عادل أدهم.. "دنجوان" رفض العالمية.. ولم تعترف السينما بوسامته
كتبت- منى الموجي:
لم تكن البدايات دليل على أنه سيصبح فنان من العيار الثقيل، فقد كانت أدوار خفيفة لا يمكن من خلالها التنبؤ بأن صاحب هذه الأدوار سيكون بارع في تجسيد شخصيات شريرة وأخرى مُعقدة تحمل تركيبات نفسية صعبة، هو "برنس السينما" الفنان الراحل عادل أدهم.
ولد أدهم في مارس 1928 لأب مصري وأم تركية يونانية، فاكتسب مواصفات الجمال والوسامة من والدته، ورغم أنه كان يتمتع بمواصفات "الدنجوان" خاصة وأنه امتاز بجسم رياضي ممشوق لممارسته عدة رياضات كالجمباز والسباحة والملاكمة، إلا أن السينما رأت فيه جانب أخر، لتسجل اسمه كواحد من أهم من قدموا أدوار الشر في السينما العربية.
عاش أدهم وسط أسرة تتمتع بالثراء، وأتقن التحدث بالعديد من اللغات من بينها "الإنجليزية، الفرنسية، التركية، الإسبانية"، ودفعه عشقه للتمثيل لترك الرياضة التي كان متفوقا فيها وبدأ يتجه للتمثيل، ولكنه صُدم في رأي الفنان والمنتج أنور وجدي، عندما قال له ''أنت لا تصلح إلا أن تمثل أمام المرآة''، ونصحه أنور بالإتجاه إلى الرقص.
أصبح أدهم راقص يتم الاستعانة به في الاستعراضات التي تُقدم في الأفلام، ومنها فيلم "ليلى بنت الفقراء" عام 1945، ثم شارك في فيلم "البيت الكبير"، أما تجربته الثالثة فكانت في فيلم "ماكانش عالبال" عام 1950، ولكنه لم يرض بهذا الدور في عالم الفن، فترك العمل الفني واتجه إلى العمل في بورصة القطن وأصبح من أشهر الخبراء حتى جاءت قرارات التأميم ليقرر أدهم الهجرة من مصر، وبالصدفة قبل سفره قابل المخرج أحمد ضياء الذي أقنعه بالعودة للتمثيل مجددا، ومنحه دور في فيلم "هل أنا مجنونة" عام 1964.
توالت بعده الأدوار لكنها في البداية كانت خفيفة الظل، منها دوره في "أخطر رجل في العالم"، "العائلة الكريمة"، ومع إيمان المخرجين بموهبته بدأوا يمنحونه أدوار أكثر صعوبة دارت معظمها في إطار اللص، الشرير.
كان من الممكن أن يحقق أدهم نجاحاً عالميا مثل الفنان الراحل عمر الشريف، حيث عرض عليه المخرج إيليا كازان السفر إلى هوليوود، بعد أن شاهده يجسد أول أدواره الشريرة، مؤكداً له أنه يمتلك إمكانات ستجعله نجما عالميا، لكن قوبل العرض بالرفض رغبة منه في البقاء في مصر.
وفي لقاء تليفزيوني كشف أدهم عن دخوله لعالم التليفزيون أيام الأبيض والأسود، على يد المخرج نور الدمرداش، ويضيف خلال اللقاء "جبتله عصايا وقولتله انا مش بفهم في التليفزيون ودي عصايا لو غلطت تعاقبني بيها، لكنه كان صاحب بال طويل وعندما يغضب مني كان يصرخ في الآخرين".
رصيد عادل أدهم تجاوز الـ80 فيلم كبطولة، إلى جانب الأفلام التي شارك فيها بأدوار ثانوية، من أهمها "امتثال"، "البؤساء"، "المجهول"، "حافية على جسر الذهب"، "الحب وحده لا يكفي"، "الشيطان يعظ"، "السيد قشطة"، "بستان الدم"، "جحيم تحت الماء"، و"سواق الهانم".
أدوار الشر التي اشتهر بها لم تقف حائل أمام حصوله على لقب "دنجوان" ولكن هذه المرة في الحياة، ومع ذلك ظل حتى اوائل السبعينيات حاملا لقب أشهر عازب في السينما، حتى قرر الزواج من سيدة تُدعى "هانيا" طليقة المخرج عاطف سالم، ومع أنهما تزوجا عن قصة حب إلا أن الخلافات كانت دائما ما تدب بينهما، لدرجة أنهما انفصلا ثلاث مرات، واستحال أن يعودا مرة أخرى، ليعيش بعدها سنوات طويلة كعازب، حتى التقى بفتاة صغيرة لم تبلغ العشرين –آنذاك- هي زوجته الثانية لمياء السحراوي، التي عاشت معه حوالي 14 عام.
وفي عام 1996 رحل عادل أدهم عن دنيانا في 9 فبراير عام 1996، عن عمر يناهز 68 عام، بمستشفى الجلاء العسكري إثر وجود كميات كبيرة من المياه على الرئة.
فيديو قد يعجبك: