"ينفع أحج وأرجع أشتغل في السينما؟".. كواليس علاقة هند رستم مع الله
كتب- مصطفى حمزة:
"أنا نفسى أزور بيت الله.. هل ينفع إني أروح أحج وأرجع أشتغل في السينما تاني؟!".. لم يكن سؤالا عابرا توجهه "هند رستم"، إلى الكاتب والمفكر والفيلسوف عباس محمود العقاد، خلال لقاء صحفي أجرته معه عام 1963 لمجلة الكواكب.
فحسبما كشف الكاتب أيمن الحكيم في كتابه "ذكرياتي.. هند رستم"، والذي يضم الكثير من الاعترافات، كانت العلاقة بين "الدين والفن" تشكل هاجسا كبيرا لها.
ووجدت "هند" الطمأنينة التي كانت تنشدها في إجابة "العقاد"، حيث قال لها "ينفع طبعا.. مين قال إن فن التمثيل حرام.. أنا رأيي الشخصي أن التمثيل مش حرام، الحرام هو الخلاعة والابتذال.. سواء في التمثيل أو غيره".
خصوصية تعامل "هند" في علاقتها بالخالق، تحدثت عنها ابنتها الوحيدة "بسنت رضا" قائلة: "كانت أمي سيدة متدينة بطريقتها، تحب ربنا وتكلمه وتناجيه بطريقتها، وكانت على يقين من أن الإيمان في القلب، وأن ربنا رب قلوب مش شكليات ومظاهر، لذلك لم أندهش عندما هاجمت ظاهرة الفنانات المحجبات أو التائبات، كانت ترى أن الفن ليس معصية لتتوب عنه، من تريد أن تتحجب هي حرة لكن لا تخلط الدين بالفن، ولا تتاجر به، وفي الفترة التي راجت فيها حكاية الدروس الدينية، ولمع فيها نجم عمرو خالد رفضت أن تحضر مثل هذه الدروس، كانت ترى أنها مجرد شو إعلامي ودعائي، وأن العلاقة مع ربنا يجب أن تكون خاصة وليس أمام الكاميرات".
وتضيف "بسنت": لا يعرف الكثيرون أن والدتي أدت فريضة الحج بعد أن سبقتها بعمرة، وفي رحلة العمرة اختارت موسما سياحيا غير مزدحم لأنها لم تكن تطيق الزحام، وعندها فوبيا من الأماكن المغلقة، ووفق الله لنا الأمور فوق ما توقعت".
أما لحظة خشوع "هند رستم" أمام الكعبة المشرفة، فتقول عنها "بسنت": سعدت بأن أرى أمي في حالة من الروحانية والصفاء غير مسبوقة، ورأيتها وهي تتعلق بأستار الكعبة وتدعو الله في خشوع".
ويرصد الحكيم في كتابه تفاصيل أداء "هند رستم" لشعائر الحج، وينقل عن ابنتها "بسنت" قولها: "إرادة الله شاءت أن تمر الأسابيع الثلاثة كأنها لحظة نسيم منعشة، وكان من تجلياتها أن الطقس كان بديعا، وكان أهم ما يشغلني في مناسك الحج هو كيف ستؤدي أمي شعيرة السعي بين الصفا والمروة وأشواطها السبعة المرهقة، فلم تكن صحتها تحتمل هذا الجهد، وكان الحل العملي، وهو أن نأتي بمن يطوف بها، وهو أمر شائع بالنسبة للحجيج من كبار السن".
وتكشف "بسنت" عن فكرة طرأت لـ"هند رستم " خلال أداء المناسك فتقول: "خطرت لأمي فكرة ذكية، فما دام الفندق الذي نقيم فيه يطل على الحرم، فلماذا لا يخصص مكانا في ردهاته الواسعة لصلاة الفجر، ووافقت إدارة الفندق وأخلوا صالة كاملة وجهزوها.
وتضيف بسنت: "لم تخل الرحلة من مواقف طريفة، وكنت أتعمد في أثناء الصلاة أن أرفع صوتي بالدعاء حتى تسمعه أمي وتردده ورائي في سجودنا، ذلك أنها كانت تنطق اللغة العربية بطريقة أقرب للخواجات، فأردت أن يكون دعاؤها بلغة عربية سليمة، وحدث أن زل لساني فقلت وأنا في منتهى الخشوع اللهم حرم لحمنا وعظامنا ودماءنا وأجسادنا كلها من على النار، وفوجئت بالأجساد حولي تهتز من ضحكات مكتومة،، ولما فرغنا من الصلاة، وجدت أمي وكل من كان معنا في الصالة مسخسخات من الضحك، ولم أتبين السبب إلا عندما قالت أمي أيه حرم اجسادنا من على النار.. هو احنا فراخ". ..!
وتقول بسنت "مرت أيام الحج بسلام فوق توقعي، وكان علينا أن نذهب للسلام على النبي في مدينته المنورة، لكن حدث ما لم أعمل حسابه، فأثناء وقوف الأتوبيسات للتفتيش والإجراءات الأمنية تعرفت سيدة بأتوبيس مجاور عليها، وصرخت "هند رستم"..!، وفي لحظات كان العشرات يحيطون بها للسلام والتصوير معها، ولم أستطع منع نفسي من الابتسام من حرص أمي على أناقتها حتى وهي في ملابس الإحرام، فلم تنس أنها "هند رستم" حتى وهي في الحج.
فيديو قد يعجبك: