لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حوار| شقيق عمر فتحي: طفولته رحلة شقاء.. ومن اتهموه بإدعاء المرض "زفوه لربه"

04:14 م الجمعة 28 ديسمبر 2018

حوار- منى الموجي:

ساعات قليلة كانت تفصله عن استقبال العام الجديد، وهي الساعات الأكثر إرهاقًا لمطرب صيته ملء السمع والبصر، تتمنى كل عروس أن يحيي لها ليلة العمر، ويسعى منظمو الحفلات للتعاقد معه رغم أنه الأعلى أجرًا، لجذب الجمهور الذي يعشق طلته والبهجة التي يضفيها على المسرح، وخفة ظله وابتسامته التي لم تفارق محياه، غير مهتمًا بتعليمات الأطباء أن يستريح حتى لا تعاوده الأزمات الصحية من جديد، فالمسئولية التي تحملها منذ صغره بسبب رحيل والده، وحبه للفن الذي ملك عليه حياته، لن يمهلاه للتفكير في صحته، خاصة وأن حماس الشباب دائمًا ما يجعلنا نعتقد أننا سنغلب المرض لا محالة، حتى سقطت ورقته ورحل قبل أيام من بداية 1987، هو "صوت المرح" و"ألفة جيله" المطرب الراحل عمر فتحي.

كان عمر زائرًا خفيفًا، جاء الدنيا ليترك أثره سريعًا ويرحل، لم يعد بحاجة للبقاء أكثر من ذلك، خاصة وأن القلب التعب لن يحتمل كثيرًا هجومًا كان يراه غير مبررًا، في حين أنه كان ينتظر نقدًا حقيقيًا، ورغم ذلك لم يتخل عن بهجته وابتسامته وكأنه يريد أن يكون اسمه مرادفًا للسعادة، كالفنان الذي أحبه وعشق موسيقاه محمد فوزي.

"مصراوي" يحيي ذكرى عمر فتحي، في حوار أجريناه مع شقيقه أحمد عبدالمنعم، يروي فيه الكثير من التفاصيل عن حياة شقيقه، لتكون هديتنا لجمهور عشق أغانيه، وليتعرف آخرون على فنان ظهر في مرحلة فاصلة وأراد لنفسه ولجيله شخصية مختلفة تناسب عصرهم، دون أن يقع في فخ تقليد عمالقة الفن الذين سبقوه..

اسمه الحقيقي محمد عبدالمنعم، الابن الثاني بين خمسة أشقاء، لأسرة كانت تقيم في القاهرة، لكنها تنتمي لإحدى محافظات صعيد مصر "الأقصر"، لأب عمل مهندسًا في السكك الحديدية كان يجيد ترتيل القرآن الكريم، وتعلمه على يد الشيخ أحمد فرحات كبير أئمة مسجد الحسين، فورث عنه "عمر" حلاوة الصوت، ورحل الأب وهو في بداية الأربعينيات من عمره، لتتحمل الأم بمساعدة أشقاءها مهمة تربية الأطفال الخمسة، ويعرف محمد "عمر فتحي" معنى اليتم وعمره 11 عامًا فقط.

حدثنا عن طفولة عمر فتحي ومتى بدأ يشعر أنه يمتلك موهبة الغناء؟

كانت طفولته رحلة شقاء بالعمل خلال إجازات الصيف، وبدأ يشعر بحلاوة صوته أثناء دراسته في المرحلة الثانوية من خلال حفلات المدارس، وبعد التحاقه بالجامعة.

ومَن مِن الفنانين كان يحب الاستماع لأغانيه قبل احترافه للغناء؟

كان عاشق سماع أم كلثوم، ومحمد عبدالوهاب، وفريد الأطرش، وعبدالحليم حافظ ومحمد فوزي.

ما حقيقة أنه فكر بالسفر خارج مصر بعد انتهاء دراسته الجامعية وتحديدًا العراق وبعدها الهجرة إلى أمريكا؟

عمر أكمل دراسته الجامعية وحصل على بكالوريوس زراعة، وسافر بالفعل إلى سوريا والعراق، وتنقل بينهما للبحث عن العمل مع أصدقائه، كما سافر لليونان وإيطاليا، أما سفره إلى أمريكا فكان بعد ذلك بسنوات وكانت رحلة علاج.

وما هو سر تسميته بـ"محمد الهندي" في بداية مشواره الفني؟

كان يحب مشاهدة الأفلام في "السينمات" بأوقات فراغه، خاصة الأفلام الهندية، ومنها عشق سماع الأغاني الهندية، لما لها من "رتم" يختلف عن أغانينا الشرقية، وجاءت تسميته بـ"الهندي" من هنا.

ومتى بدأ احتراف الغناء؟

بدأ بالغناء في حفلات الجامعة، كذلك بحفلات الجيش وقت التحاقة بالخدمة العسكرية، أولًا بقسم الأسلحة والذخيرة، ثم التوجيه المعنوي، وكان في دفعته المطرب علي الحجار، والمطرب محمد الحلو، وشاهده المخرج فتحي عبدالستار بإحدى الحفلات وقرر إسناد دور له في مسلسل "سفينة العجائب".

وهل وافقته الأسرة على ترك مجال دراسته والعمل بالغناء؟

الأسرة قررت أولًا أن يحصل على شهادة البكالوريوس، ثم يشق طريقه الاحترافي بالغناء فيما بعد، ودرس الموسيقى بالمعهد العالي للموسيقى العربية.

لماذا غيّر اسمه من محمد الهندي إلى عمر فتحي؟

الإجابة لها شقان، الأول الشاعر والإذاعي عمر بطيشة، والثاني المخرج فتحي عبدالستار، كانا السبب الرئيسي في تعرف الجمهور على عمر، فاختار الأسم الأول لكل منهما.

ما هي الصعوبات التي واجهها عمر فتحي في بداية مشواره ومن وقف بجواره؟

كأي شاب بمقتبل حياته، كانت له متطلبات بالشكل الذي يليق به، والأهل ووالدته وجميع الأخوال والأسرة وقفوا جميعًا إلى جواره، حتى ينجح في تحقيق ما تمنى.

هل كان يضايقه تلقيبه بمطرب الـ"على" بسبب تقديمه أكثر من أغنية تبدأ بكلمة "على"؟

أبدًا.. كان مميز دون غيره عن جيله من المطربين بذلك.

ومن كان أقرب أصدقائه من الوسط الفني؟

عمر الله يرحمه كان يتمتع بقبول عالي، ومحبة كبيرة في نفوس الجميع، والكل كانوا يساعدونه ولو بالمشورة في بداية حياته خاصة المخرج فتحي عبدالستار والمخرج ومؤسس فرقة رضا الاستعراضية علي رضا.

حدثنا عن مرحلة التمثيل في حياته هل كان يهواه ويفكر في الاستمرار فيه؟ قرأت له تصريح عبر فيه عن ضيقه من تعرضه للهجوم عليه طوال الوقت خاصة في مسألة التمثيل؟

نعود إلى الخلف قليلًا، المخرج فتحي عبدالستار كان أول من قدمه للتليفزيون كممثل بمسلسل "سفينة العجايب" مع الفنانة شريهان، وبعدها قدم مسلسل "سيدة الفندق" مع الفنانة يسرا، وفوازير مع شريهان، كما شاركها أيضًا في بطولة مسلسل" الليل والقمر" عن قصة "حسن ونعيمة"، وله فيلم وحيد هو "رحلة الشقاء والحب" مع الفنانة شهيرة والفنان محمود ياسين، وكانت رغبته في الغناء هي الأكبر، لذلك كان الطابع الغنائي هو الغالب في كل الأعمال التي شارك فيها كممثل.

ولماذا اتخذ قبل رحيله بفترة قرارًا بعدم الغناء في الملاهي الليلية؟

رغم أن عمر وعلي الحجار ومحمد الحلو ومحمد منير، كانوا مطربي الأغنية الشبابية، وكانوا يعملون سويًا من ملهى لآخر إلا أنهم قرروا عدم الغناء بالملاهي الليلية، لأنهم بدأوا يشعرون أن حالها يزداد سوءًا، فقرروا الاستقلال بالغناء في الحفلات العامة والافراح والفنادق.

وهل فعلًا تزوج من أمريكية لمدة شهر واحد؟

غير صحيح، عندما زار أمريكا كان بغرض العلاج كما ذكرت فقط، وإقامة حفلات للجاليات العربية هناك.

شاب وسيم ناجح لماذا لم يرتبط رغم أن عمره كان قد تجاوز 34 عامًا؟

عمر –الله يرحمه- كان عاشقًا لأهله، وكان هو المسئول عن رعايتنا، والحمد لله تمكن من أن يزوج 2 من أشقائه في فترة حياته.

جمهور عمر فتحي يصفونه بالفنان المظلوم حيًا وميتًا لعدم اهتمام وسائل الإعلام بالحديث عنه.. فهل ترونه ظُلم؟

عمر كأي فنان في بداية مشواره يجد معوقات في حياته، ونحن كأسرته أهدينا جميع أعماله للتليفزيون المصري والإذاعة والقنوات الفضائية المصرية، ولهم الحق بإذاعتها بدون مقابل، ووجود أي تقصير في إذاعتها فمنهم.

ماذا عن طبيعة المرض الذي رحل بسببه؟

قبل وفاته أصيب بالعصب الحائر بوجهه، مما استلزم الراحة الكاملة مع جلسات كهرباء وعلاج طبيعي بأمر الأطباء، وشفاه الله، وكان عمر محبوب ولديه القبول من الجميع، وأجهد نفسه بالعمل، خاصة بالأفراح إذ كان المطرب المُفضل لدى العرائس، وكانوا يؤجلون أفراحهم حتى يحييها، هذا المجهود تسبب في إجهاد القلب، وسافر إلى أمريكا لإجراء الفحوصات، وهناك نصحوه بتركيب دعامات للقلب، إذا عاودته الآلام مرة أخرى، وعندما عاد لمصر أحس أنه رجع إلى طبيعته، وأجهد نفسه مرة أخرى بالغناء ووافتة المنية.

ما حقيقة أنه تعرض لأزمة صحية بسبب خادمته التي اكتشف أنها تسرقه رغم ثقته الكبيرة فيها؟

كانت هناك سيدة تعمل بالمنزل، وقد وثق عمر بها فترة طويلة من الزمن، وفي إحدى المرات وهو نائم أحس أن هناك أحد خارج باب الشقة، ونظر وإذا بها السيدة تخبئ أشياء بصندوق القمامة، سرعان ما اكتشف الأمر ووجد أشياء خاصة تُسرق من المنزل، فكانت لحظة فوران وثورة لثقته ومساعدته لها بصفة مستمرة هي وأولادها، وعاودته الأزمة وفاضت روحه قبل وصول الطبيب.

حدثنا عن الساعات الأخيرة في حياته؟

كان يعيش صراعًا بين آلامه وتلبية رغبات جمهوره، وكذلك لانشغاله بزفاف أشقائه، ورعاية والدته، وبسبب طموحه، ورغبته في الاستقرار على شريكة حياته، وبين قرار سفره مرة أخرى لأمريكا لتركيب دعامات في القلب، فوقتها لم يكن متاحًا إجراء مثل هذه العملية في مصر، كل هذه الأمور كانت في ذهنه وزادت آلامه.

ما حقيقة شرائه لمقبرة لدفن جدته ولكن كان هو أول من دُفن فيها؟

هذا غير صحيح، كان للعائلة مقبرة بالفعل في مصر الجديدة، وهي التي دُفن فيها.

في فترة مرضه.. هل اتهمه أحد فعلًا بإدعاء المرض؟

جميع من اتهموه بإدعاء المرض، يوم وفاته شهدوا عرسه، وحضر عدد كبير من جماهيره ومن فناني جيله، وكانت جنازته شعبية، وزفوه ليقابل ربه.

من المعلومات المتداولة عن عمر فتحي أن أدى مناسك العمرة قبل رحيله بفترة قصيرة.. ما صحة ذلك؟

بالفعل، سافر لأداء مناسك العمرة برفقة صديق عمره محمود الوزيري، كان معهما شيخ ضرير تكفل عمر بتكاليف "عمرته" لوجه الله.

هل في العائلة من بين الجيل الجديد من ورث حب الفن ويفكر في احترافه؟

حاليًا ما زلنا نبحث في أولادنا عمن يرفع الراية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان