الذي اعتاد عليه الجمهور، فظهر في فيلم "المتمردة" مع صباح وأحمد مظهر وسميحة أيوب، بدور ممثل مسرحي وصولي يسعى للزواج من صباح للاستيلاء على أموالها، كما شارك بعده في فيلمين مع الفنانة فاتن حمامة "الباب المفتوح"، و"الليلة الأخيرة"، والذي نال عنه جائزة التمثيل الأولى عام 1964.
 
شيء من الخوف
لم يقدم مرسي على مدار تاريخه الفني الممتد سوى 25 فيلم للسينما، من بينها فيلم "شيء من الخوف"، وحصل عنه أيضا على جائزة أحسن ممثل، وقد أثار هذا الفيلم غضب النظام آنذاك وأخذ بعض رجال السلطة يصورون للرئيس جمال عبدالناصر أن شخصية عتريس التي يقدمها مرسي، ترمز له، وتصوره أمام الجمهور ديكتاتور وحاكم مستبد، فبات الفيلم مُهددا بعدم العرض، حتى منحه ناصر قبلة الحياة ووافق على عرضه بعدما شاهده، مؤكدا أنه والضباط الأحرار ليسوا عصابة حتى يظن الناس أن عتريس ورجاله رمزا لهم.
حد السيف
 ومن أفلامه أيضا "الخائنة"، "السمان والخريف"، "الليالي الطويلة"، وكُلها مع الفنانة نادية لطفي، أما أخر أفلامه فكان دوره في فيلم "حد السيف" وفيه جسد معاناة موظف الحكومة الذي يحارب الفساد، فمهما بلغت درجته الوظيفية، يعاني في ظل ارتفاع تكاليف الحياة، الأمر الذي دفعه للعمل كعازف قانون مع راقصة، والفيلم من إنتاج بطلة العمل نجوى فؤاد.
كما قدم فيلم "فجر الإسلام"، "الشحات"، "طائر الليل الحزين"، "أغنية على الممر"، "زوجتي والكلب"، "فارس بني حمدان"، "أبناء الصمت"، "امواج بلا شاطيء"، ويعد فيلم "ليل وقضبان" واحدا من أهم الأفلام التي قدمها للسينما المصرية مع الفنانة سميرة أحمد والفنان محمود ياسين.
سيناريوهات تافهة
وجاء ابتعاد مرسي عن السينما، بسبب السيناريوهات التافهة التي تُعرض عليه، حسب وصفه، وتساءل في حوار أجراه مع مجلة المصور، عن سر التفاهة التي باتت منتشرة في الأعمال الفنية بمختلف أنواعها سينما ومسرح وتليفزيون.
كما قدم مرسي للدراما التليفزيونية العديد من المسلسلات من بينها "عصفور النار"، "بنات أفكاري"، أجزاء "رحلة أبو العلا البشري"، "لما التعلب فات"، "بين القصرين"، "قصر الشوق"، "العائلة"، ورحل قبل الانتهاء من تصوير أخر أعماله "وهج الصيف" في 2004 عن عمر ناهز 80 عام إثر أزمة قلبية مفاجئة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان