نجوم السينما الفرنسية يدعمون "الآن نتحرك" لمواجهة التحرش الجنسي
كتب – سامي مجدي:
يبدو أن حملة "مي تو" لمكافحة الاعتداءات الجنسية والتحرش وجدت طريقها إلى صناعة السينما والترفيه في فرنسا، وذلك بعد أيام من انقضاء مهرجان برلين السينمائي الذي شهد ارتداء الكثير من النجوم اللون الأسود في حفل الافتتاح، وتخلى مدير المهرجان ديتير كوشليك عن وشاحه الأحمر المعتاد لإبداء دعمه لضحايا الاعتداءات الجنسية.
وتوالى نجوم السينما الفرنسية واحد تلو الأخر في أرقى جوائز صناعة الفن السابع في فرنسيا الجمعة تزين ملابسهم شريطة بيضاء احتجاجا على سوء السلوك الجنسي. خلال مراسم جوائز سيزار، أشار مقدمو الحفل والفائزون بجوائزه إلى الحركة التي تحشد من أجل وضع حد للانتهاكات وسوء المعاملة التي يرتكبها الرجال النافذون في تلك الصناعة.
"الآن نتحرك"
ووفقا لتقرير وكالة أسوشيتد برس، السبت، وقفت القاعة التي احتوت الحفل مصفقة مع دعوة مقدم الحفل الجميع إلى دعم حملة "الآن نتحرك" التي انطلقت الأسبوع الماضي بهدف جمع أموال لمساعدة النساء على التقدم بدعاوى قانونية ضد المنتهكين.
تقول الوكالة إن الغضب من العنف الجنسي ومطالب المساواة بين الجنسين في صناعة السينما شحن الأجواء خلال جوائز سيزار هذا العام- وهي أجواء مشابهة إلى حد كبير بالنسبة لجوائز الأكاديمية (الأوسكار) يوم الأحد في معقل صناعة السينما الأمريكية: هوليوود.
تمنح الأكاديمية الفرنسية للفنون السينمائية والتكنولوجيا جائزة سيزار سنويا منذ 1976، بفكرة من المنتج الفرنسي جورج كرافين، مؤسس الأكاديمية.
وبدلا من ارتداء ملابس سوداء اللون – كما فعل الممثلون في الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا في حفلات الجوائز مؤخرا – اختار النجوم الفرنسيون ارتداء شريطة بيضاء للإعراب عن احتجاجهم.
كذلك فعل ضيوف الحفل مثل النجمة الإسبانية بينلوب كروز، التي منحت جائزة خاصة عن مجمل أعمالها.
نقلت عنها الوكالة قولها للصحفيين: "العالم أجمع يتحدث عن ذلك، إنها ليست مشكلة صناعتنا فحسب، بل كل الصناعات وكل امرأة ليست لديها فرصة مكبر صوت أمامها لتعبر عن نفسها."
ذهبت معظم جوائز سيزار في دورتها 43، هذا العام إلى فيلم "120 خفقة في الدقيقة" الذي حققه المخرج روبين كامبيو عن بدايات مكافحة مرض الإيدز في باريس في تسعينان القرن الماضي في خضم أزمة المرض. فاز الفيلم بست جوائز بينها أفضل فيلم.
أشادت المنتجة ماري-أنج لوسياني بالتغير الاجتماعي الذي حل بفرنسا منذ تلك الحقبة بما في ذلك تنامي القبول بزواج المثليين، بحسب أسوشيتد برس. كما وجهت رسالة لهؤلاء الذين أصيبوا بالارتباك جراء الاضطرابات التي خلفتها حركة "#مي تو" التي بدأت في هوليوود باتهامات سوء معاملة جنسية ضد المنتج الشهر هارفي وينستين.
قالت لوسياني "لا تخفن مما سوف يحدث. هذه الحركة ليست تهديدا. إنها وعد. والتاريخ سوف يظهر أننا على حق."
كاترين دينوف
تقول الوكالة إن صناعة الترفيه في فرنسا شهدت انقسامات حول حركة "#مي تو"، مشيرة إلى ما قالته النجمة المخضرمة كاترين دينوف، 74 سنة، إن الحركة ذهبت بعيدا.
ففي مطلع يناير الماضي، نددت دينوف و99 امرأة فرنسية أخرى بردود الفعل الغاضبة ضد الرجال بعد فضيحة واينستين وقلن إن حملة (مي تو) المناهضة للتحرش الجنسي وصلت إلى حد "التزمت" وأججتها "كراهية الرجال".
وقالت النساء المئة في عمود نشر بصحيفة لو موند "هذه الدعوة إلى إرسال الرجال إلى المذبح، بدلا من مساعدة النساء على أن يكن أكثر اعتمادا على الذات، يساعد أعداء الحرية الجنسية".
وأضافت تقول إن حق الرجل في "قليل من التحرش" بامرأة جزء أساسي من الحرية الجنسية ووصفن الحملة بأنها "متزمتة".
بيد أنه لا أحد في حفل جوائز سيزار تفوه علنا بأي شيء مماثل لما قالته دينوف.
ضبطت رئيسة الحفل فانيسا بارادي – المغنية والممثلة والزوجة السابقة لنجم هوليوود جوني ديب – الإيقاع في الافتتاح حيث قالت: "أنا أرتدي هذه الشريطة البيضاء للكفاح ضد العنف ضد المرأة."
وطلبت أكثر من 200 شخصية بينهم الممثلة ساندرين بونير والمخرجة أجنس جوي والممثلة والمخرجة جولي غايت، جمع تبرعات توجه للجمعيات التي تساعد المرأة في متابعة قضاياهن أمام العدالة، "حتى لا تكون هناك مرة أخرى امرأة تقول #مي تو."
واستدعت النجمة الفرنسية جولييت بينوش مقترحا في صحيفة لو موند يوم الجمعة من أجل حصص لضمان أن يذهب دعما حكوميا أكثر إلى الأفلام التي تخرجها المرأة.
جوائز
في جوائز هذا العام، حصل الممثل ناويل بيريز بيسكايار، على جائزة سيزار أفضل موهبة جديدة فيما حاز أنطوان رينارتس الذي يؤدي دور المسؤول عن جمعية "آت آب" سيزار أفضل ممثل في دور ثانوي.
كما حاز فيلم "أوروفوار لا أو" (إلى اللقاء فوق) للمخرج ألبير دوبونتيل على خمس جوائز بينها أفضل مخرج وتدور احداث الفيلم خلال الحرب العالمية الأولى.
وفاز سوان أرلو، 36 سنة، بجائزة أفضل ممثل عن تأديته دور مزارع يواجه وباءً في فيلم "بوتي بيزان" (مزارع صغير) من إخراج أوبير شارويل. ونال هذا الفيلم ثلاث مكافآت بالإجمال مع سيزار أفضل فيلم أول وأفضل ممثلة في دور ثانوي لساره جيرودو.
وحازت جان باليبار جائزة أفضل ممثلة عن دورها في “باربارا” لماتيو امالريك الذي تؤدي فيه دور المغنية الفرنسية باربارا؛ أما سيزار أفضل موهبة جديدة في صفوف النساء، فكانت من نصيب الممثلة والمغنية كاميليا جوردانا عن دورها في فيلم “لو بريو” لايفان اتال.
وذهب سيزار أفضل فيلم أجنبي إلى "في غايب الحب"، للروسي أندريي زفياغينتسيف المرشح أيضًا لجوائز الأوسكار التي تمنح الأحد.
فيديو قد يعجبك: