في ذكرى وفاة "الدقن".. اتُهم بجريمة قتل وعمره 12 عامًا وتمنى أن يكون بطل ملاكمة
كتبت- سما جابر
إذا ذُكرت أدوار الشر، ذُكر توفيق الدقن، وبالرغم من اسمه الذي ارتبط بتجسيد كل ما هو شرير في السينما المصرية، إلا أن الفنان القدير الراحل الذي تحل ذكرى وفاته اليوم، ربما تمتع بطيبة وحب عكس ما ظهر على الشاشة، جعلت الأدوار التي قدمها تتسم بشدة الشر وشدة الكوميديا ايضًا، لكن تظل "المفارقات" هي البطل الأول في حياة "الدقن"، ويرصد "مصراوي" أبرز تلك المفارقات فيما يلي:
لا للتمثيل.. نعم للملاكمة
عكس معظم المتيمين بالفن والسينما، لم يكن "الدقن" في البداية محبًا للتمثيل، ويتمنى أن يكون فنانًا مشهورًا بل كانت أمنية حياته أن يصبح بطلًا للملاكمة بحكم ممارسته لهذه الرياضة، لكن الصدفة لعبت دورًا كبيرًا في حياته ليصبح أهم "أشرار" السينما المصرية.
كان وجوده وقت عرض أحد الاحتفالات الفنية على مسرح جمعية الشبان المسلمين، سببًا في دخوله مجال التمثيل، فبسبب غياب أحد أبطال العرض، ومرور "الدقن" أمام بطلة العمل، الفنانة روحية خالد، قررت "خالد" أن يكون الفنان الشاب وقتها، أن يحل مكان الفنان المتغيب، وأقنعت رئيس الفرقة المسرحية بتوفيق الدقن وأكدت أنه يصلح للدور.
عندما ذهب رئيس الفرقة للدقن ليعرض عليه الأمر، رفض الأخير بشدة وشدد على عدم حبه للتمثيل، لكن روحية خالد لم تستسلم لرفضه، فذهبت إليه بنفسها وأقنعته بالانضمام إليها، وبالفعل قام بحفظ الدور سريعًا وقدم العرض ونال إعجاب الحضور، حيث بدأ في التفكير بالموضوع بشكل جدي.
الصدفة تغير مسار حياته
حياة تقليدية عاشها الدقن في بدايته، لكنها سرعان ما بدأت في التحول بعدما سلك طريق الفن، فبعد حصوله على البكالوريا، عمل في مصنع ألبان حتى استطاع والده أن يعينه في وظيفة كاتب في نيابة المنيا، وعندما توفي والده في نفس العام أصبح الدقن، مسئولًا عن أسرة بأكملها فقرر الذهاب للقاهرة للبحث عن وظيفة أفضل، حتى التحق بالعمل في هيئة السكة الحديد.
لكن في أثناء وجوده بالقاهرة، أقنعه صديقه الفنان صلاح سرحان، بالالتحاق بمعهد الفنون المسرحية، ولكنه فشل في الاختبارات لأن اللجنة كانت تريد عددا معينا، وتم اختيارهم من الفنانين الذي كان لهم باعا في الوسط الفني، ولكن بعد مرور ثلاث سنوات تلقى تليغرافًا غريبا من الفنان زكي طليمات، يطلب منه الحضور في اليوم التالي للانضمام للدفعة الجديدة وبالفعل ذهب إليه وتم قبوله بدون اختبارات، ليبدأ مشواره الفني المليء بـ"الشر" الكوميدي.
اتهامات بالقتل في عمر الـ12!
ربما اتهامات الشر لاحقته منذ الصغر وقبل حتى أن يصبح ممثلًا، حيث اتُهم بجريمة قتل، وهو تلميذ فى المرحلة الابتدائية بسبب حبه لبنت الجيران، التي أوهمت كل أصدقائه من أبناء الحي بأنه فتى أحلامها، إلى أن اكتشف الجميع أنها خدعتهم وقامت بسببها معركة أصيب فيها أحدهم بطعنة سكين في ظهره، واتهم الدقن بارتكاب الواقعة، وكاد أن يقضي طفولته وشبابه في السجن، لكن في الوقت المناسب تم اكتشاف المتهم الحقيقي، وفقًا لأخبار اليوم.
الدقن في القسم بسبب سعاد حسني
لم تنته المفارقات في حياة توفيق الدقن، حيث تسببت الفنانة الراحلة سعاد حسني في حدوث مشاجرة بين الدقن والمنتج عزيز رأفت المعروف باسم مجنون سعاد حسني، وذلك في عام 1970، حيث التقى الدقن، على سلم نقابة الممثلين بعزيز رأفت، الذي دار بينهما حديث طويل عن ملاحقة، وحب من طرف واحد من اتجاه "عزيز" للفنانة سعاد حسني، واحتدت المناقشة بينهما، وغضب على إثرها "عزيز" الذي أمسك بملابس توفيق، ودارت معركة حامية بينهما انتهت بإصابة توفيق، بجروح في وجهه، مما اضطر نقابة الممثلين إلى استدعاء الشرطة، وتم عمل محضر بالواقعة، وتم الإفراج عن توفيق الدقن، بالضمان الشخصي، وظل عزيز رأفت، في الحجز حتى اليوم التالي.
توفيق "السكير العربيد"
أدواره الشريرة في السينما، جعلت البعض يعتقد أن هذا الشرير هو نفسه الشخص في الحقيقة، لدرجة أنه تعرض لموقف محرج في وجود والدته، حيث كان يستقل سيارته وبجواره والدته وتوقف في أحد الإشارات، وفجأة قالت له سيدة تقود سيارتها بجواره: "يا سكير يا عربيد"، مما جعل والدته تصدق أن ابنها أصبح كذلك بالفعل.
وبعد هذا لاموقف بفترة، توفت والدته وهو ما جعل البعض يردد أنها توفت وهى غاضبة عليه، لكن ابنه المستشار راضي نفى ذلك في حوارات صحفية قديمة، وأكد أن "الدقن" هام على وجهه بشوارع القاهرة عقب علمه بنبأ وفاة والدته، وأخذ يبكي غير مصدق أنها رحلت وتركته لشدة تعلقه بها.
فيديو قد يعجبك: