في ذكرى ميلادها.. تعرف على أغاني شادية التي حرمنا منها "الرحبانية"
كتب- مصطفى حمزة:
لأنها كانت ومازالت "شادية" القلوب، يظل الشوق لسماع كل ما شدت به من أغاني، حاضرا بقوة فى وجدان كل محبيها، خاصة عندما يتعلق الأمر بأغاني جمعتها مع "الرحبانية"، ولم تخرج رسميا للنور حتى الآن، ومع احتفالنا في شهر فبراير بعيد ميلاد فاطمة أحمد شاكر، التي عرفها الجمهور باسم شادية، تتجدد الأسئلة حول تلك الأعمال، كيف تم الإعداد لها؟، لماذا تم حجبها؟، ومتى يتم الإفراج عنها؟.
ويروي الشاعر الكبير مجدى نجيب، تفاصيل أولى محاولات، الجمع بين صوت شادية وموسيقى"الرحبانية"، فيقول "عقب هزيمة 1967، نشر الشاعر نزار قباني، مجموعة قصائد منها القدس"، يقول مطلع القصيدة:
بكيت حتى انتهت الدموع
صليت حتى ذابت الشموع
ركعت حتى ملني الركوع
سألت عن محمد فيك وعن يسوع
يا قدس يا مدينة تفوح أنبياء
يا أقصر الدروب بين الأرض والسماء
يا قدس يا منارة الشرائع
يا طفلة جميلة محروقة الأصابع
يا واحة ظليلة مر بها الرسول.
وما إن نُشرت القصيدة حتي أعجبت شادية بها، حسبما يؤكد مجدي نجيب، حتى أنها بكت فى مقطع منها يقول نزار فيه:
من يحمل الألعاب للأولاد؟
في ليلة الميلاد..
يا قدس، يا مدينة الأحزان
يا دمعةً كبيرةً تجول في الأجفان
طلبت شادية من الموسيقار رياض السنباطي تلحينها، وخلال زيارة قباني للقاهرة، تم الاتفاق على أن يتولى توزيعها موسيقيا "الرحبانية"، ويكمل نجيب "المفاجأة بعد ذلك، أن عبدالحليم حافظ أعلن أنه يستعد لتقديم الأغنية نفسها، مؤكدا أن الموسيقار محمد الموجي، انتهى من تلحينها بالفعل، واحتراما له طلبت شادية من السنباطي، والرحبانية الاحتفاظ بالعمل حبيس الأدراج، حتى بعد تراجع العندليب عن غنائها تقديرا لها".
ويحكي الشاعر الكبير قصة ثاني أغنية مازالت حتى الآن حبيسة أدراج "الرحبانية"، سجلتها شادية ولم تُطرح حتى الآن، فيقول "هذا العمل من ألحان خالد الذكر سيد درويش، وقام الرحبانية بتوزيعه موسيقيا، لإنه كان من المفترض أن يقدم عام 1970، وتحديدا بمقدمة فيلم (الحب الضائع)، حيث كان العمل معدا بالبداية على أن تقوم ببطولته شادية، وذلك قبل اعتذارها، واسناد الدور إلى سعاد حسني، لكن التسجيل النادر للأغنية ما زال حتى وقتنا هذا لدى الرحبانية ولم يفرجوا عنه".
وعن تفاصيل لقاء الرحبانية وشادية، التي وصفت أم كلثوم صوتها بأنه "الحنان ذاته" ، ذكر نجيب "كانت مبهورة، وعندما دخلت مكتب الرحبانية، قالت إنها تفضل لو مكثت أطول مدة ممكنة لكي تتعلم منهم، وتكره أن تغادر مكتبهم، لأنهم لا يعرفون الغرور، رغم نجاحاتهم، وتطويرهم للموسيقى".
وعن صاحبة الـ76 أغنية وطنية، يقول الشاعر الكبير فى كتابه "زمن الغناء الجميل": "كان غناؤها دوما للوطن فقط، فهى غنت أمام جمال عبدالناصر، السادات، ومبارك، ولم تخص أي منهم بأغنية على عكس ما فعلت غيرها من المطربات، وحتى عندما كانت تسافر للغناء بحفلات الملوك والرؤساء العرب، كان الأغلبية من أهل المغنى يسعون لتقديم أغاني خاصة لتلك المناسبات، إلا شادية كانت تقدم نفس أغانيها التي سكنت بها القلوب".
فيديو قد يعجبك: