Daredevil.. من عليه تنظيف فوضى الأبطال الخارقين؟
كتب - محمد عبد السميع :
منذ بدأت شركة مارفل في إطلاق سلاسلها الأكثر ترابطا في عالم الأبطال الخارقون الخاص بها، وانتشار الأفلام، صار هناك بطل خارق في كل زاوية، فمن الرجل الحديدي إلى كابتن أمريكا ومن هالك إلى ثور، والعديد والعديد من الأبطال الخارقين المتضخمين في عضلاتهم وعقدهم الشخصية ونزعة الأنا بداخل كل منهم، هنا تحديدا وعند هذه النقطة يحتاج العالم إلى بطل جديد وحتمت الضرورة ظهور Daredevil أو الشيطان الأحمر.
Daredevil هو البطل الذي يجب عليه تنظيف تلك الفوضى التي خلفها الأبطال الخارقين الآخرين، تبدأ أحداث المسلسل عقب أحداث نيويورك، التي جاءت في الجزء الأول من فيلم Avengers أو المنتقمون، الدمار الذي حدث في نيويورك عقب الغزو الفضائي ونجاح فريق Avengers في التصدي له، يؤتي بثماره في إنتاج نوع جديد من الرجال السيئين أو العصابات، أو الأشرار كما يحب البعض أن يصفهم، هؤلاء الأشرار لا يمثلون تلك الخطورة التي تهدد بفناء الكوكب ولا يرقون لأن يواجههم أولئك الأبطال الخارقون الذين يتصدون للموت في مواجهات كبرى، ويتفرغون أغلب الوقت لإثبات أنفسهم والاستعراض أمام بعضهم البعض هم على أفضل تقدير مجموعة من العصابات.
ومع نمو تلك العصابات ومحاولتهم لتغيير وتشكيل البنية التحتية لنيويورك وهو الأمر الذي تلعب عليه شارة مقدمة المسلسل حيث تظهر نيويورك وهي يتم بناءها ولكن بالدماء، يظهر البطل الجديد، البطل الخارق الجديد صاحب الشخصيتين كالعادة إلا أنه بخلاف سابقيه ليس خارقا بالقدر الكافي، "مات موردوك" المحامي الكفيف، الذي يفتتح هو وصديقه فوجي نيلسون شركة صغيرة للمحاماة في نيويورك للدفاع عن البسطاء، هو نفسه الشيطان الأحمر الذي يجري في الشوارع ليلا لينظفها من أولئك الأشرار، حرب عصابات تعتمد على مهاراته القتالية، وحواسه المتقدة عقب إصابته بالعمى في صغره، وتلعب شارة المقدمة مرة أخرى على شخصية مات موردوك أو Daredevil حيث يظهر تمثال العدالة الشهير المغمى عينيه وهو يحمل ميزان العدالة بيد، بينما يمسك في يده الأخرى سيفا، ليقتص من أولئك المذنبين.
من أهم مميزات Daredevil أنه ليس خارقا ولا مثاليا، قد يٌضرب حتى يقارب الموت، وقد ينفعل ويفرغ غضبه في شخص ما، شخصية مظلمة، يحكمها تاريخ كبير من الغضب والعنف والألم، وقد استطاع المسلسل الجديد الذي أنتجته شركة Netflix بالتعاون مع شركة مارفل أن ينقل هذا الجانب المظلم بحرفية عالية، وقد تناسبت ملامح بطل المسلسل Charlie Cox اللطيفة بشكل كبير، في إيضاح هذا التناقض ما بين ملامحه الهادئة اللطيفة، وهذا القدر الهائل من الغضب والظلمة التي تحتل جزءا كبيرا من روح الشخصية التي يلعبها.
هذا القدر من التخبط الذي يحيط بالشخصية ويتحكم في دوافعها، هو أكثر ما يميز ويعيب في الوقت نفسه أبطال شركة مارفل الخارقون عن أبطال شركة دي سي باستثناء باتمان، أبطال مارفل جميعا لديهم مثل هذه التساؤلات والدوافع، يتخبطون بين صحة ما يفعلونه وخطأه، تحكم كثيرا منهم الأنا المتضخمة ورغبتهم في القيادة وإثبات النفس، بينما أبطال دي سي، مهذبون لا يخطئون عندهم قدر عال من إنكار الذات والإيثار والتضحية بالنفس، حينما يتحدون يقبلون بقيادة سوبرمان دون أي غضاضة، لذا يبدو باتمان شخصية شاذة بينهم حتى أنهم جميعا يستغربونه ويطلقون عليه لقب الرجل المظلم فيما بينهم.
يطرح المسلسل تساؤلا قديما للغاية، منذ ظهور المقتصين أو الأبطال الخارقون، ما الواجب فعله تجاه أولئك الذين ينجحون في الهروب من قبضة العدالة؟، وهل الأبطال الخارقون مذنبون أم أن ما يفعلونه هو الجزء المكمل للعدالة، أو الجانب المظلم منها؟
المسلسل غير متناسب في مشاهدته مع الأطفال أقل من 13 سنة، لأنه يحتوي على عدد من مشاهد العنف، والقتال التي لا يناسب مشاهدتها للأطفال، ولكنها تتفق تماما مع معطيات الشخصية ومتطلباتها، وربما لهذا السبب لجأت مارفل لإنتاج المسلسل خارجها بالتعاون مع شبكة مثل Netflix، والتي تنتج مثل هذا المحتوى، وهي خطوة ذكية من القائمين على الشخصية لإدراكهم أبعادها وكيفية إظهارها على الشاشة مرة أخرى عقب الفشل الذريع الذي واجه الفيلم السابق الذي تم إنتاجه عام 2003 وقام ببطولته بن أفليك، الذي يقوم بأداء شخصية باتمان المشابهة لهذه الشخصية، في الفيلم الجديد Batman v Superman: Dawn of Justice والذي سوف يعرض العام القادم.
فيديو قد يعجبك: