إعلان

قصة مذيع أعلن نهاية العالم وأنقذه جمال عبدالناصر من الاعتقال.. "القيامة قامت"

10:00 م الخميس 13 يناير 2022

كتبت- منى الموجي:

هل تتخيل يومًا أن تسمع خبر يذيع عليك موعد يوم القيامة؟، كيف ستتصرف وقتها؟، هل ستصدقه أم لن تلقي بالًا للمتحدث؟ وستعتبرها (كدبة أبريل) حتى إذا كنا في مايو مثلا؟، أو مزحة ثقيلة الظل لا مجال حتى للتفكير فيها؟.. هذا ما عاشه المصريون عام 1962، بسبب مذيع شاب أراد أن يقدم فقرة مثيرة وساخرة يُمتع بها جمهور الإذاعة لكن الأمر انقلب رأسا على عقب وبات وجدي الحكيم ومن شاركوا معه مهددين بالاعتقال.

حكى الإذاعي والإعلامي الكبير وجدي الحكيم، في برنامج "ساعة صفا" الذي كانت تقدمه الفنانة والإعلامية الكبيرة صفاء أبو السعود، تفاصيل قصة إعلانه قيام القيامة في خبر عبر الإذاعة، قائلا إن في عام 1962 أجمع منجمو العالم أن القيامة ستقوم في اليوم الفلاني الساعة السابعة والنصف مساء، وقتها كانوا ينفذون برنامج أبو لمعة الليلة.

وتابع "أبو لمعة الليلة يقعد يفشر على الخواجة بيجو، اللي لما يزنقوا الديك يدن، وفي ليلة كان موعد القيامة حسب كلام المنجمين قلنا نعمل دعاية لأبو لمعة"، مضيفا "بالفعل قطعنا على أغنية كانت تُذاع بمارش عسكري، ومثلنا في 12 دقيقة إن القيامة بتقوم: بعد قليل نذيع عليكم بيانا هامًا، ثم يرتفع صوت المارش، لنقول أفادت وكالة الأنباء العالمية بيجو برس، أن الصدام المتوقع حدوثه بين كوكبين قد يحدث بين لحظة وأخرى".

استمر الحكيم وفريقه على هذا النحو يتلون كلمات جادة جدًا على المستمعين، من بينها إرسال وفد من الإذاعة إلى برج القاهرة لنقل ما يحدث، وفي نفس الوقت يسمع الجمهور "خبط ورذع"، ثم "البرج يتحرك ويهتز أي يقع المذيع، ويدخل أبو لمعة ويبدأ يفشر، قائلا: البرج يطير ويخترق الغلاف الجوي، وعلى الغلاف صورة فاتن حمامة".

توقع الحكيم أن الحكاية بدأت تتضح للمستمعين، لكن كانت جمل أبو لمعة جاءت بعد فوات الأوان، وخروج أعداد كبيرة إلى الشارع خوفا وفزعا، وأصبح هو وفريق العمل رهن الاعتقال.

ظل الحكيم وزملاؤه يخضعون يوميا للتحقيق، وعن طريقة انتهاء الأمر، حكى "فضل الموضوع مجال تحقيقات، إلى أن استفحل وكل يوم استدعاء للتحقيق، الرئيس جمال عبدالناصر طلب يسمع الحديث، وكان كل المحققين مكشرين حتى ضحك هو فضحكوا جميعا، وقال: الإثارة مطلوبة وعايزين جماهير واعية مش جماهير جهلة ممكن تترعب من هذه البرامج"، ونظر ناصر للحكيم محذرا "لو كررتها تاني مش هتسلم مني، قلتله حرمت".

واختتم الإعلامي الكبير الراحل وجدي الحكيم كلامه هما حدث مؤكدًا أن بنضجه وبعد سنوات طويلة من العمل الإعلامي، لا يمكنه تكرار نفس التجربة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان