حوار- نجل توفيق الدقن: والدته لم تمت غاضبة عليه..وهذا رأيه في عادل إمام(2-3)
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
حوار- منى الموجي:
يرتبط اسمه دائما بأدوار الشر التي برع في تجسيدها، وتميز رغم أنه لم يكن الوحيد الذي يقدم هذه النوعية من الأدوار، لكنه لم يكن سعيدا بحصره فيها، خاصة في السينما، بينما استطاع تحقيق التنوع الذي يتمناه كل فنان في الإذاعة وعلى خشبة المسرح، هو الفنان الراحل توفيق الدقن.
تمر الذكرى الـ30 على رحيل توفيق الدقن في شهر نوفمبر الجاري، وإحياء لذكراه التقى "مصراوي" بنجله المستشار ماضي، ويستكمل ماضي في الحلقة الثانية الحديث عن قصة حياة والده، ومشواره الفني، إلى الحوار..
اتفق الفنان فريد شوقي مع والدي على منحه أدوار الشر في 3 أفلام هي "بورسعيد"، "سلطان" و"الفتوة"، وحقق في فترة الستينيات والسبعينيات نجومية كبيرة، وهي فترة توهجه، ففي الإذاعة قدم "سمارة"، وفي التليفزيون "بنت الحتة" واشتهر فيه بجملة "آلو يا أمم"، وفي السينما ظهر بإطلالات مميزة، وفي المسرح قدم "السبنسة"، "سكة السلامة"، و"الناس اللي تحت".
في حوارات مسجلة لتوفيق الدقن، كان يشير لتقديمه أدوار لم يكن راضيا عنها، ويوضح ماضي وجهة نظر والده في قبول هذه الأدوار، قائلا "كان يعتز بكل أدواره، لكن كان يرى أن بعضها لا يضيف إليه، لأنه سبق وقدم نفس الشخصية في أعمال أخرى، لكنه كان يقبل للتواجد، وهو ما نصحه به الفنان أنور وجدي، عندما عرض عليه ذات مرة دور رفضه والدي، فنصحه أنور بعدم رفض أي دورمعللا ذلك بأن الشعب المصري ينسى من يغيب عنه، وأن نجاح أي فنان أخر في الدور الذي سيرفضه سيجعله يندم، لذلك كان دائما ما يردد ليس هناك دور كبير ودور صغير، لكن هناك فنان كبير وفنان صغير".
إيمان الدقن بهذه الجملة، جعله يجتهد في كل دور صغير يُعرض عليه، ويكسب التحدي في كل مرة، حتى في الأفلام التي لم يكن بطل رئيسي فيها، فيجعل الجمهور الذي يشاهد الفيلم يشيد بآداءه لهذا الدور ويتذكره، مثلما فعل في فيلم "الناصر صلاح الدين" وفيلم "الشيماء" الذي جسد فيه دور شخص عمره 160 عام، وظهر بمشهد واحد فقط، لكنه ترك بصمة كبيرة، وأتقنه للدرجة التي جعلتك تظن أنه بالفعل رجل كهل.
يضيف ماضي "رغم إيمانه بأن الشر خطير مثل الثعبان، لونه جميل لكن تحط إيدك على دماغه يلدغك، كان يشعر أنه ظُلم في السينما، وأن المخرجين حصروه في أدوار الشر".
لم يظلم المخرجون وحدهم الدقن، بل بعض الجمهور البسيط ممن كانوا يعتقدون في هذه الفترة، أن من يقدم أدوار الشر على الشاشة فهو شخص شرير في الواقع، يحكي ماضي "هناك واقعة منتشرة على الانترنت وهي واقعة صحيحة، عن الجزار الذي طارد والدي عندما دخل المحل ليشتري منه، فصرخ في وجهه، وقال إنه لن يبيع له"، لكنه في نفس الوقت ينفي واقعة أخرى، تتداولها المواقع، عن وفاة جديته غاضبة من ابنها، لأنها صدقت أن ابنها أصبح كما يظهر في أفلامه شخص شرير وسكير.
يتابع ماضي "رواية ان والدته ماتت غاضبة عليه، لا تمت للحقيقة بأي صلة وهي رواية سخيفة، لا يصدقها عقل، كيف كانت تشجعه على التمثيل، وتتمنى أن يصبح ناجحا مثل محمود المليجي، وتصدق ان ابنها أصبح شريرا وسكيرا"، واصفا جدته بأنها سيدة مستنيرة جدا، حتى وأن لم تحظ سوى بالقليل من التعليم، لكن كان لديها وعي أن ما يظهر على الشاشة مجرد تمثيل.
كان يتمنى الدقن أن تعيش والدته معه سنوات النجاح والنجومية، لكن شاء القدر ألا تشهد منها سوى 3 أو 4 سنوات، لترحل ويتأثر برحيلها، لأنها كانت تلعب دور مهم في حياته، "تحكي لي أمي أن عند وفاة جدتي أخذ يجأر بالبكاء في الشوارع غير مصدق. إيمانه شديد لكن الخبر صدمه".
لحظة وفاة والدته كان الدقن، يشارك في مسرحية "الفرافير" للكاتب يوسف إدريس، ويخرجها للمسرح القومي الفنان كرم مطاوع، ويقدم فيها الدقن واحد من أصعب وأعظم أدواره –وفقا لوصف ابنه-، ولشدة إحساسه بالمسئولية، رفض فكرة إلغاء العرض، ودفن والدته ثم ذهب بعدها للمسرح، بثباته الإنفعالي الذي كان يحسد عليه ليؤدي دوره، وفي ختام المسرحية، أعلنت إدارة المسرح القومي عن شكرها له وتقديرها لموقفه، وتقدمت له بالعزاء، في هذه اللحظة بكى، "هذه المرة من القلائل التي يبكي فيها، فطوال حياتي لم أراه يبكي سوى على رحيل صديق له، والمرة الثانية بعد معرفته بخبر وفاة محمود المليجي أقرب أصدقاءه إليه، كان بيتفرج على نشرة الأخبار، فوجدته ينادي عليّ، ويقول لي: عمك محمود مات يا ماضي، ومسك دماغه وقعد يعيط".
يعود ماضي للحديث عن ضيق والده من حصره في أدوار الشر بالسينما، مشيرا إلى اعتزاز الدقن بالشخصيات البعيدة عن الشر، مثل دوره في "على باب الوزير"، وأوصى بترشيحه في الفيلم الفنان عادل إمام، "بالمناسبة والدي كان سعيد جدا وقتها بالعمل مع أستاذ عادل، وكان يعتبره من المكافحين وممن حفروا اسمهم في عالم الفن بعد تعب".
في الفترة التي ظهر فيها بأفلام "سعد اليتيم"، "الشيطان يعظ"، "على باب الوزير"، مسلسلات "مارد الجبل" و"ألف ليلة وليلة"، تغير شكله بسبب إصابته بمرض السكر، وعن هذه الفترة يقول ماضي "كان يكره الضعف ولا يحب الحديث عن المرض، الأكثر من ذلك أنه لا يعترف بأنه مريض، رفضه للاعتراف بالمرض لرغبته في ألا يهزمه المرض، ولرفضه لنظرة العطف ممن حوله".
في الحلقة الثالثة يتحدث ماضي عن علاقته بوالده، كيف تعامل هو وشقيقته وشقيقه مع شهرة والدهم؟، وهل شجعه والده على الدخول إلى عالم الفن؟، ما هي الاعمال التي يحبها له، والتكريمات التي حصل عليها؟.
اقرأ أيضا:
الحلقة الأولى من حوار "مصراوي" مع نجل توفيق الدقن..
فيديو قد يعجبك: