لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

المراهقة والمخرج الشهير.. تفاصيل"علاقة حب" استمرت 8 سنوات

06:31 م الإثنين 24 ديسمبر 2018

وود آلن

كتب – سامي مجدي:
كانت تصغره بربع قرن. رغبت في أن تقترن به وهو ملئ السمع والبصر، وهي يحدوها الطموح في أن تخطو خطواتها الأولى في عالم طالما حلمت أن تكون جزءً منه.

ثماني سنوات قضتها في أحضانه في علاقة تنظر إليها الآن بمشاعر متضاربة، في خضم حملة "ME TO" (أنا أيضا) التي تفضح التحرش والاعتداء الجنسي من جانب أصحاب النفوذ خاصة في مجال الفن والترفيه.

في مقابلة مع مجلة "هوليود ريبورتر"، كشفت بابي كريستينا إنغلهارت لأول مرة عن تفاصيل علاقتها مع المخرج الشهير "وودي آلن" على مدى ثماني سنوات بدأت أواخر السبعينات من القرن الماضي.

وسردت إنغلهارت كيف تعرفت على آلن وهي مراهقة في بداية سلم عالم الموضة والأزياء، وكيف قضت سنوات بين أحضانه، وانفضت علاقتها مع المخرج النافذ في أوساط عالم الفن والترفيه.

كان العام 1979، والعارضة الطموحة إنغلهارت في السادسة عشر من عمرها والمخرج وودي ألن في الحادية والأربعين من عمره. دخل الاثنان في علاقة غرامية دامت ثماني سنوات؛ علاقة غير متكافئة بالنظر إلى مكانة ونفوذ أحد طرفيها في ذلك الحين.

شقراء ذات أعين براقة يحدوها طموح وثقة في نفسها لا حدود لها، وقع نظر إنغلهارت على آلن في مطعم فاخر في نيويورك في أكتوبر 1979. في تلك اللحظة كانت الفتاة المفعمة بالحيوية عائدة لتوها من غرفة السيدات في المطعم، وما إن مرت بالطاولة التي كان يجلس عليها المخرج ذائع الصيت، حتى ألقت بورقة صغيرة.

احتوت الورقة على رقم هاتف خاص بالفتاة، وعبارة شديدة الصراحة وربما الوقاحة: "حيث أنك وقعت ما يكفي من الأوتوغرافات.. إليك الأوتوغراف الخاص بي!"

لم يمض وقت طويل حتى دق جرس الهاتف عند إنغلهارت. على الجانب الآخر كان وودي آلن الذي كان يعيش نشوة نجاح فيله "النائم"، وينتظر بشغف صدور فيلمه الجديد "آني هال" في الربيع التالي. دعاها إلى مسكنه في نيويورك دون أن يسأل حتى عن عمرها. أخبرته إنغلهارت بأنها لا تزال تدرس في الثانوية وتعيش مع عائلتها في ريف نيوجيرسي، في الوقت الذي تعمل على شق طريقها في عالم الأزياء والموضة في مانهاتن.

في غضون أسابيع قليلة، دخل الاثنان في علاقة غرامية مكانها بيته. لم تكن إنغلهارت قد بلغت السابعة عشر من عمرها (السن القانوني الذي يسمح بعده للفتاة بممارسة الجنس في نيويورك). عيد ميلادها السابع عشر كان في ديسمبر من ذلك العام (1979).

حسب رواية إنغلهارت، مضت في علاقة رومانسية لفتها السرية طيلة ثماني سنوات مع آلن. ورغم مرور أكثر من أربعة عقود، إلا أن أبعاد تلك العلاقة الحالمة لا تزال تسري في عروقها. بالنسبة لها، أدت إعادة النظر في ديناميكيات السلطة بين الجنسين التي أثارتها حركة "مي تو"، -إضافة إلى الفضائح الشخصية لوودي آلن التي من بينها مزاعم اعتداء جنسي على ابنته بالتبني ديلان فارو-، إلى تحويل ما يدور في ذاكرتها عن تلك العلاقة -بكآبتها وحلوها-، إلى أمر غير مريح بعض الشيء في الوقت الراهن.

تقاوم السيدة التي بلغت التاسعة والخمسين في الرابع من ديسمبر الجاري، محاولات الحكم على حياتها وفق ما تراه طباع وعادات نشأت حديثا ولم تكن قائمة في زمن علاقتها مع آلن.

غير أن الزمن غير ما اعتبرته لفترة طويلة أثرا بقي في طي الكتمان عن علاقة بين من كان ولا زال ذائع الصيت ومن كانت في بداية الطريق.

في فيلم "مانهاتن" (1979) مارست تراسي ذات السبعة عشر ربيها (لعبت دورها مارييل همنغواي ورشحت عن ذلك الدور لجائزة أوسكار أحسن ممثلة)، الجنس بحرارة مع إسحاق "إيك" ديفيز (الذي لعب دوره آلن وهو في الثانية والأربعين من عمره). تقول إنغلهارت إن ذلك الفيلم دائما "ما يذكرني بأسباب اعتقادها أنه مثير للاهتمام والتشويق- ذكائه كان جذابا. لهذا السبب أعجبني ولا زلت معجبة به. كيف أدى الشخصيات في أفلامه ولعب بها. وكيف لعب معي أيضا".

1

(آلن مع هيمنغواي في فيلم مانهاتن)

أكد صديقان مقربان من إنغلهارت درايتهما بعلاقتها مع آلن في ذلك الوقت؛ إحداهما أوصلتها ذات مرة إلى منزل المخرج. أيضا المصور أندروا أوانغست الذي تناول العشاء مع إنغلهارت في الليلة التي مارست فيها الجنس مع آلن لأول مرة، قال إنه كان على علم باللقاء الحميمي في تلك الليلة. "كانت (إنغلهارت) كالضربة القاضية. غير متحفظة".

يتذكر مايك، شقيق إنغلهارت الأصغر، أن آلن كان يتصل هاتفيا بمنزل الأسرة، "كنت أصرخ بيبي، إنه وودي! لم يدر بخلدي وجود أي شيء رومانسي؛ كنت في الحادية عشر، أو الثانية عشر ومن أشد معجبيه".

علاقة أنغلهارت ورحلتها تظهر معقدة للوهلة الأولى. كانت الفتاة المراهقة تشعر بفخر في داخلها؛ إذ أنها نجحت في الإيقاع بـ"عبقري مشهور". وبشكل كبير تحمل نفسها مسؤولية الإبقاء على تلك العلاقة طيلة هذه السنوات، وكذا عن الاحباطات والأسى الذي خلفته علاقتها مع ذلك المخرج غريب الأطوار الذي تكشفت علاقاته الغرامية على مدى العقود الثلاثة الماضية.

حتى أنه مع إدراكها المتأخر لطبيعة وتعقيدات تلك العلاقة، فإنها تبدو غير راغبة في توجيه أية اتهامات إلى آلن. في حديثها المتأخر أيضا مع مجلة "هوليوود ريبورتر"، تقول إنغلهارت: "ما جعلني وحثني على الحديث هو أني اعتقدت أنه باستطاعتي تقديم وجهة نظر ما، أنا لا أهاجم وودي. هذا ليس ضربة لهذا الرجل، أنا أتحدث فقط عن قصة حبي أنا. هذا ما جعلني من أنا. ليس لدي أي شعور بأي ندم".

اليوم إنغلهارت مطلقة وأم لابنتين في الجامعة وتعيش في شقة في بفيرلي هيلز بولاية كاليفورنيا. تقول إنها كانت منذ صغرها قارئة نهمة في علم النفس وعلم الأبراج، "قرأت الطالع ذات مرة لوودي آلن، الذي لم يعجب بالأمر".

عاشت إنغلهارت ذات الشخصية المنفتحة الرصينة في آن معا، سلسلة مغامرات بينما كانت تشق طريقها نحو عالم الموضة والأزياء: تعرفت على الملياردير السعودي عدنان خاشقجي (توفي في يونيو 2017 وكانت ثروته تقدر في ثمانينيات القرن الماضي بأربعة مليارات دولار) ، وتناولت العشاء مرة مع ستيفن كينغ (كاتب وقاص أمريكي مولود في 1947 حقق شهرة واسعة في العقود الأخيرة من القرن العشرين وتحولت الكثير من مؤلفاته إلى أعمال سينمائية)، وعملت مساعدة شخصية للمياردير جيفري إيبستين، التي أدين بإغراء فتاة قاصر وقضى أكثر من عام في السجن.

بعد السنوات التي قضتها في أحضان آلن، مضت إنغلهارت في طريقها لتصبح ملهمة للمخرج الإيطالي الشهير فيديريكو فيليني خلال رحلاته في روما وتولوم والمكسيك، ثم قضت سنوات مالت فيها إلى الغرور أثناء عملها مضيفة لدى شركة بارامونت قبل أن تعمل مساعدة للمنتج بوب إيفانز.

2

(المخرج الإيطالي فيدريكو فيلين 1920-1993)

كانت تحظى بجاذبية شديدة جعلت من مثل هؤلاء النافذين يقبلونها في دائرتهم المقربة. تقول إنغلهارت: "كنت شديدة الجمال، ذكية بما فيه الكفاية، غير صدامية. لا أميل للحكم على الأشياء، كنت حذرة ولا يوجد ما يصدمني."

كانت هذه الصفات محل تقدير في جزء منها من جانب وودي آلن.

وعلى ثراء الحياة والمغامرات التي عاشتها إنغلهارت، كتبت السيدة مذكراتها مرتين. لكن أيا منهما لم ترى النور. تقول إن النسخة الأولى من مذكراتها ركزت على سنواتها مع فيليني، أما الأخرى فهي عن حياتها مع آلن وفيها ترسم إنغلهارت صورة لعلاقة بين اثنين غير متكافئين (هي مراهقة في بداية الطريق وهو في مصاف النجوم في سماء هوليود والفن السابع). من أول لقاء، كان آلن هو من يضع شروط العلاقة ومسارها. كانت هي ولا زالت تنظر إليه على أنه "رجل عظيم"، وشديدة الإعجاب به حتى من قبل أن يلتقيا.

"كنت سعيدة وأقبل بالأمور، ولم أكن أجادل. كنت شديدة الإخلاص والتفاني. قاعدتان أساسيتان غير معلنتين حكمتا العلاقة وسارت عليهما: لا نقاشات أبدا في شؤون عمله – وبالنظر إلى الخصوصية الضرورية لنجم شهير مثله، يمكنهما اللقاء فقط في مكانه (بيته)".

في أكثر من مئة مناسبة متتالية، زارته في شقته في 930 بالجادة الخامسة في نيويورك. كانت في كل مرة تشق طريقها مباشرة إلى غرفة نوم مواجهة لمتنزه سنترال بارك الشهير. "دائما ما كانت الستائر مرخية. مما لا شك فيه أن المنظر كان بديعا. لكني لم أكن هناك من أجل المنظر".

في علاقتها مع آلن تتداخل عدة ملامح ترسم ديناميكية العلاقة بين الاثنين بكل تناقضاتها. جذورها الألمانية كانت ضمن تلك الملامح. فهي اليهودية التي تعرضت في نشأتها للسخرة والتعذيب في حي يهودي في ولاية نيوجيرسي قبل أن تنتقل العائلة فيما بعد إلى منطقة حضرية في الولاية نفسها حينما كانت إنغلهارت في سن المراهقة. والداها كانا مهاجرين في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية: الأب كان جنديا وهو في الرابعة عشر من عمره في جيش النازي، ويخدم بالقرب من الحدود الفرنسية في حفر الخنادق.

3

(وودي آلن مع أنغلهارت)

رغم كثرة الاختلافات والتناقضات بين إنغلهارت وآلن إلا أنهما لم يتحدثا عنها قط. إلا أن تلك الاختلافات حامت على الأقل في تفكير الفتاة. ووفقا لمذكرات إنغلهارت، بدأ آلن بعد مرور عام من علاقتهما، في إحضار "سيدات صغيرات جميلات" من وقت لآخر لتنضم إليهما في مجموعة ثلاثية. جربت الازدواجية في العلاقة، ووجدت في بعض الأحيان أن تجاربها مع آلن "مثيرة للاهتمام- استكشاف السبعينات" بحسب تعبيرها.

بدأت إنغلهارت في الشعور بأن الأمر مختلف يتسلل إليها بعد مرور أربع سنوات على علاقتها مع آلن، حينما قال علنا إنه يرغب في أن يقدمها إلى "صديقته" الجديدة. كانت إنغلهارت تفترض أنها هي صديقته الوحيدة، حتى تبين لها أن هناك مايا فارو، التي كانت تكبرها بأربعة عشر عاما كاملة وتتمتع بشهرة بعد دوريها في فيلمي "روزماري بيبي" و"غاتسبي العظيم".

كتبت إنغلهارت في مخطوطة مذكراتها: "شعرت بالمرض. لم أكن أريد أن أكون هناك على الإطلاق، ومع ذلك لم أتمكن إيجاد الشجاعة للنهوض والرحيل. المغادرة يعني نهاية لكل هذا. إذا نظرنا إلى الوراء، آلن كان بالضبط ما كنت بحاجة إليه، ولكن في ذلك الوقت، فإن فكرة عدم وجود وودي في حياتي أصابتني بالرعب. لذلك جلست هناك، بصبر، بهدوء في محاولة لتقييم الوضع، في محاولة لفهم سبب رغبتهما (آلن وفارو) في اللقاء".

على الرغم من الصدمة الأولية للغيرة، تقول إنغلهارت إنها تطورت لتصبح مثل فارو على مدى "مرات" من الجنس الثلاثي التي في منزل آلن، حيث كانوا يدخنون ويبدون الإعجاب المشترك للحيوانات. تضحك إنغلهارت وتقول: "عندنا كانت مايا هنا، كنا نتحدث عن علم الفلك والأبراج، وكان وودي مجبرا على الاستماع".

كتبت أيضا تقول: "كانت هناك أوقات كنا الثلاثة معا. في الواقع كان الأمر متعة كبيرة. استمتعنا ببعضنا البعض عندما كنا في هذه اللحظة. كانت جميلة وحلوة، وكانت جذابة ومثيرة، وكنت مثيرة وأصبحت أكثر وأكثر تطوراً في هذه اللعبة. لم يكن ذلك إلا بعد أن أتيحت لي الفرصة لكي أفكر في كيف أن الأمر شديد التشابك عندما كنا معا... وكيف أنني لم أكن أكثر من دمية صغيرة. بينما كنا معا، كان الأمر كله مجرد لعبة يديرها وودي فقط، لذا لم نكن نعرف تمامًا أين كنا نقف".

تقول إنغلهارت: "اعتدت أن أظن أن هذا كان شكلاً من أشكال الأبوة والأمومة مع الاثنين. بالنسبة لي، كانت تلك العلاقة برمتها فرويدية للغاية: كيف أعجبت بهما، وكيف تركت كل ذلك يسير على ما يرام".

بالنسبة لفارو، تقول إنغلهارت: "كان لدي دائما انطباعا بأنها كانت تفعل ذلك لأنه أراد ذلك".

4

(وودي آلن ومايا فارو وأطفالهما)

تتذكر أن الأمور تدهورت وانهارت عندما تطورت القصة إلى علاقة بين آلن وابنة فارو بالتبني، سون-يي بريفين (تزوجت سون-بي من آلن وكانت وقتها في الحادية والعشرين من عمرها تقريبا). تقول إنغلهارت: "شعرت بالأسف تجاه مايا. فكرت، ألم تكن لدى وودي ما يكفي من النساء وزيادة معها أو بدونها، وأن آخر شيء كان عليه فعله هو أن يجري وراء شيئا ما يخصها بالكامل."

"لقد اعتني بمايا، ودربها... آلن ليس أمامه أية عوائق. كان الأمر عبارة عن ازدراء شديد."

لم تتأثر مهنة آلن غزير الإنتاج بشكل كبير بالخلافات والنزاعات الخاصة بحياته الشخصية حتى وصول حملة "مي تو". ففي أكتوبر 2017، أُلغي العرض الأول لفيلمه "عجلة العجائب"، الذي تنتجه استوديوهات أمازون، وفي يناير 2019، اعتذر اثنان من أبطال فيله "يوم ممطر في نيويورك" – تيموثي تشالامت وريبكا هال (التي ظهرت من قبل في فيلم " فيكي كريستينا برشلونة" الذي أخرجه آلن أيضا) عن العمل في الفيلم وتبرعا براتبيهما إلى منظمات تناهض التحرش.

لم يطرح فيلم "يوم ممطر في نيويورك" الذي كان مقررا صدوره هذا العام، في دور العرض السينمائي حتى الآن.

5

(من فيلم يوم ممطر في نيويورك)

وبالنظر إلى علاقتها مع آلن، تعتقد إنغلهارت أن الوقت الوحيد الذي رأته يكشف حقاً عن ضعفه كان بعد أن تلقى مكالمة هاتفية غير متوقعة من ديان كيتون. تتذكر أن صديقته السابقة أخبرته بأن القطة التي كانت في رعايتهما قد ماتت. تقول إنغلهارت: "جاءه الأمر على حين غُرة. جلس هناك بجانبي ونظر إلى يديه. كانا يرتجفان".

لا تزال إنغلهارت، التي بدأت في تلقي دروسا في التمثيل مع ستيلا أدلر ولي ستراسبيرغ خلال فترة وجودها مع آلن، متأثرة من رفضه تقديم يد العون لها حتى تحصل على بطاقة (اس ايه غي) الخاصة بمن يعملون في التمثيل. وتتذكر: كان هذا هو الشيء الوحيد الذي كنت سأطلبه منه، وقال لي "لا، هذا شيء أنت بحاجة أن تعتمدي على نفسك للحصول عليه، انس الأمر".

وفي خريف عام 1979، دون أن تخبر آلن، أمنت إنغلهارت عملا إضافيا في فيلم "مذكرات ستاردست." تقول "لم أره حتى هناك، ربما كان قسما ثانيا. كان حلمي هو أنه رآني وأخرجني من الحشد. لكنني ظهرت مع الجمهور وغادرت مع الجمهور".

لم تخبره أبداً أنها كانت هناك.

أخفت إنغلهارت شيئا أكثر مأسوية عن آلن: اغتصابها. تعرضت مرارا لاعتداء جنسي واغتصاب في السنوات التي سبقت لقاءها معه، المرة الأولى كانت من زميل دراسة، ثم مرات عديدة على أيدي صديق لعائلتها. تقول "الأشياء المزعجة التي حدثت لي، أردت أن أنسى أنها حدثت."

وبمرور الوقت، لم تنجح إنغلهارت مع المؤلفين، مما أدى بها في النهاية إلى مغادرة نيويورك. تقول: "ظننت أنني استثنائية، ثم أدركت أنه شخص كبير ولديه حياة كبيرة - أنا في حياته. (حياته مثل) قوس قزح به الكثير من الألوان، وكنت أنا لون منها."

بحلول أواخر الثمانينات من القرن الماضي، كانت قد انتهى بها المطاف إلى جزء من دائرة فيليني الإبداعية في روما، حيث كانت تعمل في مكتبه. في أحد الأيام اتصل آلن بمكتب فيليني. "كنت أنا الشخص الذي رد على الهاتف. قال "أنت مع فيلليني – تركتيني من أجل لفيليني؟! هذا رائع!" لقد صُدم أني كنت، من بين كل الناس، مع بطله."

في ذهنها، لا تزال إنغلهارت ترى أن آلن بدأ أخيرا يقدرها عندما نما إلى علمه عن طريق الخطأ أن رجلا آخر (فيليني) نجح في أن يتودد إليها وأنها بدأت تجد نفسها في دائرة المخرج الإيطالي الشهير.

آخر مرة سمعت فيها من آلن كانت في يناير 2001، عندما بعث لها بخطاب شكرها على إرسالها له نسخة من وثائقي ظهرت فيه عن فيلم "الصوت على القمر"، آخر فيلم أخرجه فيليني. كتب آلن: "أتمنى أن تكوني سعيدة وفي صحة جيدة. أتذكر الأوقات التي قضيناها معا باعتزاز. لو زردت نيويورك أود أن تلتقي مع زوجتي- سوف تحبك. نذهب إلى كاليفورنيا في بعض الأحيان. إذا وددت سوف أتصل بك ربما يمكننا اللقاء".

6

(صورة من خطاب بعث به آلن إلى إنغلهارت)

افترضت إنغلهارت، في ضوء تاريخهما معا، أن اللقاء المقترح مع ألن وبريفن (زوجته وابنة مايا فارو بالتبني) لم يكن مقصودًا أن يكون أفلاطونيا. تقول: "كان لدي أطفال في ذلك الوقت. كنت مثل – أني أذهب من أجل الخناق، لكن أولوياتي كانت مختلفة. أردت فقط أن أبتعد".

لقد مر أكثر من عقد من الزمان منذ أن رأت إنغلهارت مانهاتن آخر مرة زارتها. جهاز التلفاز الموجود في غرفة المعيشة في شقتها لا يعمل، لذا كانت تستخدم ذلك الموجود في غرفة نوم ابنتيها. تقول ضاحكة: "كم هو ملائم".

تتذكر أول ما شاهدت فيه فيلم سهرة: "مانهاتن". كان المشهد عبارة عن حفلة موسيقية فيما هناك زوجان يمارسان الحب. اعتقدت في بادئ الأمر أن الحبكة عبارة عن قصة رومانسية تعتمد على نجوم من الوزن الثقيل، لكنها، على ما تقول) صُدمت عندما اكتشفت أن القصة تركز على موقف آلن الذي كان يعاني من الاستياء والضيق بسبب عدم قدرته على التخلي عن علاقة مع مراهقة لعبت دورها في الفيلم مارييل همنغواي.

كتبت في مخطوطة مذكراتها تقول: "بكيت معظم وقت الفيلم، بدأ فجر الإدراك يتسلل إلي مع ظهور بوادر مخاوفي. كيف انتابه الشعور بهذه الطريقة. كيف كانت شراكتنا عبارة عن مجرد اندفاعة؟ تشاركنا هذه الرابطة الخاصة منذ البداية، شيء ساحر، والآن هنا كان تفسيره لي ولنا على الشاشة الكبيرة حتى يراه الجميع بالأبيض والأسود. كيف أمكنه تفكيك شخصيتي وحياتنا معا إذا كانت مجرد مخلوق خيالي بالنسبة للمتحمسين للفن المنزلي".

عندما رأت ألن بعد ذلك، أخبرته أنها وجدت الكثير من أوجه الشبه بينها وبين تريسي التي لعبت دورها مارييل همنغواي. (ليس فقط في العمر؛ لقد كانتا، ضمن تفاصيل بارزة أخرى، ممثلات رائعات لهن اهتمام بالتصوير الفوتوغرافي، اللواتي قد يفاجئن الآخرين، ويمجدن ذكوريتهم.) تتذكر أنه رد عليها قائلا: "أعتقد أنك ستكونين كذلك."

كتبت في المذكرات التي لم ترى النور: "كان هذا كل ما كنت سأخرج منه عن الفيلم، وأتطلع إلى الوراء الآن، أنا شديدة الغضب من نفسي لأنني لم أكن أقوى".

لا تفترض إنغلهارت أنها كانت مصدر إلهام لشخصية تريسي في فيلم "مانهاتن." تعرف أن الممثلة ستايسي نيلكن، التي كانت تواعد آلن وهي في السابعة عشر من عمرها ولا تزال في المدرسة الثانوية، بعد أن التقت فيه خلال تصويره فيلم "آني هال"، ذكرت أنها كانت ملهمة فيلم "مانهاتن". (مع ذلك عندما سمعتها تقول ذلك بدا وكأني أقول "أيا كان الأمر.") بالنسبة إنغلهارت، تريسي شخصية مركبة وأن أي عدد من حيوات آلن الأخرى مع عشيقاته بما في ذلك حياته معها ومع نيلكن، ربما تكون وراء إلهام آلن تلك الشخصية. "كنت جزءًا. الفنانون العظام يختارون الأفضل."

تحكي إنغلهارت أنها كانت تعيش مثل بطلة "مانهاتن". تقول "دائما ما كان يفعل الشيء نفسه معي. رغم أنه كان يكلف سائقه بأن يوصلني في سيارته الرولزرويس البيضاء. في بعض الأحيان كان ينتهي بي المطاف في محطة بورت أوسوريتي، وأتوجه إلى نيوجيرسي."

دائما ما تردد إنغلهارت أن "مانهاتن" فيلم "رائع".

حتى في ذروة الفيلم العاطفية عندما تقول بطلته تريسي لبطل الفيلم إيك: "الجميع انحرف؛ عليك أن يكون لديك القليل من الإيمان"، لم تنخدع إنغلهارت: "بالطبع (آلن) لم يكن لديه أبدأ أي ثقة أو إيمان بأي شخص."

 

بانقضاء الأمر، تفكر إنغلهارت في كيف استحضر آلن عالما خياليا يمكن أن يقيم فيه إيك (بطل فيلم مانهاتن) علاقته مع مراهقة، ويتمكن من استعراضها علنا وبين الأصدقاء في فانتازيا دون أي استنكار، مع ملاحظة التناقض بين ذلك وبين العزلة التي فرضت عليها. تقول "تم إبقائي بعيدا".

بعد أن انتهت إنغلهارت من مشاهدة الفيلم في ذلك المساء في غرفة ابنتيها، فكرت: ماذا لو كانت قصتها هي قصة تلك المراهقة في "مانهاتن" مع ذلك الرجل متوسط العمر؟ ردت: "إنها نسخة جديدة أود رؤيتها."

بعد أسبوع من عرض الفيلم، اعترفت إنغلهارت بأن آلن يأتيها في أحلامها. "اعتدت أن أحلم بأني أمارس الحب مع وودي. الآن أنا أحلم به يموت بين ذراعي."

للاطلاع على النص الأصلي... اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان