إعلان

حوار- نجل محمد رضا يحكي أصعب موقف عاشه والده وقصة الـ5 جنيهات (2-3)

02:24 ص الثلاثاء 28 فبراير 2017

حوار- منى الموجي:

في الحلقة الثانية، يستكمل أحمد نجل الفنان محمد رضا، حديثه مع "مصراوي" عن والده ومشواره الفني، بما فيه من إحباطات ونجاحات، وارتباطه بدور المعلم، وكيف سعى لخلق تفاصيل تجعل شخصية المعلم تختلف من عمل لآخر.

بعد استقراره في القاهرة، ذهب رضا إلى فرقة الفنان بديع خيري، وقابله وطلب منه أن يسمح له بالتواجد يوميا في المسرح يشاهد البروفات والعروض، ويحفظ كل الأدوار عله يحصل على الفرصة التي ينتظرها، بغياب أحد الممثلين فتكون فرصته لاعتلاء خشبة المسرح، يقول أحمد "داوم والدي على الذهاب يوميا للمسرح دون الحصول على أجر، وفي أحد الأيام طلبت منه والدتي أن يذهب بها إلى السينما، وبالفعل امتثل لرغبتها، لتضيع منه ودون أن يدري الفرصة التي طال انتظارها، ففي نفس اليوم تغيب الممثل استيفان روستي، وبحثوا عن والدي ولم يجدوه".

undefined

تحسن الحال، وبدأت الأمور تسير بشكل أفضل بعد تخرجه من معهد التمثيل، قدم أدوار صغيرة على شاشة السينما منها فيلم "آه من حواء" الذي جسد خلاله دور صياد تقع في حبه الفنانة زينات صدقي، أما الانطلاقة الحقيقية فجاءت من خلال فرقة "المسرح الحر"، إذ اختاره الفنان والمخرج كمال ياسين لأداء دور المعلم كرشة، في مسرحية "زقاق المدق"، ورغم استغراب البعض من الاختيار إلا أن كمال أصر على اختياره للدرجة التي جعلته يأمر بصنع كرش صناعي يرتديه رضا، وهو ما جعل رضا يأخذ الأمر كتحدي، ليثبت أن الممثل قادر على تقديم أي دور، يضيف أحمد "نجح والدي في الدور للدرجة التي جعلت مؤلف النص الأديب نجيب محفوظ، يشيد بأدائه، وقال له (أنت عملت المعلم كرشة زي ما تخيلته بالضبط)، وبعد نجاحه في المسرحية اختاره الفنان فريد شوقي، ليقدم دور المعلم في مسرحية أخرى، فالتصقت به الشخصية".

رضا كان يهتم بتفاصيل الشخصية ليجعلها مختلفة في كل مرة يطل على الشاشة أو يقف على خشبة المسرح، فبعدما أصبح الاختيار الأول لكثير من المخرجين في المسرح والسينما لأداء دور المعلم ابن البلد، اختار التعاون مع "ترزي بلدي"، يفصل له الجلباب البلدي، وكانت من مقتنياته الخاصة عكس فنانين آخرين يفصل لهم الإنتاج ما يحتاجونه من أزياء في حال أنها أزياء لا يرتدونها في حياتهم الخاصة، وكان لديه صندوق خاص به أشكال مختلفة من الشنبات، يستخدمها بحسب ما يتناسب والشخصية، وهو ما يعتبره نجله سببا في نجاح والده، فمصداقيته وإخلاصه وتوحده مع ما يقدم من أدوار، جعلوه باقي في ذاكرة الجمهور حتى بعد مرور 22 عاما على رحيله.

undefined

وعن محاولة رضا الخروج من دور المعلم، يشير أحمد إلى أن والده، كان أحيانا يفكر في أنه حُبس في هذه النوعية من الأدوار، ويشعر بالضيق لرغبته كأي ممثل في تقديم كل الأنماط، وبالفعل قدم أدوار ناجحة بعيدة عن شخصية المعلم، لكنه شعر بالسعادة من حب الناس وارتباطهم بهذه الشخصية، وعندما يشيرون إليه على أنه "المعلم رضا".

يحكي أحمد عن طريقة والده في مذاكرة الدور، "حتى أخر أدواره كان لوالدي طقوس لا يتخلى عنها في تجهيز الدور، كنا نشاركه فيها في حال عدم انشغالنا، فيحفظ الدور، ويحدد جمله بأقلام ملونة، أو يكتبها في أوراقه الخاصة خارج السيناريو، ولم يشعر يوما أنه نجم مشهور وليس بحاجة لهذه المذاكرة، وكان حريص على التواجد في الاستودديو قبل موعد التصوير بساعتين، وأحيانا كان يطلب منا أن نأتيه بإفيهات كوميدية، مقابل أن يمنحنا 5 جنيهات.

اتخذ رضا من زيادة وزنه مزحة يكررها، فاعتبر أن مصداقيته في أداء دور المعلم، وتوحده مع الشخصية جعلاه يربي كرشا حقيقيا ليستغنى عن الكرش الصناعي، ويوضح أحمد "والدتي كانت بارعة في الأكل وهو كان يحب الأكل، أصبح التخن أمر طبيعي وتعايش مع صورته الجديدة، ولم يفكر يوما في عمل ريجيم، بقى يساعده في كل الأدوار، ولم يكن عائق، وعلى المسرح كانت حركته خفيفة جدا، هناك مسرحيات كنت أشاهدها وهو على خشبة المسرح، وأجده يقفز على الكنبة ويأخذها ويقع في خفة وبحركة رشيقة، كنت ببقى خايف وقلقان عليه إنه يقع ويتخبط".

undefined

يؤكد أحمد أن ارتباط والده بالمسرح كان أكبر بكثير من كافة الوسائل، التي قدم من خلالها أعماله الفنية الأخرى "السينما، التليفزيون والإذاعة"، "كان يفضل المسرح على السينما جدا، ويرى أن السينما مشاهد متقطعة أما المسرح فيساعده على التوحد مع الشخصية، ويتلقى من الجمهور رد الفعل في نفس الوقت، مكنش يبطل مسرح وله مواقف كثيرة معه، ففي اليوم الذي توفي فيه والده أصر على الصعود على المسرح، وتقديم العرض، وهو ما تكرر مع وفاة ابنته، والأمر كان ناتج عن شعوره بالالتزام تجاه من يعملون في المسرح من موظفين وعاملين، وكذلك تجاه الجمهور".

وفاة ابنته "أميمة" كان من أصعب المواقف التي مر بها رضا، فبرحيلها فقد أول فرحته، أول من نادته باسم "بابا"، البنت الوحيدة على 3 أولاد، خاصة وأن رحيلها جاء بعد معاناة مع المرض استمرت عامين، كان في كل يوم فيهما يدعوا الله أن يشفيها، حتى تبقى سند لابنها وابنتها، لكنها رحلت متأثرة بمرضها وعمرها 38 عاما، يقول أحمد "تكاتفنا حتى نجعل الوالد يمر من هذه المرحلة الصعبة، وكنت حريص أنا ومجدي وحسين –ابناءه- على الذهاب معه لأماكن التصوير حتى لا ندعه بمفرده، لان الدنيا كانت صعبة عليه".

2

في الحلقة الثالثة، سيتحدث أحمد عن طريقة تعامل المعلم رضا مع ابنائه وأحفاده، وكيف رحل عن عالمنا.

فيديو قد يعجبك: