لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أسمهان بعيون التابعي.. ليست جميلة وفمها أوسع مما يجب وشاب انتحر بسببها

01:10 م الجمعة 24 ديسمبر 2021

كتبت- منى الموجي:

قصة حب بين طرفين، أو من طرف واحد، أم مجرد إعجاب متبادل وصداقة بين صحفي وفنانة في بداية الطريق، شاء القدر أن تكون حياتها القصيرة مليئة بالقصص، هكذا كانت العلاقة غامضة بين أحد أشهر الصحفيين في مصر والعالم العربي محمد التابعي، وبين مطربة ذاع صيتها، ولم تخل قصتها من الغموض، هي آمال الأطرش أو الفنانة أسمهان.

وفي ذكرى وفاة التابعي الذي يوافق اليوم 24 ديسمبر، نلقي الضوء على بداية قصتهما، وفقا لما رواه هو في كتاب أعده عنها، حمل عنوان "أسمهان تروي قصتها"، وبحسب الكتاب ولدت أسمهان في 25 نوفمبر عام 1912، وتوفيت في 14 يوليو 1944، قبل أن تكمل عامها الثاني والثلاثين، وفي مقدمته يكشف التابعي أنه بدأ في كتابة قصتها عام 1949 بمجلة آخر ساعة، ووقتها انقسم الرأي العام لفريقين الأول يطلب منه الاستمرار في رواية الحكاية، والثاني يطالبه بالتوقف، حتى أن رسالة تهديد جاءته من أحد أعيان الصعيد بأنه سيحضر للقاهرة ليقتله رميا بالرصاص إذا لم يتوقف.

كان اللقاء الأول والذي دار فيه حوار بينهما في ابريل عام 1939، بصحبة موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، لتتوالى اللقاءات، ويشير إلى مفكرة الجيب التي كان يدون فيها ما يحدث في يومه بكلمات مقتضبة، مؤكدًا أن سيرتها لم تأت فيها إلا بعد شهر من تعرفه عليها، وأنه لم يكن يظن في أول تعرفه عليها أنها ستكون في يوم أكثر من "ارتيست"، وأنها ستلعب دورًا مهما سياسيا وفنيا.

في عجالة، وبكلمات بسيطة أشار التابعي في صفحات الكتاب الأولى وقبل أن يخوض في قصة أسمهان، إلى مدى تأثير رحيلها على معجبيها، حتى من لم يروها يومًا لكن فُتنوا بصوتها وبصورتها السينمائية، ذاكرًا أن شابا عراقيا عقب مشاهدته لفيلم "غرام وانتقام" أخر أفلامها والذي عُرض بعد رحيلها، خرج من السينما ليُطلق على نفسه الرصاص ليرحل صريع هواها، بينما حاول ثان أن ينتحر بتناول السم في دمشق، وأنقذوا حياته في اللحظات الأخيرة.

قبل اللقاء الأول والحديث الذي دار بينهما كان التابعي قد رآها وسمع صوتها، ما بين عامي 1929 و1930، وهي تغني في صالة ماري منصور بشارع عماد الدين، وجاء انطباعه الأول كالتالي: "شيء صغير نحيل مسكين يبعث الرحمة في الصدور"، وذلك قبل أن تتزوج ابن عمها حسن الأطرش وتعود إلى جبل الدروز وتنقطع أخبارها عن الصحافة، وبعد طلاقها بدأت تستأنف نشاطها الفني، وشاهدها في مكتب محمد عبدالوهاب.

شهادة التابعي في جمال أسمهان قد تصدم كثيرين، فهو لا يراها جميلة بمقاييس الجمال، وفي هذه النقطة يقول: "كانت جذابة فيها أنوثة لكنها لم تكن جميلة بحكم مقاييس الجمال، وجهها المستطيل وأنفها الذي كان مرهفا أكثر بقليل مما يجب، وطويلا أكثر بقليل مما يجب، وفمها كان أوسع بقليل مما يجب، وذقنها الثائر أو البارز إلى الأمام أكثر بقليل مما يجب، لكن عينيها، عينيها كانت كل شيء، في عينيها كان السر والسحر والعجب، لونهما أخضر داكن مشوب بزرقة وتحميها أهداب طويلة تكاد من فرط طولها أن تشتبك، وكانت أسمهان –رحمها الله- تعرف كيف تستعمل سحر عينيها عند اللزوم".

بدأ الحوار بينهما، وهنا قال عنها التابعي أنها حاولت التصرف كسيدة صالون، لكن بدا الأمر مصطنعا وبه تكلف مبالغ فيه، وشعر وقتها أنها تريد أن تترك أثرا طيبا في نفسه، لكنها بدت غير طبيعية، الأمر الذي جعله يشعر من جديد نفس احساسه أول مرة سمعها تغني "شيء صغير يبعث الرحمة في الصدر ويستحق العطف والرثاء".

محمد التابعي صحفي مصري شهير ولد في مايو 1896، ببورسعيد، لقبوه بأمير الصحافة، وأسس مجلة آخر ساعة.

أسمهان واحدة من أشهر مطربات زمن الفن الجميل، رغم عمرها القصير، نجحت في أن تترك اسما لامعا في عالم الفن، وتعاونت خلال أعوام عملها بالفن مع كبار صناع الأغنية مثل محمد القصبجي ومحمد عبدالوهاب، كما شاركت في السينما ببطولة فيلمي "انتصار الشباب" و"غرام وانتقام".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان