"كل شيء اعتذارا لأمي".. كيف تفسر حياة ويل سميث صفعة الأوسكار؟
صفعة ويل سميث لكريس روك
كتبت- هدى الشيمي:
أصيب حضور ومشاهدو الحفل السنوي الـ٩٤ لتوزيع جوائز الأوسكار، الذي أقيم فجر اليوم الاثنين على مسرح دولبي في لوس أنجلوس، بالذهول بعد صعود الممثل الأمريكي ويل سميث على خشبة المسرح وصفع زميله الممثل الكوميدي كريس روك خلال تقديمه إحدى فقرات الحفل ثم عاد إلى مقعده بجانب زوجته جادا بينكيت سميث، تاركًا الجميع يتساءل هل ما حدث كان حقيقي؟ أم أنه مشهد تمثيلي مُتفق عليه كما يفعل الفنانون عادة.
غير أن سميث الذي حصل على جائزة الأوسكار لأفضل ممثل في دور رئيسي عن دوره في فيلم"king Richard" أنهى حيرة الكل بصياحه -واستخدامه لكلمة بذيئة- في روك:"لا تتفوه باسم زوجتي..!".
لم يظهر الاستياء على سميث في بداية الأمر عندما أطلق كريس روك مزحة حول زوجته جادا التي حلقت شعر رأسها بعد إصابتها بداء الثعلبة، حسبما أعلنت على حسابها بموقع تويتر في ديسمبر الماضي، ولكن موقفه تغير بعدما ظهر الامتعاض على وجهها.
" الحب سيجعلك تفعل أشياء مجنونة"
لاحقًا، خلال خطاب تسلمه جائزة أفضل ممثل لأول مرة في مشواره السينمائي، حاول سميث تبرير موقفه وقال إنه شعر بأنه مضطر للدفاع عن أسرته.
قال الممثل الأمريكي باكيًا،"أعلم أنه من أجل القيام بما نقوم به، يجب أن تكون قادرا على تحمل الإساءة، وتحمل كلام الناس السيئ عنك، وعدم احترامهم لك، وعليك أن تبتسم وتتظاهر بأنك على ما يرام".
وأضاف: "ولكن الحب سيجعلك تفعل أشياء مجنونة".
ونقلت قناة إيه بي سي عن شرطة لوس أنجلوس قولها في بيان: "محققو إدارة شرطة لوس أنجلوس على علم بحادث وقع بين رجلين خلال حفل توزيع جوائز أوسكار، وضرب خلاله أحدهما الآخر. ورفض المشارك في الحدث مراجعة الشرطة"
"رد فعل دراماتيكي"
وجد الكثير من الناس أن رد فعل سميث الدراماتيكي غير متناسب مع مزاح روك، والذي قد يعتبره البعض إهانة، غير أن حياة سميث الشخصية وما مر به من تجارب شخصية ربما تفسر عنفه تجاه زميله في الحفل، حسبما ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية.
في سيرته الذاتية، التي نُشرت في نوفمبر ٢٠٢١، تحدث الممثل الأمريكي، ٥٣ عامًا، بإسهاب عن العنف المنزلي الذي وصفه بـ"المروع" في منزلهم، وكيف أثر عليه هو وإخوته الثلاثة.
عندما كان سميث طفل في التاسعة من عمره، شاهد والده ويليام وهو يضرب والدته كارولين على رأسها بشدة ما تسبب في انهيارها، وأضاف في كتابه: "رأيتها تبصق الدم من فمها، وهذه اللحظة تحديدًا، حددت من أن أكون".
"إخفاء جبني"
لم يكن العنف المنزلي الأمر الوحيد الذي أثر على سميث، ولكن تقاعسه عن التصرف ومواجهته زاد الأمر سوءًا. وكتب: "خلال كل ما قمت به منذ ذلك الحين، الجوائز، الأوسمة، الأضواء، والانتباه، الشخصيات التي قدمتها والضحكات، دائمًا كان هناك سلسلة من الاعتذارات لأمي عن عجزي عن فعل أي شيء ذلك اليوم، لعدم مواجهتي لوالدي، لكوني جبانًا".
وقال الممثل الأمريكي إن عمله الدؤوب وإتقانه للشخصيات العديدة التي قدمها كان "لحماية نفسه، وإخفائها عن العالم، لإخفاء جبنه".
"فكر في قتل والده"
انفصل والدا سميث بينما كان راهقًا، وأنهيا إجراءات الطلاق في عام ٢٠٠٠. وقال الفنان الأمريكي إن علاقته بوالده كانت جيدة، ولكن شعوره بالكراهية تجاهه عاد للظهور مرة أخرى عندما أصيب بالسرطان وكان يستخدم كرسيًا متحركًا، وقتها كان سميث يعتني به، وقال إنه فكر في قتل أبيه.
وفي كتابه، قال: "عندما كنت طفلاً، كنت أقول لنفسي دائمًا، يومًا ما سأنتقم لوالدتي، توقفت عند أعلى الدرج وفكرت في دفعه إلى الأسفل، وسأفلت من العقاب بسهولة. حمدًا لله أنه يحكم علينا من خلال أفعالنا، وليس من خلال نوبات الغضب الداخلية".
"للقمة سريعًا"
ذاع صيت سميث، ٥٣ عامًا، في وقت مبكر في حياته المهنية كمغني راب وموسيقي إلى جانب صديق طفولته جازي جيف. وفي عامه الـ٢٢ حصل على دور البطولة في مسلسل السيت كوم The Fresh Prince of Bel Air، الذي يدور على فتى مراهق ترسله والدته للعيش مع عمه الثري في كاليفورنيا.
وقبل فترة وجيزة من حصوله على الدور، تم القبض على سميث بتهمة الاعتداء على أحد الموزعين العاملين معه، ووجهت إليه اتهامات بالاعتداء العنيف، والتآمر الإجرامي، وتعريض حياة شخص آخر للخطر، ولكن الاتهامات أُسقطت عنه لاحقًا.
وعلى مدار ٣٠ عامًا، كان فيها ويل سميث أحد أكبر وأهم النجوم في أمريكا والعالم، حظى الفنان الأمريكي بإعجاب وحب العاملين في صناعة السينما والجمهور على حد سواء.
"علاقة مثيرة للجدل"
ولا يزال يحظى بعلاقة قوية مع زوجته جادا بينكيت، رغم إعلانهما أن علاقتهما منفتحة وأنهما يسمحان لبعضهما البعض بالتعرف على أشخاص آخرين.
"لم تكن المرة الأولى"
إلا أن شكل حياتهما الزوجية جعلتهما مادة لسخرية واستهجان البعض. في حفل توزيع جوائز البافتا البريطانية قبل أسبوعين، قالت الممثلة الأسترالية ريبل ويلسون، مقدمة الحفل، مازحة أنها شعرت أن أفضل أداء قدمه سميث كان العام الماضي مع وجود جميع "أحباء" زوجته.
ولم تكن مزحة كريس روك عن جادا بينكيت الأولى، فقبل عامين، بدا أنه يسخر من حياة سميث الزوجية، بالتعليق على تغريدة كتبها الأخير لزوجته السابقة وأم أكبر أبنائه يتمنى لها فيها عيد ميلاد سعيد، وكتب: "عجبًا.. يبدو أن زوجتك متفهمة للغاية!".
وفي عام ٢٠١٦، خلال تقديمه لحفل توزيع جوائز الأوسكار، تعمد كريس روك السخرية من جادا بينكيت سميث لمقاطعتها الحدث الفني الأبرز في هوليوود والعالم، وفي العام نفسه لم يترشح سميث لجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم " Concussion" كما المتوقع. قال روك، وقتذاك،:"جادا غضبت وقالت إنها لن تأتي، مقاطعتها للحفل تشبه مقاطعتي لسراويل ريانا، لم أكن مدعوًا".
وتابع: "أنت غاضبة؟ من الظلم ألا يترشح ويل للجائزة رغم اتقانه للدور، كذلك لم يكن منصفًا أن يحصل على ٢٠ مليون دولار مقابل مشاركته في Wild Wild West".
فيديو قد يعجبك:
