لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حوار- نجل شقيق عبدالله غيث: عمي فكر بالاعتزال بسبب "الحسين".. و"اتلسعنا" من ثورة يوليو (2-3)

11:00 ص الجمعة 17 مارس 2017

محررة مصراوي مع رمزي غيث

حوار- منى الموجي:

في الحلقة الثانية، يواصل الفنان رمزي غيث في حواره مع "مصراوي" حديث الذكريات عن عمه "فارس المسرح العربي" عبدالله غيث، علاقته بأبناء قريته، السبب الذي دفعه لتولي العمودية لمدة 3 سنوات، وماذا كان يقول عنه الفنان رشدي أباظة؟، وكيف تأثرت أسرته بقانون الإصلاح الزراعي؟، إلى الحوار..

أحب عبدالله الأرض كثيرا، وانشغل لفترة كما ذكرنا في الحلقة الأولى بالاهتمام بأمور الأرض التي ورثها عن والده، إلى جانب رعاية شؤون الجزء الخاص بشقيقه حمدي غيث، وهي الفترة التي أثرت عليه، وأضفت على شخصيته خصال حميدة، "الإخلاص، الصدق، والعطاء"، يضيف رمزي "كان يعشق البلد وأهل البلد، ولم تنقطع علاقته بهم يوما، وكان دائم التردد على القرية، كما أنه تولى شؤون القرية لمدة 3 سنوات، بعد رحيل والدي حتى يعلمني كيف تُدار الأمور، لأنني توليت المنصب بعد وفاة أبي، وكان الفنان رشدي أباظة كلما التقاني مع شقيقه فكري أباظة -درسنا في نفس الدفعة بالمعهد-، يقول لي سلملي على الفلاح الجميل".

الفنان رمزي غيث

بادله أهل قريته عشقا بعشق، شعروا ببساطته وحرصه على أن يكون جزءا أصيل منهم، يرتدي الجلباب البلدي، العباءة، القفطان، و"البلغة"، يتحول لفلاح يجلس على الأرض، "يصنعون له الولعة، ويلتفون معه حولها، يقمر العيش على النار ويأكل من أكلهم، بطريقتهم وأسلوبهم، لا يعرف التكبر، لما كانوا يقابلوه عايزين يقعدوه على الكنب لا على الأرض، لكنه كان يحب هذه الحياة، حتى عندما كان يذهب الزقازيق لمقابلة المحافظ أو مدير الأمن، كان يرتدي الزي الفلاحي، ويندهشون لأنه لا يرتدي البدلة، التي كان يعتبرها زي التنكر".

يؤكد رمزي أن جزء من الأرض التي تمتلكها عائلة "غيث" كادت أن تضيع، بعد أن صادرتها الدولة عقب ثورة يوليو 1952، "لسنا إقطاعيين، نحن من كبار الملاك، فجدي امتلك 110 فدان فقط، وفي زمام البلد كان يمتلك ابن خال الملك فاروق ويُدعى محمود عبدالقادر 400 فدان، وبعد وفاته أثناء ثورة يوليو، بدأ الورثة في بيع الأرض، فقام والدي بشراء 50 فدان، وتم مصادرتها وقت تطبيق قانون الإصلاح الزراعي، على أساس أنها تهريب من أسرة الملك لوالدي، رفعنا قضية ونجحنا في استرداد الأرض مرة ثانية".

حمدي غيث وعبدالله غيث

تأثر أسرة عبدالله غيث بالثورة، وبقرارات رجالها لم تقف عند هذا الحد، يقول رمزي "احنا اتلسعنا بس الحمد لله عدت". يشير إلى موقف أخر تعرض له الفنان حمدي غيث، الذي كان له ميولا يسارية في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات، وأصدر الرئيس جمال عبدالناصر قرارا بفصله من عضوية المسرح القومي وأوقف مرتبه ( 75 جنيها)، ووقتها كان متزوجا ولديه أبناء، وهو ما جعل والدي يرسل له في كل شهر المبلغ الذي كان يتقاضاه في عمله، إلى أن سمع عبدالناصر بالصدفة تمثيلية إذاعية عن أبو ذر الغفاري -أول اشتراكي في الإسلام-، وأعجبه أداء الممثل الذي أدى الدور، وسأل عنه ليعرف أنه حمدي غيث، وطالب بإعادته لوظيفته مرة ثانية وبالمرتب الذي يريده، وعاد عمي حمدي للعمل في فرق مسرح التليفزيون في منصب نائب رئيس الفرق، بمرتب 285 جنيها، ثروة آنذاك".

على النقيض تماما كان عبدالله، لم تُعرف له ميول سياسية، أو انتماءات لأي فصيل سياسي، "كان وطني، لا ميول يسارية ولا يمينية، منهمك في شغله عُرض عليه الترشح في مجلس الشعب، لكنه رفض، وقال (أنا فنان لا أحتاج لمجلس حتى أصل لوزير أو رئيس وزراء أو رئيس جمهورية)، ونجح في خدمة أهالي قريته، خيره وفضله على أهل البلد وشبابها، بعضا ممن ساعدهم أصبحوا اليوم مليونيرات بسببه، لأنه سعى في سفرهم إلى الكويت، لعلاقته الطيبة بشيوخ وأمراء الخليج".

من فيلم الحرام مع فاتن حمامة

يعيدنا رمزي للحديث عن عالم الفن وعبدالله غيث، الذي رغم موهبته التي لا يختلف أحد عليها، لم يقدم أعمالا سينمائية كثيرة، "للأسف الشديد السينما عندنا في مصر مجاملة، مالهاش معايير أدبية أو فنية، واستقرار عمي المادي جعله ينجح في الحفاظ على مبادئه والتعامل مع الفن بروح الهاوي، فلا يقبل بتقديم أي دور لا يرى فيه إضافة، أو أهمية بالعمل، ورغم قلة أعماله إلا أنه قدم فيها أدوارا مهمة في السينما، منها: السمان والخريف، الحرام، عصر القوة، ملف سامية شعراوي، ديك البرابر".

"الفن رسالة" هكذا كان يؤمن عبدالله، الأمر بالنسبة له حُسم، وهو ما جعله يفكر في الاعتزال، إذا كان هذا شرط الأزهر للموافقة على تقديمه دور "الحسين"، حيث تردد أن الأزهر الشريف يرفض الموافقة على تقديم مسرحية "الحسين شهيدا" بطولة يوسف وهبي، أمينة رزق وعبدالله غيث، مرددين كيف لفنان أدى دور سارق أو غيرها من أنماط البشر أن يجسد دور حفيد النبي، ثم يعود لتقديم أدواره الأولى مرة أخرى.

مشهد من أدهم الشرقاوي

حاول مخرج العرض كرم مطاوع التحايل على الموقف، وعرضها في بروفات "جنرال" لمدة شهر، لمنح الأزهر فرصة أطول علّه يتراجع، الحيلة أرضت صنّاع العرض نسبيا، لأنها أتاحت تقديم المسرحية أمام عدد كبير من الجمهور، "كان حلمه أن يؤدي شخصية الحسين، من قوة وجمال وعظمة المسرحية، وفي إحدى البروفات كانت قاعدة سناء جميل لا تعرف شيء عن الإسلام فبكت، وقالت (ده الحسين) قالولها أه، قالتلهم (ده قديس)".

في الحلقة الثالثة، يروي رمزي غيث تفاصيل مشاركة عبدالله في فيلم "الرسالة"، رأي الممثل العالمي أنتوني كوين فيه، ما الذي طلبته نادية الجندي منه بعد مشاركته لها في فيلم "ملف سامية شعراوي"؟، كيف اكتشف مرضه؟، وحزن الوسط الفني على رحيله.

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان