سر قصيدة قدمتها أم كلثوم لترد جميل الشعب السوداني
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
كتب- مصطفى حمزة:
وجع الحب الذي أرهق قلب الشاعر الهادي آدم، وما تردد عن أنه لم يحتمل لوعة انتظار لقاء المحبوبة، ورحل قبل يوم من موعد اللقاء، واحدة من قصص عديدة نسجت حول أسباب حماس أم كلثوم لغناء قصيدة "أغدا ألقاك"، وهي واحدة من قصائد الشاعر السوداني.
ومع احتفالنا في ديسمبر بذكرى مولد كوكب الشرق أم كلثوم، إذ ولدت عام 1898، نقدم القصة الكاملة لواحدة من أشهر أغانيها.
مجهود حربي
الكاتب الصحفي السوداني مصطفى أمين في تصريح خاص لـ"مصراوي"، تحدث قائلا: "البداية كانت دعوة من وزير الإعلام السودانى عبدالماجد أبوحسبو، وجهها إلى أم كلثوم لتقديم حفلاتها في إطار حملتها لدعم المجهود الحربي، وذلك بعد عام واحد من هزيمة 1967".
وتابع: "قدمت أم كلثوم أول حفل لها على مسرح أم درمان المكشوف في 26 ديسمبر 1968، وصل عدد حضوره إلى ما يقرب من 7 آلاف فرد".
وأضاف مصطفى أمين: "عند إقامة الحفل الثاني في 30 ديسمبر، فوجئت أم كلثوم باحتفال الإذاعة السودانية بعيد ميلادها على المسرح، ووسط زغاريد السيدات من الحضور، تلقت هدايا وارتدت الثوب السوداني".
رد الجميل
مصطفى أمين تابع، قائلا: "بعد عودتها إلى القاهرة قررت أم كلثوم رد الجميل إلى الشعب السوداني الذي احتفى بها، وطلبت من الشاعر والكاتب الصحفي صالح جودت، ترشيح شعراء سودانيين لقراءة دواوينهم، واختيار قصيدة من بينها تقوم بغنائها، ووقع بالفعل الاختيار على قصيدة للشاعر الهادي آدم بعنوان (الغد) من ديوان (كوخ الأشواق)".
الغد
وأوضح الكاتب الصحفي: "البعض تحدث عن أن أم كلثوم قدمت القصيدة بعدما وصلتها قصة رومانسية تخص وفاة الشاعر، وانه كان قد وقع في غرام فتاة مصرية، وسافر بعد رفضهم إتمام زواجه منها، وإنه فيما بعد علم بموافقة الأهل، وتم تحديد موعدا لزيارته لهم في اليوم التالي، وقبل ليلة من اللقاء ظل الشاعر ساهرا، وكتب قصيدته، وتوفي صباح يوم اللقاء، وهذا كله، غير حقيقي بالمرة".
أغدا ألقاك
مصطفى أمين تابع، وقال: "ما حدث أن أم كلثوم بعد حماسها لتقديم القصيدة، عقدت جلسة مع الموسيقار محمد عبدالوهاب الذي طلب عدة تعديلات قبل وضع اللحن، وبالفعل تمت دعوة الشاعر الهادي آدم إلى القاهرة، وأعاد صياغة القصيدة تماما، وليس فقط الاسم".
وقال مصطفى: "القصيدة كانت تقول أغدا ألقاك يالهف فؤادي من غد، وأحييك بفؤادي ام يدي، وبعد التعديل أصبحت أغدا ألقاك يا خوف فؤادي من غدي، يالشوقي واحتراقي في انتظار الموعد".
وأضاف: "وعندما قدمت أم كلثوم القصيدة في الحفل الذي أقيم في مسرح قصر النيل عام 1971، كان الشاعر الهادي آدم في مقدمة الحضور، ورغم ما نالته القصيدة من شهرة، إلا أنه شعر فيما بعد بالحزن بسبب طغيان الصدى الذي حظت به على كافة دواوينه الشعرية".
مصطفى اختتم بالقول: "وتوفي الشاعر في نوفمبر 2006 عن عمر يناهز 80 عاما".
فيديو قد يعجبك: