إعلان

"The Terror".. الحكاية الحقيقية للسفينة التى علقت في القطب الشمالي

08:50 ص الثلاثاء 27 مارس 2018

كتب- محمود علي:

تجمع أكثر من 100 رجل حول مدفأة في سفينتهم، التي علقت في منطقةٍ بالقطب الشمالي، وهم ينتظرون الهلاك كمصير مؤكد، قبل أن يعودوا إلى المياه الدافئة.

خرجت السفينة "The Terror" من انجلترا عام 1845 لاستكشاف المحيط الهادئ، رغم أن أباطرة البحرية كانوا يدركون خطورة الرحلة، لتعلق السفينة في الجليد ويستوحي المخرج "ريلي سكوت" فيلماً خيالياً من قصة الجوع والمرض بعد مهاجمة وحش خارق للسفينة، لكن القصة الحقيقية كانت أكثر درامية بحسب التفاصيل التي نشرتها صحيفة "ذا صن".

وذكرت الصحيفة أن السفينة "The Terror"، خرجت بصحبتها سفينة أخرى لحمل الإمدادات في حالة وقوع أية حادث، وتم تقسيم المستكشفين الـ 129 على متن السفينتين، لكن السفينة الأولى فُقدت وتحولت إلي أسطورة لم يتم الكشف عن حقيقتها إلا بعد عقود كثيرة.

بدأت القصة بمغادرة الرحلة المنكوبة ميناء انجلترا في مايو عام 1845 يقودها كل من جون فرانكلين، 59 عاما، وفرانسيس كروزيه، 51 عاما، على متن السفينتين، وكان الأول من قدامي المحاربين، والمستكشفين المتمرسين.

وكان لفرانكلين ماض سيئ في رحلات الاستكشاف في القطب الشمالي، ففي رحلته الأخيرة بشمال كندا فقد 11 شخصاً من رجاله في رحلة قاسية، انتشرت حولها شائعات تعرضهم للقتل من قبل آكلي لحوم البشر، لكن الخلاف السياسي أثناء توليه محافظاً لمدينة فان ديمن لاند وهي الآن تسمانيا، هو من ألقي به في الخطر الجديد.

وأبحرت السفن، محملة بما يكفي من الغذاء لمدة ثلاث سنوات، لكن السفينة اختفت لسنوات واشتبهت الحكومة في أن شيئًا ما قد حدث، ورصدت مكافأة قدرها 20،000 جنيه إسترليني (تبلغ قيمتها حوالي مليوني جنيه استرليني اليوم) لأي شخص يمكنه العثور على الطاقم المفقود.

واستمر البحث عن السفينة طيلة 10 سنوات كاملة بعد تاريخ إبحارها من الميناء، ليصل مستكشف آخر وهو جون راي إلي أدلة مخيفة، بأن طاقم السفينة لن يروا مرة أخرى.

وجد "راي" أجزاء من 30 جثة مجمدة في الثلوج، وحفر على بعد أعمق للتأكد من أنها تخص طاقم السفينة المفقودة، فكتب رسالة إلى القيادة في انجلترا يروي فيها ما شاهده، لتقرر بعد ذلك إلغاء حملات البحث، لكن السيدة ليدي فرانكلين، زوجة زعيم الحملة، مولت مهمتها النهائية واليائسة لتعقب المستكشفين المنكوبين، لتكشف عن أحداث تقشعر لها الأبدان.

وعثر فريق البحث عام 1859 على أحد السكان الأصليين وهو يرتدي فراءً عليه شارة البحرية البريطانية، وقال إنه وجدها علي "بعض البيض الذين كانوا يعانون من الجوع على الجزيرة".

وذكرت فرقة البحث أنها عثرت علي كومة من عظام للرجال المفقودين، بجانب علبة من الصفيح تحوي رسائل سجلت بخط اليد التاريخ المأساوي لرحلة الاستكشاف المفقودة.

كانت الرسالة الأولى بتاريخ 28 مايو 1847 مكتوباً فيها أن كل شيء جيد، ولكن على حافة الرسالة كُتب نصُ آخر بالقلم الرصاص الباهت في أبريل للعام التالي، وذكر أن السفن استقرت في مكانها لمدة عام ونصف، وما تبقى من حصص الغذاء كان ملوثاً بالرصاص القاتل، وتُوفي فرانكلين قائد الرحلة ومعه 23 من الرجال، بينما كان الناجون يستعدون لقطع رحلة مئات الأميال سيرا علي الجليد، لكن القائد الجديد كان يعلم وهو يأمر رجاله بالاستعداد أن الجميع سيموت في رحلة نحو الحياة.

وعثر الباحثون على هياكل عظمية حول قارب في وضع الدفاع عنها، ضد هجمات تركت عليها آثار السكين.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان