إعلان

حوار- طفل "الوسية" يتحدث عن تكريمه من "سوزان مبارك" وأسباب ابتعاده عن التمثيل(2-2)

07:00 م الأحد 25 يونيو 2017

أحمد عزت طفل مسلسل "الوسية"

حوار- منى الموجي:

في الحلقة الثانية من حواره مع "مصراوي"، يتذكر أحمد عزت كواليس أحد أهم وأشهر أدواره وأخرها قبل أن يودع مرحلة الطفولة، مسلسل "الوسية" بطولة الفنان أحمد عبدالعزيز، المأخوذ عن رواية تسرد قصة حقيقية كتبها صاحبها الأصلي أستاذ الاقتصاد السياسي الدكتور خليل حسن خليل، كما يتحدث عن أسباب ابتعاده عن التمثيل، إلى الحوار..

وعمره 14 عاما تقريبا، عرض عليه المخرج إسماعيل عبدالحافظ، المشاركة في بطولة مسلسل "الوسية"، ليكون هو بطل الحدوتة في الثلث الأول منها، وهو ما يلقي على عاتقه مسؤولية نجاح العمل وانجذاب الجمهور لمتابعته في الحلقات المُقبلة، فإذا فشل في مهمته سيكون سببا في انصراف الجمهور عن متابعة باقي الحلقات، وهي العبارات التي قالها له الفنان أحمد عبدالعزيز، يقول عزت "الفنان أحمد عبدالعزيز مكنش عارفني قوي، تقابلنا وقال لي إنه قلق جدا لأنني أنا من سيبدأ الحلقات، وبعد عرض الخمس حلقات الأولى من العمل، وجدته يتصل بي ويشكرني، قائلا: مكنتش متخيل إنك هايل كدا".

__-____-__-_____-______

وعن كواليس المسلسل، أشار إلى موقف جمعه بالفنانة القديرة محسنة توفيق، التي كانت تجسد دور والدته، "كان بالعمل مشهد يُحجز فيه على أرض والدي، والأم تحدث نجلها على أنه أصبح المسؤول عن الأسرة، وأثناء أداء البروفة على المشهد عيني رغرغت وتساقطت الدموع، فوجدتها توجه حديثها لأستاذ إسماعيل قائلة: الواد ده هيبقى ممثل كويس"، وكان عزت قابل صاحب القصة الأصلية الدكتور خليل، وأشاد بأدائه، أثناء حضوره تصوير العمل في استوديو الأهرام، "كان بيتفرج عليا في الاستوديو ويفضل يعيط، ويقول أنا شايفني وأنا صغير ويقبلني ويحضني، مرددا: إزاي بتعمل كدا، كنت وصلت لمرحلة متطورة جدا".

حقق العمل نجاحا عند عرضه في شهر رمضان فاق توقعات كل صنّاعه، وشعر الفتى وقتها أنه نضج كممثل، لكن هذا الشعور لم يجعله يتغلب على مشاكل أخرى كانت تشغل تفكيره، ولم يجد لها مفر سوى بالابتعاد عن المجال بأكمله، رغم نصيحة المخرج الكبير إسماعيل عبدالحافظ له وشهادته بأنه أصبح ممثل يتقن استخدام أدواته.

____-___-______-_____-__-_____-______

يضيف "عم إسماعيل قالي انت حمار ازاي تعمل كدا، قولتله أنا زهقت، واتصل بأمي وطلب منها أن أفكر مرة أخرى قبل اتخاذ هذا القرار، خاصة وأن في هذا الوقت بدأ يُعرض عليّ الكثير من الأعمال ليس فقط داخل مصر وإنما في عدد من الدول العربية، لكن مكنش ينفع أكمل في كل الأحوال، وفكرت في أن بعد عامين تقريبا وأن في سن الـ16 ستقل الأدوار التي تُعرض عليّ في هذا السن، فاخترت أن يأتي الابتعاد من جانبي".

يتابع "كنت أحب المجال ولكن كانت هناك مشكلة أساسية، وهي أنني وُضعت في هذا المجال في سن صغير جدا، وأصبح مطلوب مني الالتزام بعمل شبه يومي، وعند دخول رمضان أعيش الضغط الذي يعيشه الجميع للحاق بالعرض واستكمال التصوير على الهواء أثناء عرض الحلقات، فلم أستطع وقتها مقابلة الأصدقاء والحصول على متطلبات المرحلة العمرية التي أعيشها، فالتمثيل كان شيء جيد لكنه مضر بالنسبة لطفل".

يشير عزت إلى أن الشهرة التي يصل إليها الطفل، على قدر حلاوتها، تؤدي إلى تقييد حركته وربما تصيبه بالغرور، فعندما يجد الطفل نفسه مُحاطا بأشخاص لا يعرفهم، يريدون مصافحته والحديث معه، تُصاب نفسيته بضرر شديد، ولأنه طفل لن يقدر على مواجهة الأمر فيصيبه الكبر والتعالي، موضحا "وأنا صغير كنت مغرور جدا، وكان عندي كمية تعالي رهيبة ليس على أصدقائي ولكن على من لا أعرفهم، فقرأت الموضوع مبكرا وقررت أن أبتعد".

____-___-__-______

لا يتذكر عزت من طفولته ولهوه مع أصدقائه سوى القليل، فقط يتذكر أنه كان دائم الغياب، يخرج من المدرسة كثيرا للذهاب لتصوير عمل تليفزيوني أو مسرحي، ونجاحاته التي حصل بسببها على تكريم من سوزان مبارك زوجة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، أكثر من مرة، وكيف استقبلت مديرة المدرسة الخبر بفرحة، جعلتها تمسك بيده وتمر على كل الفصول، لتقول لكل الأطفال إن أحمد عزت كرمته ماما سوزان، لكن في الحقيقة أنا كنت طالب فاشل".

يرى أن التمثيل نفعه في حياته العملية الحالية، باعتباره يعمل في نفس المجال كمشرف عام على قسم المونتاج في قناة الغد، لكنه أضر بطفولته بلا شك، مستدلا على صحة كلامه بحال من بدأوا التمثيل في مرحلة الطفولة، وحققوا نجاحات كبيرة لكنه النجاح الذي لم يستمر معهم في مراحل عمرية متقدمة، ولم يجدوا الفرصة التي يكملون بها المشوار، بعد أن حبسهم الجمهور وحبسوا هم أنفسهم في صورة الطفل، "الطفل له أداء معين وقالب لما بيكبر مبيعرفش يخرج عنه، لأنه اعتاد الوقوف بطريقة ما، وله طبيعة أداء تتسم بالبراءة، وهي أشياء لا يمكن تقبلها في المراحل العمرية الأخرى، فلابد من وجود أدوات أخرى، وهذه النقلة لا يستطيع القيام بها كل الأشخاص".

__-_____-______

حاول أحمد قبل 14 عاما، أن يعود للمجال الذي يحبه ومازال متعلقا به، فقدم مع المخرج إسماعيل عبدالحافظ مسلسل "الأصدقاء"، وأُختير للمشاركة في مسلسل "رجل الأقدار- عمرو بن العاص" مع الفنان نور الشريف، ورشحه بعد ذلك نور لبطولة مسرحية "يا غولة عينك حمرا"، لاقتناعه التام بموهبته، وشعر الشاب أن الأمور بدأت تعود لمسارها الأول، لكنه دخل في مشاكل مع نقابة المهن التمثيلية لأنه ليس من ضمن أعضاءها، فتسرب له إحساس أنه يجازف بحياته فاختار العمل الذي يمكنه من تحمل مسؤوليته كرب أسرة.

ويظل التمثيل حلم يراود أحمد عزت لم ينته، يعاوده بين وقت وآخر، متمنيا أن يأتي اليوم الذي يتحقق فيه، لكنه يعرف أن للوسط الفني حسابات أخرى، والأمور تقوم على ترتيبات مختلفة عما كان يحدث قديما، فلم تعد الموهبة وحدها كافية لتفرض صاحبها على الساحة، "قليل لما تلاقي واحد موهبته فرضت نفسها، الموضوع معظمه ترتيبات ومصالح للأسف".

فيديو قد يعجبك: