شقيقة رشدي أباظة: نجوميته ظلمت شقيقه.. ورحل كالأقوياء بلا دموع
كتبت- منى الموجي:
قد يدق الحب بابك دون أسباب، وقد تقع في حب إنسان لم تتحدث معه من قبل، وتجعل منه فتى الأحلام المُنتظر، أو الذي تفتش عن شبيهه حولك، هذا ما يحدث مع نجوم ونجمات السينما، فرغم أن الكثير من الجمهور لا يعرفهم عن قرب، قد يهيم ببعضهم عشقاً، ومن بين هؤلاء "دنجوان السينما" رشدي أباظة فهو المتربع الأول على عرش الفتى الوسيم، فارس الأحلام، خفيف الظل.
"مصراوي" التقى منيرة شقيقة الفنان رشدي أباظة، وتحدث معها عن رشدي الشقيق الأكبر، والفنان، وعن علاقاته العاطفية، والزوجة التي كانت الأقرب له من بين خمس زيجات في حياته، فإلى الحوار..
في البداية أعربت منيرة عن سعادتها بتكريم شقيقها بعد كل هذه السنوات التي مرت على رحيله، حيث توفي منذ 40 سنة تقريباً، مؤكدة أن هذا التكريم هو الأول لرشدي سواء في حياته أو بعد وفاته، رغم أنه يستحق التكريم، لذلك شعرت بالفخر عندما علمت بتكريم "لجنة ابناء زمن الفن الجميل" لاسم رشدي.
تابعت منيرة "سُئلت كثيرا عن سر عدم تكريم رشدي من الدولة حتى الآن، ولم أجد ردا على هذا التساؤل، وما كان يعوض أي تكريم بالنسبة لي حب الناس لرشدي حتى اليوم، خاصة الفتيات والشباب، فكلما لمست هذا الحب في استقبالهم لي ورغبتهم في الحديث عنه أشعر بالفخر".
كثيرة هي الذكريات التي تجمعهما، فقد كان رشدي محباً لأسرته بصورة غير عادية، ينسى معهم أنه الفنان أو النجم، تلمع عينا منيرة، "أتذكر حبه لينا وارتباطه بينا وبالعائلة، جلسته إلى جوارنا في الإجازات، كان يقضي كل وقته بعيداً عن التمثيل معنا كأي أخ عادي، أو التعبير الأفضل زي أبونا".
تحكي منيرة عن دخول شقيقها لعالم التمثيل رغما عن الأسرة خاصة والده، الضابط الذي كان يأمل في أن يسلك ابنه نفس الطريق ويصبح ضابطا، لكن خاب ظنه حيث اتجه الشاب الوسيم لعالم الشهرة والأضواء، فوقعت قطيعة بينهما استمرت لسنوات، "كيف لابن العائلة الأباظية أن يصبح مشخصاتي وينشغل بالفن والسهر عن تكوين أسرة وأن يحيا حياة مستقرة"، لم يتغير الوضع إلا بعدما بات التمثيل مطلب عدد كبير من أبناء العائلات الارستقراطية، ولم ينس رشدي يوماً أن والده كان يتمنى أن يراه في زي الضابط فعند تصوير فيلم "كلمة شرف" علم بمرض والده وجاءته فكرة أن يذهب له بهذا الزي عله يؤثر على حياته إيجابياً، لكن سبقه القدر.
لا تتضايق منيرة وأسرتها من وصف رشدي بأنه "زير نساء"، فقد كان شاباً ووسيما ويعمل في مجال تُسلط عليه الأضواء فكان من الطبيعي أن يكون متعدد العلاقات، لكنها تؤكد أن رشدي لم يتزوج سوى خمس مرات كانت من "بربرا" والدة ابنته الوحيدة قسمت، تحية كاريوكا، سامية جمال وهي الزيجة الأطول في حياته "علاقتهما كانت جيدة وأحبا بعض جدا واستقرا معا كثيرا"، صباح، وأخيرا ابنة عمه نبيلة وكان مجرد كتب كتاب فقط.
تتوه منيرة بين أعمال شقيقها، تعلن عن إعجابها بكل الشخصيات التي قدمها، فقد قدم الأدوار الرومانسية، وخفيفة الظل، والرجل الشرير وزعيم العصابة ببراعة فائقة، لإتقانه كل الأنماط، وبعد تفكير تختار من بينها الأقرب لقلبها وهي "الحب الضائع"، "الرجل الثاني"، "الزوجة 13" و"تمر حنة".
بدخول رشدي لعالم الفن كان الطريق بعد ذلك سهلا لشقيقه وعدد من أفراد الأسرة، لكنه أبداً لم يكن نفس المصير، حيث فاقت نجوميته وشهرته أي فرد أخر من عائلة الأباظية، حتى شقيقه فكري أباظة، رغم أنه شارك في العديد من الأعمال وقدم أدوار كثيرة لكن ظلمته شهرة أخيه.
بعد رحلة طويلة قضاها محلقاً في سماء الفن، وقع الطير، وبدأ القلم يكتب السطر الأخير في مشواره، أصيب رشدي بسرطان المخ وتوقع الأطباء رحيله خلال شهور إن لم تكن أيام، وقتها يظهر الصديق الحقيقي فكان الأقرب له من داخل الوسط الفني الفنانة نادية لطفي والمخرج علي بدرخان، هما من حرصا على الاطمئنان عليه بين وقت وأخر.
رغم وهنه وعدم قدرته على الحركة كان يحرص رشدي على ألا يظهر ضعيفاً، كانت منيرة وأشقاءه يعلمون أنها النهاية وأن رشدي يتألم لكنه يرفض أن يبوح بهذا الألم، ليرحل عن عالمنا 27 يوليو 1980 عن عمر ناهز 53 عام، قبل الانتهاء من كافة مشاهده في فيلم "الأقوياء".
رغم وجود النية لدى عائلة "دنجوان السينما" رشدي أباظة، لتقديم عمل فني، في مسلسل يسرد قصة حياته، منذ ميلاده وحتى وفاته مرورًا بدخوله لعالم التمثيل، والصعاب، التي واجهها من أجل تحقيق حلم النجومية، إلا أن الموضوع شهد العديد من التأجيلات.
كتب القصة الفنان فكري أباظة قبل رحيله، وتلقت الأسرة العديد من العروض لإنتاج العمل، لكن وقف أمام التنفيذ، عائقًا واحدًا، هو عدم وجود الفنان، الذي يمكن أن يجسد دور رشدي، "لا نبحث عن الشبه، فكل ما يهمنا أن يكون قادرًا على الوصول لنفس روح رشدي".
فيديو قد يعجبك: