حوار- نجل محمد رضا يروي تفاصيل المشهد الأخير في حياة والده (3-3)
حوار- منى الموجي:
يتحدث أحمد نجل الفنان محمد رضا، في الحلقة الثالثة-الأخيرة- من حواره مع "مصراوي"، عن محمد رضا الأب والجد، متى أدرك أنه ابن فنان مشهور؟، كيف كان يتعامل رضا مع أحفاده؟، ونصيحته التي كان يرددها ويطلب من أبناءه الأخذ بها، وعن المشهد الأخير في حياته..
يتذكر أحمد كيف كان يلتف هو وأشقائه حول شاشة التليفزيون في الستينيات، لمتابعة مسلسل "من الجاني" لمشاهدة والدهم، "كنا نجلس لنشاهد ظهوره على الشاشة في مشهد أو اثنين، وعندما جاءته الشهرة، بدأنا نعرف أنه ممثل محترف، ونسعد عندما نسير معه في الشارع، ونرى نظرة إعجاب في عيون الناس، وبعضهم يحرص على مصافحته، القصة بالنسبة لنا كانت نوع من الفخر".
أثناء تصوير فيلم "الزواج على الطريقة الحديثة" مع الفنانة سعاد حسني والفنان حسن يوسف، بعد انتهاء اليوم الدراسي كان يذهب أحمد مع أشقائه على دراجاتهم إلى الفيلا التي يتم فيها التصوير، لأنها كانت قريبة لمدارسهم، وهناك يلتقون بنجوم الفيلم ويشاهدون كواليس التصوير، ذلك العالم الذي يبهرهم، لكنه لم يستطع أن يأخذهم إليه لعدم امتلاك أيا منهم لموهبة التمثيل.
متعة أحمد كانت تزداد يوما بعد يوم عندما يشعر بمدى حب وتقدير الجمهور لوالده، حتى بعد الرحيل، فكلما عرف أحد أنه نجل محمد رضا، يؤكدون له أنهم يعتبرونه أحد أفراد أسرتهم، رغم أنهم لم يلتقوه في حياتهم، يقول أحمد "لقد كان ومازال مصدر بهجة وسعادة لناس كتير، وبعد وفاته شعرنا أكثر بقيمته الكبيرة جدا، كنت أقول إنه يبعث من خلال أعماله رسائل حب وسرور، وكانت نصحيته الدائمة لنا أن نحب بعضنا البعض".
يحب أحمد مشاهدة كل أعمال والده، لكن الأقرب إلى قلبه، فيلم "30 يوم في السجن"، "زقاق المدق"، دور المعلم عدوي في مسرحية "شفيقة القبطية" مع الفنانة تحية كاريوكا، "مطرب العواطف"، "نمرة 2 يكسب"، وفي السبعينيات كوّن مع أستاذ محمود السعدني فرقة "المعلم" وقدمت عدد كبير من الأعمال المسرحية الناجحة.
البعض يتخيل أن حياة الممثل الكوميدي لا تخلو من النكات والضحك، ويوضح أحمد "في البداية كان الوالد حريص على أن يتعامل معنا بصورة جادة تصل إلى الشدة في بعض الأحيان، سعيا لتقويم أولاده للدرجة التي جعلتنا نخاف من الخطأ حتى لا يغضب منا، لكن بعد شدته معنا يأتي ليصالحنا، وفي شبابنا تحولت الشدة لصداقة لنا ولأصدقائنا، ورغم انشغاله كان يحرص على الجلوس معنا، ويعطينا من وقته، كان أب جميل".
حنية الأب زادت عند تعامله مع الأحفاد، يتابع أحمد "أعز الولد ولد الولد، كان يحب أحفاده بشكل غريب، وطويل البال في التعامل معهم، كل جمعة نجتمع في بيته، فيأخذ أحفاده إلى محل الألعاب، وفي شم النسيم يحضر لهم الألوان لتلوين البيض، وغيرها من الأمور التي اختفت من حياتنا الآن".
بعد مشوار طويل مليء بالإحباطات والنجاحات، طويت صفحة محمد رضا، وجاء المشهد الأخير في شريط حياته، ففي هدوء تام رحل رضا عن عالمنا، في 21 فبراير الموافق 21 رمضان عام 1995، في هذا اليوم عاد إلى بيته بعد تصوير مشاهد ضمن أحداث مسلسل "ساكن قصادي"، تناول الإفطار مع أسرته، وبعده جاءه تليفون من صحفي لإجراء حوار عبر الهاتف، وأثناء رده على الأسئلة، صعدت روحه إلى بارئها.
فيديو قد يعجبك: